حفل تقديم كتاب “الجريمة والعقاب في مغرب القرن 16”

 نظمت جمعية مازكان الجديدة للتراث الثقافي بالتنسيق مع المندوبية السامية لقدماء جيش التحرير وفرع المدينة لرابطة كاتبات المغرب بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالجديدة، حفل توقيع وتقديم كتاب “الجريمة والعقاب في مغرب القرن 16” للكاتب والإعلامي سعيدعاهد، بتقديم عبدالله بلعباس الذي أشار إلى ذاكرة المكان كفضاء وملتقى لكل النيات الحسنة من أجل فعل ثقافي حقيقي وتأسيسا لتربية ثقافية جادة وهادفة، ووجه التحية للمسؤولين على الفضاء الذين أصروا أن يكون ملتقى للمبادرات الهادفة، شاكرا جمعية مازكان الجديدة للتراث التي تؤسس خدمة للثقافة الحقيقية، ورحب بالحضور خصوصا الوجوه التي لم يرها من زمان باستضافة كاتب ابن البلدة بحجم سعيد عاهد، ورحب أيضا بالضيف الكريم سعيد منتسب، وضرب موعدا قريبا لندوة (المقاوم التريعي) ولبرنامج طموح قادم بفضاء الذاكرة.
 قراءة الكاتب والصحفي سعيد منتسب، انطلقت من تساؤل حول كتاب يضع اليد على الجريمة والعقاب في مغرب القرن 16 واقترانه بالعنف وطقوس التعذيب؟ وأحوال مقام العدالة في تلك الفترة أي المغرب السعدي وإشكالية السلطة، بحث في جانب قضائي حول الطابع الإجرامي والتمرد على السلطة والثورة. والفهرس يتكون من توطئة ومقدمة وسبعة فصول وخاتمة وملحق للصور ومراجع الترجمة والعرض. مؤكدا أن عمق الكتاب جسدته المقدمة وأن اللذة هي وليدة قراءة النص الأصلي، أي دراسة الباحث الإسباني فرناندو رودريغيث مديانو، والإبحار في مصادره وإحالاته والمعطيات النابعة من التنقيب في مؤلفات لم تحضر في صميمه، والمصاحبة بنتائج البحث التي تولدت من الاطلاع على المقال الأصلي الموسوم بـ “العدالة، الجريمة والعقاب في مغرب 16″، انطلاقا من وثائق ومصنفات تاريخية ولدت لدى الكاتب الرغبة في ترجمة الدراسة  وتحليلها لظاهرة العنف، وأضاف منتسب أن خطاب السلطة مؤشر على العقاب ووجود تقنيات للأحكام بفعل ما ولدته وسائل وفنون القتل وشق البطن والشنق وجرائم أخرى بحضور القاضي وإجباره على العقوبة والغرامات والرمي في المطامير، وأن في التطهير يعترف الضحية أمام الملأ في سياق فرجة للإذلال، ومن هذا المنطلق يتم إعمال دور العقاب وإعادة ترتيب النظام.
 واعتبر منتسب أن ما عرضه كتاب الجريمة والعقاب في مغرب القرن السادس عشر بحثا مهما، منوها  بالجهد الذي بذله الباحث سعيد عاهد لكي نفهم تاريخنا جيدا.
 في كلمة سعيد عاهد وجه الشكر للجهات المنظمة وهذه الالتفاتة في هذا الفضاء المتميز وأن الأهم هو الإنصات إلى الآخر بدون إقصاء، وقال إنه يجب أن نعيد قراءة تاريخنا، مشيرا إلى أنه طلق الكتابة السياسية للاهتمام بتاريخ المغرب ترجمة واشتغالا، والاهتمام تولد لديه من ترجمات مختلفة، سواء كمواد صحفية أو التي دونت في كتاب الفتان. وذكر أن الكتاب الجديد انطلق من دراسة أكاديمية لأحد الباحثين الإسبانيين، لا يمكن فهم تفاصيلها ودلالاتها إلا من قبل المتخصصين، ما دفعه إلى إغناء وتوضيح مضمونها عبر إدماج تفاصيل إحالاتها وهوامشها كاملة في كتابه، هي ونصوص من مراجع ووثائق إضافية تناولت تيمات العنف في مجتمع مغرب القرن 16، مؤكدا أن الأوضاع التاريخية المعالجة في مؤلفه ما تزال متواصلة ولو بشكل رمزي.
 وقد وثق الكتاب بصور ولوحات معبرة عن أصناف التعذيب وهي صادمة وحقيقية. وضرب الكاتب موعدا للحضور مع كتاب عن الجديدة أرشيفا وتوثيقا لذاكرة مدينة يحبها عن ظهر قلب.
 أما الفنان عبد الله بلعباس، فوجه تحية خاصة للوجوه الجديدة / القديمة التي حضرت بكثافة، شاكرا مندوبية فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالجديدة على الفضاء الجميل الذي يربط  الماضي بالحاضر وتجديد الفضاء، بإصلاح ساعته التاريخية وإنارتها ليكون ذاكرة حقيقية للإنصات والمصالحة، وختم اللقاء بتوقيع كتاب الجريمة والعقاب.

متابعة: عز الدين الماعزي

Related posts

Top