حزب التقدم والاشتراكية في جنازة الزعيم الحسين آيت أحم

بيان24: محمد حجيوي 
انتدب حزب التقدم والاشتراكية، رئيس مجلس رئاسته الرفيق مولاي إسماعيل العلوي، لتمثيله في جنازة الزعيم الوطني الجزائري الحسين آيت أحمد الذي ووري جثمانه الثرى يوم الجمعة الماضي، وسط عشرات الآلاف من المشيعين، في قريته الصغيرة عين الحمام بمنطقة القبائل.  
وقال إسماعيل العلوي، بعد عودته من الجزائر، في تصريح لبيان اليوم، “إن جنازة الراحل الحسين أيت أحمد كانت جنازة مهيبة، لم أر مثلها من حيث الزخم الشعبي الذي ودع الراحل إلى مثواه الأخير”، مشيرا إلى أنه، باستثناء جنازتي الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، فإن جنائز كل القادة السياسيين بالبلدان المغاربية لم تصل إلى مستوى جنازة الراحل أيت أحمد التي كانت جنازة شعبية بكل المقاييس، حيث لم يكن هناك أي مظهر رسمي، ولم تلق أية كلمة رسمية كانت أو غير رسمية.
وأضاف العلوي أن قرية عين الحمام، التي عاشت حدث توديع البطل الوطني الراحل الحسين أيت أحمد، غصت كل شوارعها وأعالي وسفوح الجبال المجاورة بعشرات الآلاف من المشيعين الذي جاؤوا من كل المناطق من الداخل ومن الخارج، لتوديع الراحل أيت أحمد الذي كان قيد حياته يتميز بخصال حميدة، وكان له دور أساسي في إنشاء جيش التحرير الجزائري من جهة، وفي إعطاء الشرارة الأولى لمقاومة الاستعمار الفرنسي من جهة ثانية، وكان، أيضا، يمتاز بروح مغاربية متيقظة وقوية، ينادي، دوما، بوحدة المغرب الكبير. Sans titre-5
وبخصوص مضمون الكلمة التي كان سيلقيها باسم حزب التقدم والاشتراكية، قال إسماعيل العلوي “إن الراحل الحسين أيت أحمد ترك لنا رسالة عظيمة ثنائية المضمون، علينا نحن الأحياء والأجيال اللاحقة أن نحققها”، ويتلخص المضمون الأول، بحسب رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية، في أن لمفهوم التحرير، مدلولا واسعا، يشمل بناء الديمقراطية في جميع تجلياتها، وضمان الحريات وصيانتها، ورفض كل أنواع الاستبداد.
أما المضمون الثاني لرسالة الراحل، يضيف إسماعيل العلوي، فيعني التخلص من كل أشكال الجهل التي لا تؤدي سوى إلى التعصب والتطرف والعنف الأعمى، مشيرا إلى أنه كان يؤكد في الرسالة ذاتها، على  ضرورة السعي الجماعي من أجل تشييد كيان مغاربي وحدوي مبني على احترام الاختلاف والتنوع وقادر على ضمان موقع لائق بين الأمم للشعوب المغاربية ولتراثها وثقافتها الحضارية. واستطرد العلوي قائلا “إذا ما استطعنا أن نحقق مضمون هذه الرسالة، سنكون بذلك أوفياء لدلالة الكلمة التي تعرف بنا بين الأقوام والأمم أي كلمة (إيمازيغن) التي تعني الأحرار”.   
وأضاف إسماعيل العلوي أن فقدان الزعيم الحسين أيت أحمد لا يشكل خسارة للشعب الجزائري فحسب، بل يمثل خسارة للشعب المغربي، لأن الراحل لم يكن يفرق بين مصير الشعب الجزائري وبين مصير الشعب المغربي، كان يؤمن إيمانا راسخا بوحدة الشعبين العضوية، يل بوحدة الشعوب المغاربية قاطبة، وهو الشعار الذي لازمه منذ نعومة أظافره بالأرض المعطاء أرض “القبائل” بالجزائر، إلى أن جدد التأكيد على ذلك مع إخوانه مطلقي شرارة التحرير الأولى في فاتح نونبر 1954 من خلال أول بلاغ صدر عن الثورة قبل 61 سنة مضت.
وأورد رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية، في التصريح ذاته، أنه لما تعرف على الراحل الحسين أيت أحمد بشكل شخصي وعائلي، لمس فيه منذ اللحظة الأولى، الرجل القوي المؤمن بالقضية الوطنية التي لم تنحصر عنده في الجانب التحرري المظهري، بل كانت ومازالت، إلى أن وافته المنية، تقتضي، في جوهرها، الانعتاق الكلي من قبضة جميع أنواع الاستيلاب، والتشبث بالحرية في مفهومها الشمولي الذي يهم الفرد والجماعة، وكان ينادي دائما إلى الكفاح المستمر من أجل تحقيق المساواة بين بنات وأبناء الوطن. وكان ديمقراطيا حتى النخاع وبقي وفيا لهذا الاختيار ولم يتزحزح عنه قيد أنملة إلى آخر رمق في حياته.
 يشار إلى أن  الحسين آيت أحمد ولد في سنة 1926، بقرية عين الحمام، وكان أحد كبار المقاومين ومن أبرز قادة “جبهة التحرير الوطني” التي قادت الجزائر إلى الاستقلال في 1962، حيث يعد من التسعة الذين فجروا وقادوا حرب التحرير الجزائرية. وتعرض آيت أحمد للسجن من قبل سلطات الاحتلال الفرنسي عام 1956، ثم أفرج عنه بعد وقف إطلاق النار عام 1962. ثم سجن عام 1964 وحكم عليه بالإعدام من قبل السلطات الجزائرية، ثم أفرج عنه، وترك ليتوجه إلى المنفى في سويسرا عام 1966.
وبدأت حالة آيت أحمد الصحية تتدهور منذ عام 2012، وتنحى في العام التالي عن قيادة جبهة القوى الاشتراكية، وتوفي في لوزان يوم 23 دجنبر المنصرم.

Related posts

Top