حوار إكسبريس مع عبد العالي السيباري:

أكد عبد العالي السيباري المدير الإقليمي لوزارة الثقافة والاتصال بتازة – تاونات أن هناك مجهودات على مستوى وزارة الثقافة والاتصال والسلطات الإقليمية بتاونات والفعاليات الجمعوية بالعديد من الأقاليم الجبلية من أجل النهوض بفن العيطة الجبلية وإضفاء الطابع الدولي على المهرجان السنوي الذي يحتفي بهذا التراث، والذي يقام بمهد هذا الفن العريق بإقليم تاونات.
وأضاف السيباري في حوار قصير أجرته معه بيان اليوم على هامش فعاليات الدورة السادسة للمهرجان الوطني لفنون العيطة الجبلية، أن وزارة الثقافة والاتصال ستعمل بشراكة مع الباحثين والمهتمين على تجميع الأبحاث ودراسة هذا الفن العريق من أجل دفعه في اتجاه العالمية ومن أجل تصنيفه ضمن لوائح اليونيسكو للتراث العالمي اللامادي كي يستمر توهجه ويستلم مشعله الجيل القادم.
المسؤول عن الشأن الثقافي بإقليمي تازة وتاونات وفي إجابته على الأسئلة الثلاث لبيان اليوم يكشف عن مجموعة من الإجراءات التي ستتخذها وزارة الثقافة للنهوض بهذا الفن الجبلي وضمان استمراريته.. كما يقدم مجموعة من الاقتراحات التي سيتم الاشتغال عليها على المستوى الإقليمي لإشعاع المهرجان في الدورات القادمة.. في ما يلي نص الحوار:

