حزب التقدم والاشتراكية يقدم حصيلة وزرائه في محفل عمومي وازن

أكد محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أنه بعد مرور خمس سنوات من التجربة الحكومية، أن جزء كبيرا من الأوساط اليسارية التي انتقدت مشاركة حزبه في هذه الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، أصبح، اليوم، يقر بصواب موقف حزب الكتاب.
وقال محمد نبيل بن عبد الله الذي كان يتحدث، أمس الإثنين، بقصر المؤتمرات بالصخيرات، خلال لقاء خصص لتقديم حصيلة وزراء حزب التقدم والاشتراكية، «لقد دخلنا هذه التجربة الحكومية مسلحين بمشروعنا المجتمعي وبتاريخنا وبتربيتنا السياسية، وبمواقفنا وتراثنا النضالي ولم ندخل لأننا نبحث عن المقاعد»، مشيرا إلى أن التجربة، بعد مرور خمس سنوات، أثبتت صحة موقف حزب التقدم والاشتراكية، وأن الأوساط التي وجهت للحزب كما هائلا من الانتقادات، أصبحت اليوم تقر بسداد وصحة هذا الموقف.
وأضاف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، خلال هذا اللقاء الذي حضره رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وعدد من الوزراء ومجموعة من الفاعليين المؤسساتيين والمدنيين، أن عرض حصيلة وزراء حزب التقدم والاشتراكية، هو فقط من باب تقديم الحساب للرأي العام الوطني ولمناضلي ومناضلات حزب التقدم والاشتراكية، دون أن يعني ذلك أنه يريد أن يستفيد من هذه الحصيلة لوحده، أو يحتكرها، أو أن يقول إن له الفضل لوحده في نتائجها، مؤكدا على أن كل مكونات هذه التجربة الحكومية في نسختها الأولى والثانية، ساهمت في هذه الحصيلة، وأن نجاحها يعود الفضل فيه إلى التزام أطراف سياسية بعينها، ربما أكثر من غيرها، بكل التحديات التي كانت مطروحة على هذه الحكومة.   
وأوضح نبيل بنعبد الله أن حزب التقدم والاشتراكية، بعد المشاركة في هذه التجربة الحكومية، بقي ملتزما بهويته الفكرية والسياسية وبقيمه وبمواقفه وبتطلعاته، مستدلا على ذلك، بدفاعه المستميت عن الديمقراطية وعن التنزيل السليم للدستور والتنمية وبناء المجتمع الذي تسوده العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى بقائه ملتزما بميثاق الأغلبية الذي تمت صياغته عند تشكيل التحالف الحكومي، كما أنه ظل ملتزما بإنجاح التجربة أمام كل محاولات إجهاضها منذ انطلاقتها.
وبحسب الأمين العام، فإن الالتزام القوي لحزبه داخل التجربة الحكومية، كان مصحوبا بجرأة المناضلين في اللحظات السياسية الفارقة التي تقتضي اتخاذ المواقف والمبادرات والصمود في وجه كل التحديات، مشيرا إلى أن حزب التقدم والاشتراكية، طليه هذه الولاية، كانت له الجرأة في قول لا لأنصار التحكم والعودة بالبلاد إلى الوراء والمدافعين عن مصالحهم.
وعرف نبيل بنعبد الله التحكم بكونه «إرادة بسط السيطرة على كل مواقع القرار سواء سياسية أو حزبية أو مرتبطة بسلطة أو بمؤسسات قائمة ومحاولة السيطرة على القرار الاقتصادي»، وهو ما اعتبره، بنعبد الله، من المخاطر الأساسية التي تتهدد البلاد، في الوقت الذي يسعى فيه حزب التقدم والاشتراكية والقوى المؤمنة بالإصلاح إلى الدفاع عن دولة القانون في الحقل الاقتصادي والقطع مع نظام الريع وعدم ربط القرار الاقتصادي بالولاء لأطراف معينة.
وجدد الأمين العام التأكيد على الحصيلة الإيجابية لوزراء حزب التقدم والاشتراكية، سواء في قطاع الماء الذي تقوده الوزيرة شرفات أفيلال، أو في قطاع التشغيل والتكوين المهني والشؤون الاجتماعية على مرحلتين، في عهد كل من عبد الواحد سهيل ثم من بعده عبد السلام الصديقي، أو قطاع الصحة الذي يشرف عليه البروفيسور الحسين الوردي، أو قطاع الثقافة الذي حقق طفرة مهمة على عهد الوزير محمد الأمين الصبيحي، ثم قطاع السكنى وسياسة المدينة الذي يشرف عليه محمد نبيل بنعبد الله، الذي شدد على أن هؤلاء كلهم سعوا بإخلاص ووفاء وانخراط قوي من أجل تحقيق أكبر عدد من المكاسب لفائدة الشعب المغربي.
