حق مغيب…

أصدرت جامعة كرة القدم الأسبوع الماضي بلاغا، تخبر فيه الأندية التي تمارس بالبطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم بقسميها الأول والثاني، بمنعها منعا كليا من النقل المباشر لمباريات البطولة على صفحاتها الرسمية.
وجاء هذا القرار الصارم، بعدما لوحظ تزايد إقدام أغلب الأندية على النقل المباشر للمباريات، واستغلالها من الناحية التجارية، وهو ما يعتبر كما جاء في بلاغ الجامعة، مخالف للقانون، على اعتبار أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، هي التي لها الحق في بث المباريات حصريا وبصفة مباشرة.
كما جاء في نفس البلاغ، فإن أي تهور بهذا الخصوص يمكن أن يعرض الأندية المخالفة للمساءلة القانونية، نظر لوجود عقد الاحتكار، مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، التي تبقى لها الصلاحية في بث المباريات على قنواتها الوطنية، بينما يسمح فقط لمحللي الفيديو التابعين للأندية، التقاط صور ولقطات أثناء إعادة الإرسال المباريات، بغرض الاستخدام التقني، وليس التجاري.
الواقع أن تنبيه الأندية بضرورة احترام القانون مسألة لا نقاش فيها، على أن الجهة المالكة للحقوق، لها كامل الصلاحية في الدفاع عن حقوقها، إلا أن هناك جوانب مرتبطة بالنقل التلفزي، وما يترتب عنه من عائدات مالية، واستعماله في ترتيب العلاقة بين الأندية والجامعة.
فأي ناد مخالف يحرم تلقائيا من منحة النقل التلفزي، كما تخصص هذه المنحة لتصفية الديون، وأداء المستحقات العالقة، الخاصة بأصحاب العقود.
إلا أن هناك جانب لازال مغيبا فيما يخص منحة النقل التلفزي، ولا تسمح الجامعة بفتحه للنقاش، ويتعلق الأمر بكيفية توزيعها بالتساوي، بين كل الأندية على حد سواء، والاختلاف الوحيد يمكن في اختلاف القسم، أي الأول والثاني.
وسبق للرئيس السابق للرجاء البيضاوي جواد الزيات، أن دعا خلال جمع عام سابق الجامعة، إلى ضرورة مراجعة نظام صرف هذه العائدات، على اعتبار أن طريقة تدبيره، وكيفية صرفه على الفرق بالتساوي، تعتبر في نظره غير عادلة، ولا تأخذ بعين الاعتبار، وجود فوارق شاسعة بين الفرق، وأن هناك أندية تحظى بشعبية كبيرة، تستحق نسبة أكبر من غيرها، والرجاء يعد من بين الفرق المتضررة.
ما دعا له الزيات، سبق أن طالبت به أكثر من جهة، سواء في عهد الجامعة الحالية أو سابقاتها، إلا أن هذا المطلب يواجه دائما بالتجاهل وعدم الاهتمام، وهى مسألة مفهومة، وإن كانت غير مستساغة، على الاعتبار أن مسألة التضامن التي تبرر بها الجامعة، طريقة توزيع المنح بالتساوي، تعد حيفا في حق الأندية الكبيرة، ولا تأخذ بعين الاعتبار أن هناك فوارق أيضا في الالتزامات والمصاريف، وحجم التكاليف التي تتزايد وتختلف بين ناد كبير، وفريق يعد صغيرا، ويكتفي بلعب أدوار ثانوية…
وسيبقى مطلب إعادة النظر في كيفية توزيع منحة النقل التلفزي قائما، إلى حين قبول الجامعة مناقشته على أساس، أن هناك اختلاف بين الأندية، لا يمكن الاستمرار في تجاهله…

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top