> بداية، وبالنظر إلى السهرة الأولى لافتتاح المهرجان يبدو أن هناك اهتماما كبيرا من قبل الساكنة والباحثين بالعيطة الجبلية، بالنسبة لكم ما هي الإجراءات العملية التي تشتغلون عليها من أجل تصنيف هذا الفن ضمن التراث الإنساني العالمي؟
< أولا اسمح لي أن أقول بأن الدورة السادسة من المهرجان الوطني للعيطة الجبلية تكتمل من حيث نضجها ونموها وأصبح مهرجان تاونات يشكل قطبا متميزا على مستوى المهرجانات الثقافية في الشق التراثي والموسيقي وذلك على صعيد خريطة المهرجانات الوطنية التي تنظمها وزارة الثقافة. لذلك وعلى اعتبار أن هذا المهرجان يشكل محطة أساسية في ما يخص الثقافة الشعبية وصنف العيطة الجبلية وبمبادرة من فعاليات المجتمع المدني وعدد من الباحثين والمهتمين بهذا المجال وبإرادة كذلك من قبل وزارة الثقافة والسلطات المحلية لإقليم تاونات تم الإجماع على استشراف الدورات المقبلة لتكون دورات ذات بعد دولي بحيث سنعمل على إشراك مجموعة من الفرق من دول مختلفة والتي تشترك مع تراث العيطة الجبلية في البعد الفني والانتماء لمناطق جبلية من العالم. لذلك وحتى لا يتكرر المهرجان سنويا بنفس النمطية سنحاول تجاوز هذه النمطية بالعمل على إشراك فرق عالمية تهتم بالموسيقى والتراث الجبلي وتشاركنا في هذا المهرجان.. وبالحديث عن البعد الدولي فهو يحيلنا مباشرة على التعريف بهذا الفن العريق على المستوى العالمي وذلك عبر خلق توأمة بين فرق ومجموعات محلية ومراكز بحث مع نظيرتها على مستوى دول العالم التي تهتم بالموسيقى الجبلية. واليوم هناك نقاش، وكما شهدتم ذلك من خلال الندوة التي نظمناها خلال افتتاح المهرجان، يطرح فكرة تصنيف هذا الفن تراثا إنسانيا عالميا وأعتقد أننا نسير في هذا المنحى وفي هذا الاتجاه انطلاقا من كون أن هناك إلحاحا من قبل الباحثين والمهتمين والفعاليات الجمعوية بالمدن الجبلية على المستوى الوطني لجعل العيطة الجبلية تتخذ هذه المكانة في التراث الشعبي اللامادي. وإن اهتمام وزارة الثقافة بتصنيف التراث الشعبي اللامادي يشكل جزء أساسيا من اهتماماتها وإستراتيجيتها العامة. وأعتقد على أن هذا مطلب مشروع، وكما قلنا في الندوة الفكرية للمهرجان، نحن سنبقى على اتصال مع الفعاليات الجمعوية والمتخصصين في جميع المجالات من أنطربولوجيين وسوسيولوجيين وباحثين متخصصين في اللسانيات والتراث والموسيقى من أجل أن تكتمل الصورة لنهيئ ملفا متكاملا ونتقدم به إلى الوزارة الوصية التي هي وزارة الثقافة والاتصال لكي نتقدم فيما بعد لمنظمة اليونيسكو بملف شامل ومتكامل من أجل تصنيف العيطة الجبلية ضمن التراث العالمي اللامادي.
> ما هي أهم الآليات والإجراءات التي تشتغلون عليها لإحياء الموروث الشعبي وضمان استمرارية الفنون الشعبية بما فيها العيطة الجبلية؟
< أعتقد أن وزارة الثقافة كيف ما كان الحال لها اهتمام كبير بمجال التراث بصفة عامة وبشكل خاص التراث اللامادي المرتبط بالمجال الموسيقي، فوزارة الثقافة والاتصال تنظم مهرجانات في جميع أشكال التعبير الفني الشعبي وتعمل جاهدة على دعم مشاريع في ما يخص المجال الموسيقي من ألبومات وإبداعات فنية.. وهذا مجهود أظن أنه يساهم في تطوير والحفاظ على التراث الشعبي بصفة عامة، لكن أعتقد على أن هذه ليست مسؤولية وزارة الثقافة وحدها وإنما هناك فاعلين آخرين على غرار المجالس المنتخبة والسلطات المحلية والفنانين والباحثين والذين عبروا بصراحة عن إرادة قوية لإيجاد صيغة معينة للحفاظ على هذا التراث. وحقيقة في بعض الأحيان يتسرب إلى أذهاننا شك بأن هذا التراث في طريقه إلى الانقراض والاضمحلال، وأعتقد أن هذا الأمر غير صحيح مطلقا فمشعل العيطة الجبلية سيحمله جيل آخر وأكيد أن هذه المسألة مرتبطة بجانب التكوين، وهنا أشير إلى أنه كانت هناك تجربة على الصعيد الوطني همت الموسيقى والتراث الغرناطي في وجدة والتي استطاعت أن تضمن لنفسها استمرارية منذ عقود من الزمن بفعل الجمعيات المدنية التي لا زالت تسهر على تكوين الشباب والأطفال في مجال الموسيقى الغرناطية. وهذا ما أراه مناسبا اليوم، فما نطمح إليه اليوم بخصوص العيطة الجبلية هو أن تتشكل جمعيات مدنية بهذه الأقاليم الجبلية من أجل تكوين الشباب ووضع دراسات للعيطة والموسيقى الجبلية. ومن جهتنا في المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بتازة – تاونات سنعمل على فتح حوار مع المجتمع المدني وسنجعل من الجانب التكويني في العيطة الجبلية أولوية وجزء هاما من عملنا حتى نخلق بوادر ومراكز لتكوين الشباب والأطفال وأعتقد على أن هذا الأمر ليس صعبا إذا ما اشتغلنا عليه بشكل مشترك وإرادة ودعم من قبل كافة الفاعلين لضمان هذا الجانب كي نجد جيلا يحمل مشعل هذا التراث في المستقبل.
> كيف تستشرفون الدورات المقبلة وكيف ستعملون على إضفاء البعد الدولي على النسخة القادمة من المهرجان؟
< هذه مسألة تتطلب مجهودا في البحث عن الدول التي تشترك معنا في هذا التراث وتكون مهتمة بالموسيقى الجبلية.. ومما لا شك فيه أن دول البحر الأبيض المتوسطة غنية بهذا النوع الموسيقي بدءا من إسبانيا إلى غير ذلك من الدول، كذلك على مستوى أمريكا اللاتينية حيث توجد دول تهتم بالموسيقى الجبلية، من جهتنا سنعمل على ربط الاتصال بالمسؤولين عن الشأن الثقافي بهذه الدول ونعمل على التنسيق مع المؤسسات المختصة والمهتمة ونفتح قنوات للتواصل من أجل دعوتهم للمشاركة في هذا المهرجان. هناك اقترحات كثيرة في هذا الجانب لكن الأساسي هو وضع تصور من أجل أن يتخذ مهرجان تاونات بعده الدولي. وسنفكر في العديد من المقترحات وسنعمل على وضع برنامج متكامل خلال الدورات المقبلة من أجل دفع مهرجان العيطة الجبلية نحو العالمية وإعطائه إشعاعا دوليا.

محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top