وبجرأة المناضلين الذين يربطون المسؤولية بالمحاسبة، قدم زعيم حزب الكتاب، باسم كل الوزراء الذين شاركوا في هذه الحكومة باسم حزب التقدم والاشتراكية، (قدم) اعتذاره للشعب المغربي عن كل الإخفاقات الممكنة وعن السلبيات التي قال إنها قد تكون اعترت هذه التجربة.
وبعد عرض لشريط فيديو يلخص بالأرقام منجزات وزراء حزب التقدم والاشتراكية، نوه رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، في كلمة مقتضبة، بتجربة التحالف مع حزب التقدم والاشتراكية، مؤكدا أنه بالرغم من الاختلاف في الإيديولوجية وفي المرجعية فإن مصلحة الوطن حتمت الالتقاء بين حزب العدالة والتنمية وحزب التقدم والاشتراكية اللذين اتفقا معا وبكل استقلالية وشجاعة على المساهمة المشتركة في تنمية واستقرار البلاد مهما كلف ذلك من ثمن… وقال زعيم العدالة والتنمية «إنه لا يهم أن تكون يمينيا أو يساريا اليوم بقدرما يتعين أن تكون معقولا، ونحن في العدالة والتنمية وجدنا أن حزب التقدم والاشتراكية حزب معقول، وما يجمعنا به اليوم وغدا كقاسم مشترك هو المعقول».. وأضاف عبد الإله بنكيران أن التجربة الحكومية التي شارك فيها حزب التقدم والاشتراكية، إلى جانب حزب العدالة والتنمية والحلفاء الآخرين، هي تجربة، قد تبدو صغيرة، لكهنا تجربة كبيرة في معناها وفي بعدها ومداها الوطني، وهي كبيرة أيضا بالنظر إلى فرادتها على المستوى العربي والإسلامي، حيث شارك تياران معروفان باختلاف مرجعيتيهما في تجربة حكومية جاءت بعد الحراك الاجتماعي والسياسي الذي عرفته بلادنا سنة 2011.  
وأورد رئيس الحكومة، أن صفة الجدية والمعقول التي يتسم بها وزراء حزب التقدم والاشتراكية، جعلته يتعامل معهم باحترام تام، ولم يتعامل معهم كأشخاص يرأسهم، بل ترك لهم الحرية التامة في بلورة البرامج والأفكار، مشيرا إلى أنه طيلة الخمس سنوات التي مرت من عمر هذه التجربة الحكومية، تم اكتشاف أن هناك العديد من الأمور والقضايا التي يتفق بشأنها حزب العدالة والتنمية وحزب التقدم والاشتراكية.
وأقر عبد الإله بنكيران أن حزب التقدم والاشتراكية الذي يدافع عن المستضعفين، عرف عنه كونه يتخذ المواقف الصعبة ولا يسير في اتجاه الشعبوية أو حتى الشعبية التي تكون أحيانا في غير صالح الشعب والوطن، مؤكدا على أن العديد من القرارات الصعبة التي اتخذتها الحكومة، والتي أنقذت البلاد، ما كانت لتمر لو لم يؤشر عليها حزب التقدم والاشتراكية.
وأضاف رئيس الحكومة أن ما تم إنجازه خلال هذه التجربة يشبه الخيال، وأن ذلك ما جعل الخصوم السياسيين يلجؤون إلى طرق غير نظيفة في ممارستهم السياسية وفي انتقاداتهم لعمل الحكومة، لأنهم لا يريدون من يمارس السياسة بوضوح، معتبرا أن ممارسة السياسة بطرق نظيفة تكشف حتما الوجوه القبيحة، مؤكدا على أن حزب التقدم والاشتراكية وحزب العدالة والتنمية لن يقبلا برجوع المغرب إلى الوراء، كما أنهما ملتزمان بالتواجد معا داخل أو خارج الحكومة المقبلة، قائلا «إما أن نكون فيها معا أو نكون خارجها معا».
هذا، وشكر نبيل بنعبد الله رئيس الحكومة الذي وصفه برجل الدولة، على دعمه وعلى صبره وعلى تفهمه لبعض الاعتراضات التي كان يبديها وزراء حزب التقدم والاشتراكية أحيانا، وأيضا على التجاوب مع مبادراتهم، مجددا التزام حزب التقدم والاشتراكية بمواصلة الإصلاح ومحاربة الفساد والتحكم في الحياة السياسية والاقتصادية والإعلامية، من أجل حياة سياسية سليمة، ومن أجل الإصلاح، وتقوية الجبهة الداخلية لربح معركة الوحدة الترابية ومعركة التنمية وترسيخ تفرد التجربة المغربية.

محمد حجيوي

Related posts

Top