خبراء وعلماء من مختلف الآفاق يناقشون الهجــــــــــــرة والتنمية بين المغرب والدول الإفريقية

شهدت مدينة تيزنيت، خلال الفترة الممتدة ما بين 5 و8 نونبر 2019، أشغال ملتقى تيزنيت الدولي للثقافات الإفريقية في دورته السابعة الذي نظمته جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة في موضوع: “الهجرة والتنمية بين المغرب والدول الإفريقية”، وذلك عملا بمقتضيات دستور المملكة الشريفة الذي يؤكد أن الانتماء الإفريقي يشكل أحد أعمدة الهوية الوطنية المغربية.
وهو ملتقى تسعى من خلاله الجمعية إلى التعريف بالروابط التاريخية والحضارية والثقافية والدينية والروحية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية التي جمعت، منذ قرون طويلة، المملكة المغربية وإفريقيا. وهذا ما يؤكده جلالة الملك محمد السادس نصره الله في الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة الذي ألقاه يوم الأربعاء 06 نونبر 2019 قائلا: “وقد جعلنا قارتنا، منذ اعتلائنا العرش، في صلب سياستنا الخارجية. فقمنا بالعديد من الزيارات لمختلف دولها، وتم التوقيع على حوالي ألف اتفاقية تشمل كل مجالات التعاون. وقد كان لذلك أثر ملموس على مستوى مكانة المغرب الاقتصادية والسياسية والثقافية والدينية داخل القارة. وإننا عازمون على جعل المغرب فاعلا أساسيا في بناء إفريقيا المستقبل. كما نطمح للرفع من مستوى المبادلات التجارية، ومن الاستثمارات المغربية في القارة، وإطلاق مرحلة جديدة، عمادها المنفعة المشتركة. ويتوقف تحقيق هذه الأهداف على وفاء المغرب بالتزاماته، وعلى مواصلة ترسيخ حضوره في إفريقيا. كما أننا مسؤولون على مواصلة تعزيز العلاقات الإنسانية والاقتصادية والسياسية، التي تجمع المغرب بالدول الإفريقية”. بالإضافة إلى هذا، فإن هذا الملتقى يهدف إلى إبراز تجليات المكون الإفريقي في الهوية الوطنية المغربية.
وقد اختارت الجمعية المنظمة هذه السنة موضوع :”الهجرة والتنمية بين المغرب والدول الإفريقية” وهو الموضوع الذي أولته المملكة المغربية الشريفة عناية كبيرة وأهمية بالغة. وهذا ما يؤكده جلالة الملك محمد السادس نصره الله في الرسالة الملكية السامية التي وجهها إلى المؤتمر الحكومي الدولي حول الهجرة المنعقد بمراكش يوم الإثنين 10 دجنبر سنة 2018 قائلا: “إن اهتمام المملكة المغربية بمسألة الهجرة ليس وليد اليوم ولا يرتبط بظرفية طارئة، بل هو نابع من التزام أصيل وطوعي، يجد تجسيده الفعلي في سياسة إنسانية في فلسفتها، شاملة في مضمونها، وعملية في نهجها، ومسؤولة في تطبيقها. فرؤيتنا تقوم أساسا على استشراف المستقبل، بما يضمن تنظيم حركية الأشخاص. أما مقاربتنا، فتهدف إلى تحقيق توازن سليم بين الواقعية والطوعية؛ وبين المصالح المشروعة للدول، واحترام الحقوق الإنسانية للمهاجرين”.
وقد شاركت في هذا الملتقى هذه السنة 21 دولة هي: السنغال وغينيا وكوت ديفوار وتشاد وبوركينا فاصو والنيجر ونيجيريا ورواندا وغامبيا وإثيوبيا ومصر والجزائر وليبيا وتونس وموريتانيا وأمريكا وهنغاريا والهند والأردن ولبنان، بالإضافة إلى المغرب.

* الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى التي استهلت بآيات بينات من الذكر الحكيم تميزت بكلمات كل من:
– رئيس جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة الدكتور ماء العينين النعمة علي.
– عامل صاحب الجلالة على إقليم تيزنيت السيد حسن خليل.
– نائب رئيس المجلس الإقليمي لتزنيت السيد عبد الله حكوكو.
– الدكتورة جودي فارس البطاينة من جامعة جرش في الأردن باسم الأساتذة المشاركين في الملتقى.
– نائب رئيس المجلس الجماعي لمدينة تيزنيت السيد أحمد بومزكو.
– السيد مدير الخزانة الملكية الدكتور أحمد شوقي بنبين.
– المدير الجهوي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أحمد باسلام.
– السيد رئيس منتدى الشيخ محمد الإمام للفكر والإبداع الأستاذ ماء العينين ماء العينين.
وقد أكدوا جميعا في كلماتهم أن ملتقى تيزنيت الدولي للثقافات الإفريقية الذي تنظمه جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة يترجم إرادة المغرب لتوطيد العلاقات الثقافية والدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية مع أشقائه من دول إفريقيا. فالمغرب يعتبر بلدا استراتيجيا في إفريقيا، والبلدان الإفريقية تعتبر امتدادا جغرافيا وتاريخيا وثقافيا وعلميا وروحيا واقتصاديا له. ولا يمكن أن نفكر في المغرب في منأى عن باقي الدول الإفريقية، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن تستمر الدول الإفريقية في طريق التنمية والتطور بدون حضور المغرب حضورا وازنا.
ومدينة تيزنيت التي تستضيف هذا الملتقى في دورته السابعة مفعمة بالروح الإفريقية في جميع مظاهرها باعتبارها بوابة إفريقيا، وحاضنة لتراث مغربي إفريقي متعدد ومتنوع. وهي نقطة العبور التي تتكامل فيها عناصر الحضارة الإفريقية العريقة، التي يسعى هذا الملتقى الدولي للكشف عن أهم معالمها المشتركة.
وختمت هذه الجلسة الافتتاحية بوصلة فنية غنائية في المديح النبوي أحيتها الفرقة البودشيشية. تم بعدها تم تكريم الدكتور ماء العينين النعمة علي الأستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير في المملكة المغربية من قبل جامعة جرش في الأردن وألقت في حقه الدكتورة أروى محمد ربيع كلمة أشادت فيها بدوره الكبير في خدمة العلم والفكر والثقافة ثم سلمته رفقة زميلتها الدكتور جودي فارس البطاينة درع الجامعة.
بعد ذلك توجه الوفد الرسمي لزيارة معرض الوثائق التاريخية والمخطوطات المغربية الإفريقية المنظم على هامش فعاليات الملتقى.

* وفي مساء ذات اليوم انطلقت أشغال الجلسة العلمية الأولى التي ترأسها الدكتور محمد الحاتمي من جامعة ابن زهر وحاضر فيها كل من:
– الدكتور عبد الله استيتو من جامعة ابن زهر بعرض عنوانه: “ما بين علماء إفريقيا وسلاطين المغرب: تأملات في حوار الشيخ أحمد بابا التنبكتي مع السلطان أحمد المنصور الذهبي”، سلط فيه الضوء على الحوار الذي دار بين سلطان العلماء أحمد المنصور الذهبي وشيخ الفقهاء أحمد بابا التنبكتي؛ مع الكشف عن الخلفيات التي كانت متحكمة في هذه المقابلة المباشرة في ظل سياقات تاريخية محلية وإقليمية ودولية.
– الدكتور عبد الرحيم حيمد من جامعة ابن زهر بعرض عنوانه: “رحلات مردخاي أبي سرور الأقاوي إلى تمبكتو، دلالات ونصوص. أشار فيه إلى أن  مردخاي أبي سرور يمثل نموذج الحبر ورجل الأعمال الذي جاب العالم بحثا عن المال والثروة خلال القرن التاسع عشر حيث أفلح في نسج علاقات تجارية عدة قادته أهمها إلى تمبكتو. وقد درس الأستاذ هذه العلاقات، وسلط الضوء على مجمل تقييداته في الموضوع.
– الدكتور محمد المختار جي من الجامعة الإسلامية في منيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية فرع السنغال دكار في السنغال بعرض عنوانه: “أسس ومرتكزات العلاقات الأخوية المغربية الإفريقية قبل الاستعمار”، رصد فيه العلاقات بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء ما قبل الاستعمار الفرنسي التي تمثلت في المجالات الروحية والدينية والاجتماعية والاقتصادية ودور المغاربة الكبير في إدخال الحضارة العربية الإسلامية إلى مساحات شاسعة في إفريقيا.
– الدكتور الكبير عطوف من جامعة ابن زهر بعرض عنوانه: “الهجرة والتنمية في سياق العلاقات بين المغرب و بلدان إفريقيا جنوب الصحراء”، تمحورت حول مناقشة مفهومي الهجرة والتنمية. كما تطرق لأهم خصائص السياسة الجديدة للهجرة واللجوء التي يحاول المغرب نهجها، مع تبيان دور الأفارقة المنحدرين من جنوب الصحراء ضمن هذه السياسة.

