حزب التقدم والاشتراكية ينظم حفلا تأبينيا للراحل أحمد لبيض

 

وسط جو مفعم بالمشاعر الإنسانية والاجتماعية، والنضالية، أبن مناضلات ومناضلو حزب التقدم والاشتراكية الراحل أحمد لبيض رئيس جماعة النخيلة وعضو اللجنة المركزية للحزب والمكتب الوطني للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، الذي وافته المنية يوم 7 يونيو 2018 وهو في طريقه إلى مقر الجماعة التي كان يضطلع بمهمة تسيير شؤونها. 

وشكل هذا الحفل التأبيني الذي احتضنته جماعة لولاد إقليم سطات يوم الجمعة الماضي، وحضرته قيادة حزب التقدم والاشتراكية من أعضاء الديوان السياسي واللجنة المركزية، ورؤساء الجماعات الترابية ومناضلي الحزب بالمنطقة وأصدقاء وعائلة الراحل، لحظة مؤثرة ولحظة وفاء لمناضل جعل حياته نموذجا للسلوك الحسن والعطاء السخي والتضحية السياسية، والعمل الجماعي.  

فالراحل أحمد لبيض جسد بحق، رغم حداثة عهده برفاق الراحل علي يعته، مدرسة حزب التقدم والاشتراكية القائمة على نبل الأخلاق والقيم، والإيمان بحتمية التغيير. فقد عاش مقتنعا بقدسية النضال الديمقراطي والعمل الجماعي الذي كان يتعاطى معه بجرأة كبيرة دفاعا عن مصالح ساكنة جماعة النخيلة التي كان يرأسها وعن مصالح الجماعات الأخرى المجاورة. 

وفي كلمة افتتاح هذا الحفل التأبيني، قال محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية “إن الراحل أحمد لبيض، منذ التحاقه بحزب التقدم والاشتراكية سنة 2015، أصبح يحمل الحزب في أحشائه وشرايينه، وفي كل جوارحه، وعرفنا فيه ما لم نعرفه في مناضلين قضوا عقودا في النضال”، مضيفا أنه، منذ التحاقه بصفوف حزب التقدم والاشتراكية، وهو يحمل الملفات والمطالب ويسافر بها إلى الرباط حيث البرلمان والوزراء، من أجل الدفاع عن قضايا المواطنين والمواطنات في الجماعة التي ينتمي إليها والجماعات المجاورة. 

ووصف محمد نبيل بنعبد الله الراحل أحمد لبيض بـ “المناضل الكبير” الذي آمن بمدرسة حزب التقدم والاشتراكية، وتوجهاتها الكبرى المتمثلة في خدمة مصالح الوطن والشعب، وخدمة كل ما من شأنه أن يسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية، والحقوق الأساسية والضرورية التي كرسها الدستور، مشيرا إلى أن الراحل مثل خسارة كبرى لرفاقه في حزب التقدم والاشتراكية، ولساكنة جماعة النخيل ولمنطقة مزاب بصفة عامة، وأنه ترك بصمات لا تمحى في ذاكرة كل من عرفه وكل من اشتغل معه. 

ومن أبرز الملفات التي كان الراحل يشتغل عليها إلى حد الهوس، يضيف بنعبد الله، ملف الثانوية الإعدادية التي هي في طور البناء، وفك العزلة عن مجموعة من المناطق بالجماعة على طول يزيد عن الـ 20 كيلومترا، وتزويد دواوير الجماعة بالكهرباء، حيث أصبحت نسبة الربط بالجماعة تصل إلى 95 في المائة، بالإضافة إلى مخطط تصميم التهيئة الذي أنجز من أجل إعطاء تصور واضح يليق بجماعة النخيلة وساكنتها. 

كما كان الراحل، حريصا، قيد حياته، يضيف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، على بلورة مشروع حمله في أعماقه، وهو مشروع إعادة تهيئة “واد النجا” وتشييد منتجع سياحي بهذا الوادي، بالإضافة إلى إصراره على استرجاع أراضي الجموع، وهو الملف الذي جعل منه قضية جوهرية وأساسية. 

من جانبه، وقف كريم التاج عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، الكاتب العام للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، عند الخصال النضالية التي كان الراحل يتميز بها، حيث كان رحمه الله، يضطلع بمهمة داخل المكتب الوطني للجمعية، وكان دائم الحضور في الأنشطة الوطنية التي ينظمها الحزب أو تنظمها الجمعية، وكانت له علاقات متميزة مع المنتخبين التقدميين على الصعيد الوطني، مشيرا إلى أن أحمد لبيض، كان قيد حياته، مقدرا للمسؤولية، وكان من الواضح، منذ أول لقاء به، أنه رجل من طينة أخرى، من طينة المناضلين الأشاوس الذين تمرسوا على العمل السياسي والجماعي وقضوا سنوات وعقودا في النضال. 

وأضاف كريم التاج، أن الراحل كان نموذجا لرجل خبر معنى الالتزام، ومعنى الدفاع عن مصالح الفقراء والمستضعفين، وكانت له قدرة هائلة على الاندماج والانصهار في الحزب ثقافة وفكرا، حيث كان همه الأساس هو بناء مجتمع ديمقراطي تسوده العدالة الاجتماعية، وتنمحي فيه الفوارق الطبقية والمجالية. إذ كان لا ينتهي من ملف حتى يفتح ملفا آخر، فقد كان نموذجا متميزا في الدفاع عن مصالح ساكنة الجماعة التي يرأسها، وكان مناضلا يفرض الاحترام داخل حزبه وداخل الجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين. 

