حوار رجاوي/رجاوي

في خطوة مثالية، عقدت الإلترات المساندة لفريق الرجاء البيضاوي الأسبوع الماضي، اجتماعا مع الرئيس جواد الزيات، كان الهدف منه توضيح الصورة بخصوص مسألة التسيير من الناحيتين الإدارية والتقنية، في إطار من النقاش وتبادل الأفكار والوقوف على الحقائق كما هي ومعرفة الأسباب والمسببات.
هذه المبادرة تعتبر بحق إيجابية من أجل المساهمة في تخفيف حالة التوتر التي تحيط بالرجاء من مختلف الجوانب، بعد أزمة النتائج التي عصفت بالفريق الأخضر، وحالة الارتباك التي خلفتها على مستوى التسيير والتدبير.
وعقد اجتماع مباشر مع المسؤول الأول، هو بمثابة حسن نية من طرف ممثلي الفصائل المساندة، في سبيل أولا معرفة كل الحقائق، وثانيا العمل على توضيح الصورة أكثر عن الواقع الحالي للفريق.
والجلوس إلى طاولة الحوار من شانه كما جاء في البلاغ الصادر عن الإلترات يأتي من أجل “عدم ترك الفرصة للمتربصين وأصحاب المصالح الشخصية”، وهذا التفسير فيه درجة من الوعي، ومساهمة من الجمهور في عزل الفريق عن صراع الانتهازيين والباحثين عن كسب أصوات في أفق الانتخابات القادمة ولو على حساب استقرار الفريق ومصالحه.
وتبين من خلال الإعلان عن مضامين هذا الاجتماع، أن ممثلي الفصائل سعوا إلى وضع الأصبع على مكامن الخلل التي يعاني منها الفريق الرجاوي وأبرزها، تراجع أداء بعض اللاعبين ودور المكتب المسير في الدفاع عن حقوق الفريق، ثم إخفاق الإدارة التقنية في دعم تشكيلة الفريق خلال فترة الانتقالات سواء الصيفية أو الشتوية.
جلسة الحوار هذه تطرقت أيضا إلى السلوك غير المقبول لبعض اللاعبين سواء من ناحية الانضباط أو عدم إظهار أي رغبة في الاستماتة عن قميص الفريق، وضرورة التدخل لوضع الأمور في نصابها حتى لو تطلب الأمر التخلي عن خدمات كل متخاذل أو متهاون أو متهور، حسب تعبيرهم.
نقاط أخرى تم التطرق إليها خلال اجتماع الزيات مع ممثلي الفصائل، ومنها توضيح مصير الشركة قيد الإنشاء، والسبل الكفيلة بتحسين الموارد المالية، وغيرها من النقط التي تهم السير العادي واليومي لفريق اسمه الرجاء.
هذا الحوار الرجاوي/الرجاوي لم يرق للباحثين عن استمرار الأزمة قصد تحقيق بعض المكاسب الآنية، إذ سرعان ما خرجت بيانات منتقدة للخطوة، واتهام أصحابها بالسعي لاستمالة عطف المكتب المسير بحثا عن تحقيق أهداف شخصية، وهذه الاتهامات تظهر درجة الغيظ الذي يشعر به المعارضون أصحاب المواقف الشعبوية، والذين يظهرون للجمهور نوعا من الغيرة، وهم في الحقيقة لا يرغبون إلا في كسب مؤيدين تحسبا للانتخابات القادمة.
فالرجاء ملك لتاريخها وملك لجمهورها العريض داخل المغرب وخارجه، ومن يريد جعل نفسه وصيا دائما على الفريق الأخضر، فهو خاطئ بالمرة، والجميع يعرف أن من يظهر الحماسة هذه الأيام في الغيرة، ويحرك المعارضة اتجاه المكتب الحالي، وهو في الواقع من يتحمل حالة الإفلاس التي وصل إليها الفريق بسبب سوء التسيير والتهور في اتخاذ القرارات العشوائية، أيام كان يتحمل مسؤولية التسيير، والتخلي عن الفريق وهو في عز أزمة طاحنة.
عموما من يحب الرجاء حبا حقيقيا، لا يسعى إلى تحويلها إلى ورقة انتخابية…

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top