حفل موسيقي لتمثين جسور التواصل بين جيلي الرواد وشباب الموسيقى الأندلسية

 كان عشاق الموسيقى الأندلسيةمؤخ ا بقصر المشور بالدار البيضاء، على موعد مع حفل نظمته الجمعية المغربية للموسيقى الأندلسية بمناسبة يوم الموسيقى العالمي مساهمة منها في تخليد التراث الموسيقي الأندلسي.
 وتميز هذا الحفل الذي شارك فيه ثلة من الرواد، منهم الأستاذ الكبير محمد بريويل، والفنان الشاب الموهوب إدريس برادة، إلى جانب مجموعة من الأصوات الشدية والطروبة من قبيل فرانسواز فلور أتلان وجاكوب توردجمان والشابة فدوة تاديست، بتقديم لوحة فنية موسيقية تجمع بين الماضي والحاضر.
 فهذه اللوحة الأندلسية، التي تمثل الموسيقى الأندلسية المغربية في شمولها، كبارا وصغارا، يهودا ومسلمين، جمعت بين جيل الرواد والشباب الذي سيحمل المشعل وينقل هذا الإرث الموسيقي إلى الأجيال القادمة، فهو حفل بين السلف والخلف، سلف مشهود له بالكفاءة والتجديد، وخلف متعطش للمعرفة ومتطلع للإبداع من أجل العمل على إشعاع الموسيقى الأندلسية المغربية.
وسافر الرواد والشباب من خلال “أوركسترا أندلس فاس” تحت إشراف الأستاذ بريويل، والجوق المغربي للموسيقى الأندلسية، بالجمهور، الذي ملأ جنبات فضاء قصر المشور خلال هذا الحفل، المنظم بشراكة على الخصوص مع وزارة الشباب والثقافة

والتواصل و”وي كازابلانكا” ومجلسي جهة الدار البيضاء – سطات وعمالة الدار البيضاء، إلى عوالم الطرب الأصيل والفن الراقي.
وكان هذا الجمهور من الرجال والنساء، كبارا وشبابا، جمعهم ولعهم وشغفهم بالطرب الأندلسي المغربي، على موعد مع نوبة العشاق التي تعد من أروع ما يؤدى في الموسيقى الأندلسية باللغتين العربية والعبرية.
وبهذه المناسبة، قالت الرئيسة المؤسسة للجمعية المغربية للموسيقى الأندلسية “أمما”

فاطمة مبشور في تصريح للصحافة، إن الجمعية، التي تعمل تحت شعار “صون وتعزيز التراث الثقافي الموسيقي المغربي”، اختارت الاحتفال بيوم الموسيقى العالمي هذه السنة من خلال خلق الأوركسترا المغربية للموسيقى الأندلسية.
 وتابعت أن حفل اليوم يندرج في إطار الاحتفال باليوم العالمي وكذا الاحتفال ببروز هذا الجوق الجديد الذي يتألف من موسيقيين شباب مولوعين بهذا اللون من الموسيقى.
 وعبرت الرئيسة المؤسسة للجمعية، التي أخذت على عاتقها الحفاظ على التراث الموسيقي الأندلسي، عن سعدتها أن ترى ولادة أوركسترا جديدة مكونة من عشاق الموسيقى من الشباب المتحمسين للموسيقى الأندلسية وبالتالي المساهمة في ضمان الخلف.
 وواصلت أن هؤلاء الموسيقيين يمثلون مختلف جهات المملكة، وبالتحديد طنجة وتطوان وتازة وفاس ومكناس وشفشاون والرباط وسلا والدار البيضاء ومراكش والصويرة وأكادير، مشيرة إلى أنهم شباب من عشاق الموسيقى الأندلسية ومنخرطون بالكامل في الحفاظ على هذا التراث الذي هو جزء لا يتجزأ من هوية المغربية.
 وأشارت إلى أن هذا التعاون الفني يحمل رسالة أمل، بين شباب ليزداد وعيهم بأهمية حمل مشعل التراث الأندلسي المغربي عاليا.
 وأضافت أن الفكرة من وراء تكوين هذه الأوركيسترا الموسيقية من عازفين ومنشدين، هو إتاحة الفرصة لهؤلاء الشباب، الذين ينتمون لمختلف جهات ومدن المملكة، للإدلاء بدلوهم في هذا المجال وبالتالي يكونوا سفراء لهذا الجوق بمدنهم لأن الموسيقى الأندلسية تراث كل مغاربة.
 وعبرت عن أملها في أن يعود انخراط هؤلاء الشباب في الجوق المغربي للموسيقى الأندلسية بالنفع عليهم، وأن تكسبهم هذه التجربة والاحتكاك بالرواد الخبرة التي تؤهلهم لإحداث أجواق مماثلة بمدنهم.
 من جانبه، أشار الفنان إدريس برادة، الذي يقود الأوركسترا المغربية للموسيقى الأندلسية، إلى أن هذه المجموعة الموسيقية حديثة الولادة تعمل جاهدة من أجل المساهمة في الحفاظ على التراث الموسيقي الأندلسي واستدامته، وذلك من خلال إشراك الشباب المغربي في حمل المشعل.
 واعتبر برادة العضو بجوق أندلس فاس والأستاذ بالمعهد الموسيقي بفاس، أن هذا الجوق شكل بالنسبة إليه حلما طال انتظاره، مضيفا أنه يجمع خيرة العازفين الشباب، وذلك من أجل تقريب الشباب بصفة خاصة وتحبيبهم في هذا النوع من الموسيقى المغربية الأصيلة.
 بدوره، عبر الفنان جاكوب توردجمان المعروف بكوكو ديامز، عن افتخاره بالمشاركة في هذا الحفل إلى جانب الفنانين بريويل وبرادة، مضيفا أن الفرقة الجديدة التي يقودها الشاب برادة تضم في عضويتها أحسن العازفين والمنشدين يمثلون مختلف أنحاء المغرب وكل الديانات.
 وأضاف أن الموسيقى، التي لا حدود لها، لها أثار بالغة في العمل على الجمع بين الناس من مختلف الجهات وتسعى إلى نبد الفرقة والخلاف والمواجهة.
 من جهتها، عبرت المنشدة بالجوق المغربي للموسيقى الأندلسية فدوى تاديست في تصريح مماثل، عن ارتياحها للمشاركة في هذا الحفل الذي يشارك فيه العديد من نجوم هذا اللون الموسيقي المغربي الأصيل.

Related posts

Top