حصيلة تعكس التراجع..

تودع الرياضة الوطنية واحدة من سنواتها العجاف، سنة اختفت فيها كرة القدم، وغابت عن منصات التتويج، اللهم من نحاسية الإناث خلال دورة الألعاب الإفريقية، كما أنقذ العداء سفيان البقالي حصيلة ألأعاب القوى بنحاسية وحيدة خلال بطولة العالم بالدوحة، وهو الذي سبق قبل عامين أن توج بالفضة بدورة لندن، وهما الرياضتان اللتان تحظيان باهتمام خاص، إلا أن نتائجهما للأسف، لا تعكس الدعم الاستثنائي المقدم لهما. 
غابت كالعادة الرياضات الجماعية، والتي أصبحت عاجزة حتى على تنظيم بطولة منظمة ومنتجة للمواهب، بل لم تعد الجامعات المشرفة عليها قادرة على تحديد تاريخ لانطلاقة بطولتها السنوية بشكل منتظم، فبالأحرى تطويرها وجعلها قادرة على المنافسة عربيا وقاريا، فذاك حلم بعيد المنال.
إلا أنه مقابل كل هذه الإخفاقات، برزت الرياضات القتالية، والتي تعتمد على المجهود الفردي للممارس، وتأتي في المقدمة الملاكمة خديجة مرضي التي تمكنت من الصعود لمنصة التتويج خلال بطولة العالم بروسيا، لتحافظ على نسق متصاعد، أهلها للتألق على الصعيد الدولي.
تميزت هذه السنة بتألق رياضات التايكواندو، والكراطي والجيدو، بالإضافة إلى الملاكمة، الشيء الذي يؤكد أن الاهتمام بالرياضات الفردية يمكن أن يعطي نتائج على الأمدين القريب و المتوسط، عكس الرياضات الجماعية التي تستنزف موارد مالية مهمة، دون أن تحقق نتائج تستحق الذكر.
وإذا كان لابد من تسجيل بعض النقط الإيجابية على مستوى الإنجازات، فإن ما يستحق بالفعل الإشادة إلى حدود التنويه، هو ما حققته وتحققه كرة القدم الوطنية على مستوى التجهيزات الأساسية، من ملاعب ومراكز بمختلف الجهات، ولعل أبرزها تدشين مركز محمد السادس لكرة القدم، والذي يعد بحق مفخرة الأجيال، ويدخل في إطار دينامية قوية تشهدها هذه الرياضة منذ خمس سنوات، انعكست بالإيجاب على هذا الجانب المهم والحيوي، وهو ما يجب أن ينعكس أيضا على واقع هذه الرياضة سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، وإلا ما الفائدة من كل الاستثمارات التي يتطلبها إنجاز كل هذه المشاريع؟
تواضع الرياضة الوطنية تأكد خلال الألعاب الإفريقية التي نظمت خلال صيف هذه السنة بالمغرب، إذ عجز الرياضيون المغاربة عن احتلال مركز الريادة قاريا، رغم المشاركة في الأنواع الرياضية بمختلف التخصصات، وحتى الأعمار، إلا أن المغرب اكتفى باحتلال المركز الخامس في الترتيب العام بمجموع 107 ميدالية، منها 31 ذهبية و32 فضية و 46 برونزية، وهى رتبة تؤكد إلى حد أن الرياضة المغربية متخلفة عن الركبين الإفريقي والعربي.
وهذا راجع بطبيعة الحال إلى غياب سياسة رياضية مندمجة، تقود القطاع إلى تحقيق الأهداف والغايات، والتي تمس العمق وتنفذ إلى الجوهر عوض الاستمرار في انتظار الفلتات القدرية والرهان فقط على أنواع معينة لم تعد قادرة بفعل توالي الأخطاء على العطاء بنفس الزخم ونفس التوهج.
سنة سعيدة نتمناها لكل الرياضيين المغاربة، ومتمنياتنا بتحقيق الأفضل في القادم من السنوات…

 الروحلي محمد

Related posts

Top