وفي كلمة مؤثرة، امتزجت بمشاعر إنسانية جياشة، وقف مصطفى لبيض باسم عائلة الراحل أحمد لبيض، على مناقبه وعلاقته الإنسانية والاجتماعية داخل أسرته الصغيرة، وكيف كان مرتبطا بوالديه السيد محمد لبيض والسيدة فاطمة صبري، وأبنائه الحسين وحمزة وأميرته الصغيرة صفاء وزوجته السيدة مريم، مشيرا إلى أن الراحل أحمد لبيض كان نموذجا للأخ والأب الحريص على راحة الجميع، وهي نفس العلاقة التي كانت تجمعه بساكنة جماعة النخيلة. 

ودعا مصطفى لبيض إلى تكريم الراحل من خلال الحرص على تنفيذ وصاياه المتمثلة في إخراج المشاريع التنموية التي كان يحلم بها، وكان يحملها، إلى حيز الوجود، حتى تنتفع جماعة النخيلة والجماعات المجاورة بمنافعها، وتبقى مستمرة في المكان والزمان تخلد ذكرى الراحل في أسمى تجلياتها. 

وتناول الكلمة، في هذا الحفل التأبيني الذي عرف حضورا مكثفا لسكان جماعة النخيلة وسكان بلدية لولاد والجماعات المجاورة، الكاتب الأول للفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بسطات الرفيق محمد الوافق الذي اعتبر أن الحضور الوازن لقيادة حزب التقدم والاشتراكية هو دليل على المكانة المتميزة لهذا المناضل العزيز الذي خطفته يد المنون، مشيرا إلى أن الراحل كان متفانيا في خدمة الجماعة وفي خدمة إشعاع حزب التقدم والاشتراكية. 

من جانها، أكدت الرفيقة فتيحة الشوقيا، النائبة الأولى لرئيس جماعة النخيلة، في كلمة لها باسم أعضاء الجماعة، على أن تأبين الراحل أحمد لبيض، من طرف رفاقه في قيادة حزب التقدم والاشتراكية، من شأنه أن يسمو بكل من التحق بهذا الحزب المناضل، مشيرة إلى أن نضال أحمد لبيض لم يكن نضالا خشبيا غير محسوس، بل كان نضالا شرسا وواقعيا في الوقت ذاته من أجل الصالح العام ومن أجل القيم الذي ظل يؤمن بها إلى أن وافته المنية. 

ورأت فتيحة الشوقيا، في رحيل أحمد لبيض، خسارة لأسرته ولساكنة الجماعة ولمناضلي ومناضلات حزب التقدم والاشتراكية، فقد كان قيد حياته الأب الرؤوف والزوج الوفي والمناضل الشرس على غرار الرفاق المناضلين الأوائل الذين يفتخر بهم كل مناضلات ومناضلي الحزب، مشيرة إلى أن الرفيق أحمد لبيض كرس، قيد حياته، مفهوما جديدا لنضال القرب وترك بصمته في الساحة السياسية والنضالية سواء على صعيد الجماعة أو على الصعيد الوطني. 

وأضافت نائبة رئيس جماعة النخيلة، أن الراحل أحمد لبيض كان شامخا، وكان يضحي بلا حدود، وبكل تجرد خدمة للصالح العام، مما يجعل مناقبه ومواقفه راسخة في ذهن وذاكرة الجميع، وأن التاريخ يسجل له أنه لم يساوم ولم يخضع لأي ابتزاز وكان لا يخاف في قول الحق لومة لائم، وكان فريدا من نوعه.

وبدوره، ركز يوسف العالي رئيس جماعة مكارطو، ورفيق درب الراحل أحمد لبيض، على الخصال التي كان يتميز بها الفقيد، والدور الذي كان يضطلع به في خدمة الجماعة التي كان يرأسها والجماعات الأخرى المجاورة، فقد كان يحمل هم الجميع، ويحمل قضايا الجميع، واستحق بذلك لقب “صديق ورفيق الجميع” حيث كان الكل يكن له الاحترام والتقدير. 

وذهب ممثل المجل الإقليمي لسطات الصديق بهزاوي إلى وصف الراحل أحمد لبيض بـ “علم من أعلام منطقة مزاب”، مشيرا إلى أنه كان يتميز بفكره المتنور، وكان منفتحا على الآخر، ويحترم قيم وقواعد النقاش، وكان مدافعا صلبا عن الحق في التنمية لكل الجماعات الترابية بإقليم سطات، فهو ملك للجميع، وخسارته خسارة للجميع. 

يسار إلى أن حفل التأبين حضره، إلى جانب الأمين العام، وزراء الحزب وأعضاء الديوان السياسي، عبد الأحد الفاسي الفهري وزير إعداد التراب الوطني والإسكان وسياسة المدينة، وأنس الدكالي وزير الصحة، وكريم التاج الكاتب العام للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، بالإضافة إلى أعضاء الديوان السياسي مصطفى الرجالي، وعبد الرحيم بنصر، ورشيد روكبان، وعز الدين لعمارتي، وفاطمة الزهراء برصات، والحسين الوردي، وسعيد الفكاك، ونادية التهامي، وعائشة لبلق، ونائبا حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، سعيد النميلي، وجمال كريمي بنشقرون.  

>  محمد حجيوي 

تصوير: عقيل مكاو

Related posts

Top