حملة التلقيح تتقدم…

تتواصل الحملة الوطنية للتلقيح بمختلف جهات البلاد، وسط تنويه المواطنات والمواطنين، وإشادتهم بنجاح السلطات الإدارية والصحية في عمليات التنظيم والإنجاز والتقيد بكل شروط السلامة والنجاعة.
التقييم الإيجابي للسير العام لحملة التطعيم لحد الآن نلمسه في أحاديث الناس، وفِي ما تنقله وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتستحق كل الأجهزة والأطقم الواقفة وراء ذلك التنويه والإشادة والاعتزاز.
وفضلا عن التزود باللقاح وتوفيره وتخزينه، وأيضا إحكام كل حلقات المسلسل التدبيري والتنظيمي والتنفيذي، فإن تعبئة المواطنين وانخراطهم في تيسير إنجاح الحملة الوطنية، والالتزام بالقواعد العامة، يعتبر ضروريا وأساسيا لمواصلة النجاح، ولتحقيق المناعة الجماعية وحفظ صحة وسلامة شعبنا وبلادنا.
لا شك أن أخطاء ونواقص قد تحدث هنا أو هناك أثناء الإنجاز، وربما تقع تجاوزات كذلك، ولكن بشكل عام بلادنا تواصل الحملة لحد الآن بالكثير من التحكم والفعالية، وهو ما أشاد به أيضا عدد من المراقبين الخارجيين.
لا بد أن نستحضر هنا أن حربا حقيقية مستعرة في العالم حول الحصول على اللقاحات، والتزود بالكميات الكافية منها، وفِي خضم ذلك نجحت بلادنا في بدء حملتها الوطنية، وهو ما لم تنجح فيه العديد من البلدان عبر العالم، واليوم تفيد مختلف مؤشرات التقييم أن المغرب يوجد في موقع متقدم على صعيد تلقيح المواطنين، وهذا يبعث على الاعتزاز فعلا، كما يتطلب تقوية التعبئة الوطنية للاستمرار في النجاح وتحقيق التقدم على هذه الطريق لتعزيز مناعة شعبنا.
نجاح الحملة الوطنية للتلقيح وتحقيق المناعة الجماعية  لهما أهمية صحية ووقائية، ولكنهما أيضا يساهمان في استعادة الحياة الطبيعية في المجتمع، وخلق دينامية عامة في الاقتصاد، وتقوية الاطمئنان والثقة وسط الناس، ومن هنا يجب تكثيف كل الجهود لكسب رهان التلقيح.
وفِي هذا الإطار لا زال ضروريا مواصلة حملة التوعية والتحسيس والتنوير وسط شعبنا، ومواجهة ودحض الشائعات والمغالطات ذات الصِّلة باللقاح وفعاليته وسلامته، وتقوية التعبئة العامة لإنجاح الحملة الوطنية.
ومن جهتنا، يبقى مطروحا علينا كذلك، مواطنات ومواطنين، التقيد بالإجراءات التنظيمية  المعمول بها للاستفادة من اللقاح، وفِي نفس الوقت الاستمرار في الالتزام بكل التدابير الاحترازية والوقائية «ارتداء الكمامة، غسل الأيدي بانتظام، التباعد الجسدي وتفادي الاختلاط والازدحام…»، وبالتالي المساهمة، فرديا وجماعيا، في الجهد الوطني الرامي لتسريع خروج بلادنا من هذه المحنة الصحية والمجتمعية القاسية.
عندما نتابع اليوم ما يحدث حوالينا في كل العالم نتيجة تداعيات الجائحة، وما تعانيه الشعوب والدول جراء ذلك، وعندما نعرف السباق الشرس بين الدول للحصول على اللقاح، وما يكلفه ذلك من ميزانيات ومفاوضات تكاد تكون حروبا حقيقية أو أكبر منها، فإنه من الواجب أن نقدر قيمة ما بذلته بلادنا من مجهود، وما تحققه اليوم من مكتسبات، وأن نثمن مستوى العمل الذي يقوم به على مدار الساعة مهنيو الصحة والسلطات الإدارية بمختلف أقاليم المملكة، ومن ثم أن نقوم نحن أيضا بدورنا، على الأقل من حيث التفهم والمساعدة واحترام المنظومة التدبيرية المعمول بها، وكذلك من حيث الثقة والتوعية ومحاربة المغالطات وأفكار الدجل والخرافة.

<محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

Related posts

Top