حرص الجامعة..

يمكن اعتبار كل من فريقي الوداد البيضاوي والمغرب التطواني أكبر ضحايا الدورة الثامنة والعشرين من منافسات البطولة الاحترافية كرة القدم.
هزيمة الوداد ببركان ضيقت عليه الخناق، وبات على بعد نقطتين فقط عن الغريم التقليدي الرجاء البيضاوي، مع مقابلة ناقصة لمتزعم الترتيب.
نفس النتيجة حصدها المغرب التطواني في رحلته الطويلة لأكادير، ليتسلم مشعل المرتبة الخامسة عشرة المؤدية مباشرة للقسم الثاني، من الكوكب الفائز بحصة عريضة على حساب يوسفية برشيد في مباراة لم يظهر فيها الفريق الحريزي أي مقاومة تذكر.
انهزام الوداد ببركان بثلاثة أهداف لاثنين بعثرت حساباته، بعد أن تجمد رصيده في 54 نقطة، مع مباراة ناقصة، ليحتاج أصدقاء العميد إبراهيم النقاش، إلى تحقيق 4 نقط من 3 مقابلات متبقية لديه، أمام كل من أولمبيك خريبكة لحساب مؤجل الدورة 27 واتحاد طنجة عن الدورة 29 والكوكب برسم الدورة الأخيرة.
فالفارق المهم من النقاط الذي كان يفصل الفريق الأحمر عن مطارده المباشر، تآكل بسرعة، ليواصل الرجاء لعبة المطاردة وانتظاره أي تعثر جديد للغريم التقليدي، حتى يتمكن من الانقضاض على الصدارة، ليعود التشويق من جديد للمقدمة، بعدما ساد الاعتقاد أن أمر اللقب حسم مبكرا، إلا أن السرعة النهاية للرجاء، وتعثر الوداد في الدورات الأخيرة غير من المعطيات السابقة، وجعل السباق مفتوحا بين الفريقين البيضاويين.
أما هزيمة المغرب التطواني بأكادير أمام الحسنية، حتى ولو كانت بحصة صغيرة، إلا أنها أبقت على حظوظ الفريق السوسي في المنافسة على رتبة متقدمة، بينما زج بالحمامة البيضاء وسط دوامة الصراع غير المتكافئ لضمان البقاء، إذ لم يعد مصيره بين يديه، وعليه تحقيق نتيجتين إيجابيتين في الدورتين المتبقيتين، وانتظار تعثر الفرق المهددة.
الهزيمة بأكادير كانت ضربة موجعة للماط، وتكمن الصعوبة في كونه سيواجه بميدانه الرجاء الذي يتشبث بحظوظه في الصراع على اللقب، لينتقل بعد ذلك إلى الرباط في آخر جولة لملاقاة الجيش الملكي.
مباريات قوية ومثيرة وحارقة، تتطلب الكثير من الحرص واليقظة من طرف الجامعة، قصد ضمان شروط المنافسة العادلة، إذ تقتضي برمجة منصفة بين جميع الفرق، وتتطلب تعيينات حكام مدروسة، خاصة في المباريات الحساسة، حكام تتوفر فيهم شروط قيادة مباريات مصيرية بالنسبة للكثير من الفرق.
وكل هذه الشروط أو المتطلبات ليست بالخيالية أو الصعبة بالنسبة للجامعة، بصفتها جهازا يفترض فيه تلقائيا التوفر على الآليات والوسائل البشرية واللوجستيكية لضمان التتبع والمراقبة والحرص على تكافؤ الفرص بين الجميع وبدون استثناء.
فهل ستوفر الجامعة هذه الشروط الضرورية في الدورتين الأخيرتين؟ ننتظر لنرى…

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top