حزب التقدم والاشتراكية موقف “نبيل” من قضية التعليم

لقد راقني كثيرا رأي حزب التقدم والاشتراكية من قضية التعليم عموما من خلال تصريحات و مواقف محمد نبيل بنعبدالله الأمين العام الذي استضافه برنامج”نقطة إلى السطر”. فقد جاءت ردوده حول إشكالية التعليم مطبوعة بالبراغماتية والواقعية وعبر بمسؤولية وبشعور الناظر إلى الأمام، عن الكيفية التي ينبغي أن تدبر بها وزارة التربية الوطنية كل الجوانب المرتبطة بالتعليم بحكامة، وتفكير معقلن، وإصلاح شمولي لكل المكونات والأسس والدعائم التي لا تستقيم إلا تحت هذا المؤشر الذي بدونه يصبح الإصلاح متقطع الأوصال..
فالأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يرى أن رجل التعليم ينبغي، في كل مراحل التدرج التعليمي ببلادنا، أن يخضع لتكوين قوي يمكنه من تدريس أبناء المغرب على درجة عالية من الكفاءة العلمية وتكون هاته الكفاءة بمثابة العملة المميزة لها بنفس القيمة التي تتوفر عليها البلدان الأخرى الرائدة في مجال التربية والتعليم.
ويرى نبيل بنعبدلله كذلك أنه بالموازاة مع تحسين جودة المنتوج المقدم للتلاميذ، ينبغي إخضاع كل الفئات من رجال التعليم إلى قوانين تنظيمية موحدة ومماثلة حتى لا يصبح الإحساس بالتفييء أو التقسيم سببا للتشردم وانقسام الجسم الواحد، وحتى لا تتداعى سائر درجات رجال التربية والتعليم بحمى الخروج إلى الشارع للاحتجاج أو القيام بإضرابات تشل المؤسسات التعليمية ويكون فيها الخاسر الأكبرهو التلميذ، من جراء هدر الساعات المقررة للتحصيل وقرصنة تأمين الزمن المدرسي وزمن التعلمات.
لذلك، فموقف حزب التقدم والاشتراكية من قضية التعليم بالمغرب هو موقف واضح يعبر عن مرجعيته الثابتة في هاته القضية الوطنية التي تهم المغاربة جميعا بكل أطيافهم وشرائحهم الاجتماعية، كما أكد على ذلك جلالة الملك محمد السادس في خطاباته السامية.
وهذه المواقف التي عبر عنها الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بكل نزاهة وشفافية، لا يمكن اعتبار أنها تدخل في خانة”البروباغاندا”خصوصا في هذه الظرفية التي تعرفها بلادنا من خلال الاستحقاقات الانتخابية لثامن شتنبر، فلا غرو أننا نشهد بين الفينة والأخرى أصواتا تتعالي من هنا وهناك لتفصيل وخياطة قضية التعليم بحسب أهوائها لا بحسب مواقفها الثابتة التي تفرزها المبادئ الراسخة.
فحزب التقدم والاشتراكية انطلاقا من مرجعياته الواضحة وعبر السنوات التي تقلد فيها منصب المسؤولية، كان دوما في انسجام تام مع مبادئه، سيما في القضايا الكبرى التي كانت تستدعي الحكمة والروية.
وحتى في حال تعرضه للنقد وأحيانا للتبخيس، لم يكن يضيق صدره بفضل المناعة التي اكتسبها من تقلبه في دواليب المسؤولية بتحمله كل الصعاب والعثرات بأمانة وصدق وحسن تدبير.

>بقلم: عبد الصادق أغرابي

* أستاذ وخبير في مجال التربية والتعليم

Related posts

Top