حزب التقدم والاشتراكية يودع الرفيق مصطفى تريعي إلى مثواه الأخير

ووري الثرى بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، بعد عصر أول أمس الأربعاء، جثمان الرفيق مصطفى تريعي، عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، والكاتب الأول للهيئة الإقليمية مولاي رشيد بالدار البيضاء، بحضور، أفراد عائلته الصغيرة، وعدد من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، قدموا من الدار البيضاء والرباط، وبرلمانيين من المجموعة النيابية للحزب، فضلا عن ممثلي المنظمات الموازية للحزب وفروعه بالدار البيضاء، وعشرات من أصدقائه وزملائه، وممثلي فروع الاتحاد الاشتراكي وقوى وطنية وديمقراطية أخرى بالدار البيضاء.
وبالمناسبة، ألقى الرفيق أحمد زكي عضو المكتب السياسي للحزب، كلمة تأبين في حق الفقيد، اختلطت فقراتها بالدموع وحشرجات التأثر والأسى، استحضر فيها المسار النضالي للفقيد، وحضوره المتميز في جل المعارك التي كان يخوضها الحزب، محليا وجهويا ووطنيا، واصفا الفقيد بالمثقف المتنور والرفيق والصديق المخلص، وأحد الأطر الوفية لقضايا الوطن والشعب. وفيما يلي نص الكلمة التأبينية.
«كان الخبر مفجعا.. نزل علينا كالصاعقة هذا الصباح. الرفيق مصطفى تريعي يغادرنا إثر حادثة سير مشؤومة أودت بحياته. كيف يمكن أن أتصور رحيلك أيها الرفيق العزيز، وقد ضربت لي موعدا يوم الجمعة المقبل، لاجتماع فرع مولاي رشيد للحزب من أجل تعبئة الرفيقات والرفاق للاستعداد للمؤتمر الوطني للحزب، وأكدت لي ذلك مساء الاثنين الأخير، عندما أخبرتني بالاتصالات المختلفة مع أطر الحزب بالمنطقة واستعدادهم للعمل، عل أن يلعب فرع الحزب بمولاي رشيد دوره في إنجاح هذا المؤتمر. تبادلنا الحديث عن أهمية هذا الحدث السياسي الهام، وأكدت لي على أنه رغم ظروفك الخاصة، ستكون في الموعد، لأن حزبنا في حاجة إلى عطاء كل مناضليه في هذا الظرف الدقيق الذي يتعرض فيه للهجمات حسب تعبيرك الشخصي.
وهكذا عرفتك منذ أن جمعنا تحمل المسؤولية على صعيد جهة الدار البيضاء في إطار مكتب الجهة، حيث كنت المناضل الفذ الذي يتميز بحيوية على صعيد مختلف الأنشطة المهنية والسياسية والصحفية والجمعوية.
كنت دائما حاضرا في جل المعارك التي يخوضها الحزب محليا وجهويا ووطنيا، تعمل بسخاء لكي يكون الانتصار حليف الحزب، تعمل بدون حساب وفي إطار من التضحية ونكران الذات قل نظيرها. كنت تساهم فكريا وعمليا في كل المبادرات والأنشطة التي ينظمها الحزب على صعيد الدار البيضاء ومهما كلفك ذلك من مجهود وعناء، وهو ما جعل الحزب يؤكد ثقته في كفاءاتك وعطاءاتك حيث قرر الاحتفال بالذكرى 70 لتأسيسه، واختار أن ينظم هذا الاحتفال بمولاي رشيد. وكان فعلا حدثا وطنيا بامتياز ساهم فيه المئات من مواطنات ومواطني العمالة إلى جانب القيادة الوطنية للحزب وضيوفها من الأحزاب والمنظمات النقابية.
فقيدنا العزيز
لا ننسى كذلك أنك كنت تجسد المثقف المتنور عن حق، حيث إضافة إلى نضالك السياسي، كنت تمتاز بعطائك الفكري من خلال كتاباتك المختلفة وبالخصوص بمقالاتك القيمة على صفحات جريدة البيان، التي كنت تزودها بمقالات مرتبطة بالسياسة وقضايا المجتمع والاقتصاد وخصوصا ما يتعلق بالسياحة، حيث كنت من المهتمين بهذا المجال الحيوي وتحظى بتقدير واحترام الفاعلين والعاملين فيه. إن فقدانك لا يعوض بالنسبة لنا جميعا.. أنت الرفيق والصديق المخلص الذي كنا نرتاح لمجالسته والتحاور والتشاور معه.
كما أن المغرب يفقد أحد أطره الوفية لقضايا الوطن والشعب إيمانا منه بمبادئ وأفكار الحزب الذي كنت أحد أعضاء لجنته المركزية والكاتب الإقليمي لفرع مولاي رشيد. وداعا أيها الرفيق العزيز وتعازينا الصادقة لجميع أفراد عائلتك، لوالدتك، ووالدك، وإخوتك، وزوجتك، وأبنائك».

بيان اليوم

Related posts

Top