خبراء مغاربة يخترعون قناعا متصلا لتتبع وتوقع الإصابات بفيروس كورونا

تتواصل جهود الكفاءات المغربية على درب الاختراعات العلمية لمحاصرة وباء كورونا المستجد،حيث تمكن في هذا الصدد فريق من المهندسين والأطباء والتقنيين من إنتاج قناع متصل أطلق عليه اسم مداد مرتبط بتطبيق ذكي لتوقع وتتبع الإصابات سمي ب”Trackorona”

وأوضح محسن لخديسي،أحد أعضاء الفريق،أستاذ بكلية التقنيات والعلوم بسطات في اتصال هاتفي أجرته معه جريدة بيان اليوم””أن الفريق استغل فترة الحجر الصحي لتنزيل فكرة اختراع  ذكي يمكن من الوقاية من الإصابة بالفيروس وفي ذات الوقت من تتبع حامله في حالة الإصابة، بل والحصول على بيانات تمكن الإدارات المعنية من تتبع مدى احترام المواطن للحجر الصحي الإلزامي ويحدد الأشخاص الذي خالطوا المصابين بالفيروس خلال الأربعة عشر يوما السابقة للتشخيص الايجابي.

وأعلن لخديسي إن القناع والتطبيق الذكي هو من إنتاج فريق مغربي مائة بالمائة، حيث حرص اعتمادا على إمكانياته الذاتية أن ينتج ويضع رهن إشارة المغرب والمغاربة  هذه الوسيلة مجانا، وذلك في إطار  المساهمة في الجهود الوطنية المبذولة لمحاصرة وباء كورونا المستجد .

وأوضح مقدما عناصر هذا الاختراع والقيمة المضافة التي يمكن أن يقدمها،على أن القناع يعد وسيلة للوقاية بشكل أساسي،كما أن  التطبيق  المعلوماتي يمكن من تخزين وتقديم المؤشرات الحيوية الخاصة بالمواطن أو المريض وبعثها للفريق الطبي،بحيث من متابعة احتمالات المرض عند الأشخاص، وتحديد المخالطين للمصابين الذين تأكدت إصابتهم بالفيروس، شريطة استعمالهم جميعا لهذا التطبيق،كما يمكن الإدارات المعنية بوضع الطوارئ الصحية من مراقبة وتتبع الالتزام بإجراءات الحجر.

وأفاد بالنسبة لقناع MIDAD أن قيمته المضافة تكمن في كونه يصلح للوقاية، وقد تم في هذا الصدد  تصميمه بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، ويحتوي على مستشعرات للحرارة والرطوبة وضغط النفس، ويستطيع قياس ضغط التنفس وطول الدورة التنفسية ومستوى الأكسجين في الدم بالاعتماد على جهاز أوكسيمتر.

وأضاف ان هذا القناع تم تصميمه بشكل يمكن من ربطه بتطبيق ذكي Trackorona يحمل على الهاتف الشخصي بواسطة تقنية بلوثوت، وافاد مدققا ا هذا التطبيق يقترح بدء ملء استمارة للتشخيص الذاتي معتمدة من طرف الأطقم الطبية حسب معايير منظمة الصحة العالمية OMS. كما يقترح التطبيق تقنية متطورة للتشخيص وحساب احتمال المرض عبر البصمة الصوتية يسجلها المستعمل على هاتفه الذكي.

أما بالنسبة للتطبيق،أورد  المتحدث بشأن كيفية استخدامه، أنه يمكن تحميله على الهاتف الذكي دون ربط بالقناع،،حيث يقدم  نموذجا مرنا ومبتكرا على الصعيد العالمي لتشخيص وتوقع الإصابة بوباء كوفيد19 بخمسة أبعاد (جغرافية- سلوكية – اجتماعية- حيوية – اتصالية عبر الذكاء الصناعي).

وافاد بهذا الخصوص ، ان النموذج الذي يقدمه هذا التطبيق يعتمد على المعطيات الجغرافية، وبيانات حول سلوك المستخدم (مدى احترامه لوضع الكمامة وللحجر الصحي وللتباعد الاجتماعي) بالإضافة إلى المعطيات الحيوية التي يعطيها القناع الذكي والتشخيص الذاتي عبر الاستمارة، ثم التشخيص الذكي عبر البصمة الصوتية اعتمادا على الذكاء الصناعي.

وكشف مؤكدا ان التطبيق يعمل على تتبع مدى احترام المواطن المحمل للتطبيق على هاتفه إجراءات الحجر الصحي والمسافة الاجتماعية المطلوبة بين الناس بشكل تلقائي عبر استخدام مستشعرات البلوتوث وGPS، وكذا يحدد ويتتبع المواطنين الذين خالطوا المصابين بالفيروس في 14 يوما السابقة للتشخيص الإيجابي وإخبار المركز بذلك، مع احترام خصوصية البيانات.

وحول مدى احترام هذا المنتج للمعطيات الخصوصية لمستعمليه،اعتبر المتحدث أن هذا الأمر لم يغب عن أعضاء الفريق وتم أخذه بعين الاعتبار ،والوثيقة التقنية للمشروع تضمنت إشارة لهذه المسألة،كاشفا ان الفريق تقدم في هذا الصدد بطلب رخصة من اللجنة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية تؤكد انضباط مواصفات المنتوج لهذا المعطى.

وبشان نواصل الفريق مع القطاع الوصي في الحكومة ممثلا في وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي والأخضر،،حتى يتم تصنيع هذا المنتوج وتنزيله للسوق ،كشف المتحدث عن ربط اتصالات اولية مع مسؤولين في القطاع،،مشيرا ان الفريق بادر من جانبه إلى وضع طلب تسجيل براءة اختراعه ،وذلك خلال الأسبوع الماضي، وهذا الأمر يتطلب الكثير من الوقت، وفق تصريح الأستاذ لخديسي.       

فنن العفاني                              

Related posts

Top