* أشغال الجلسة العلمية الثانية التي ترأسها الدكتور نجم الدين الهنتاتي من جامعة الزيتونة بتونس عرفت مشاركة كل من:
– الدكتور مطهر يوسف بن ناصر من مؤسسة استشارية اقرأ بكنو في نيجيريا بعرض عنوانه: “العلاقات المغربية الإفريقية ودورها في التفاعل الفكري والثقافي في الغرب الإفريقي. نيجيريا نموذجا”؛ حيث تحدث فيه عن العلاقات المغربية الإفريقية ودورها في تنمية الحياة الفكرية والثقافية في الغرب الإفريقي بصفة عامة وفي نيجيريا بصفة خاصة. ثم ركز على الهجرة المتبادلة بين العلماء المغاربة والأفارقة.
– الدكتور تاج الدين المناني من جامعة كيرالا في الهند بعرض عنوانه: “ابن بطوطة: السفير المغربي الرابط بين إفريقيا والهند”، تحدث فيه عن صورة الهند كما صورها ابن بطوطة ومدى التطابق بين ما كتبه والواقع الهندي وكيف تجاوب أهل الهند عامة مع هذا الرحالة المغربي الإفريقي معتبرا أن رحلته تعد مصدرا لفهم البلدان عامة والهند خاصة.
– الأستاذ محمد الأغضف بويا أستاذ باحث بالعيون في المغرب بعرض عنوانه: “الفلسفة والهجرة بين المغرب والدول الإفريقية”، أبرز فيه أهمية مفهومي التسامح كمفهوم فلسفي، ومفهوم الضيافة كما تبلور في المغرب وإفريقيا؛ حيث أبان عن أهمية البعد الإفريقي ورؤيته للأفارقة من خلال استقبال عدد كبير من المهاجرين وعيا منه بقيمة الإنسان وأهمية الآخر.

* الجلسة العلمية الثالثة التي التأمت صباح اليوم الموالي (الأربعاء 06 نونبر 2019 ) ترأسها الدكتور عمر بزهار من جامعة ابن زهر وحاضر فيها كل من:
– الدكتور مصطفى الطوبى من جامعة ابن زهر بعرض عنوانه: “أدب الرحلات السلطانية والتنمية، منظومة في تنقل السلطان الحسن الأول إلى الجنوب نموذجا”،عرف فيه برحلة السلطان مولاي الحسن الأول سنة 1883م إلى تافيلالت، التي صيغت في شكل منظومة مخطوطة للخليل بن صالح الحسني؛ حيث ركز فيها على عنصرين: الأول مادي فيلولوجي، والثاني أدبي.
– الدكتورة جودي فارس البطانية من جامعة جرش في الأردن بعرض عنوانه: “أثر الهجرة في الإبداع الثقافي والأدبي، خرجات لسان الدين بن الخطيب نموذجا”، تحدثت فيه عن لسان الدين بن الخطيب العالم والأديب، فضلا عن دوره البارز في صناعة التاريخِ والسياسة لمملكتي غرناطةَ وفاس. بعد ذلك ركزت على تشابه خرجاته بالآداب الشعبية السائدة في الأدب، خصوصا، بين بعض الألفاظ التي تقوم في خرجة الموشحات والغناء الشعبي المتمثل.
– الدكتور عبد السلام أقلمون من جامعة ابن زهر بآكادير ألقى عرضا عنوانه: “أثر الهجرة في الرواية المغربية” قدم فيه قراءة للهجرة وتمثيلها الروائي؛ حيث استعرض قدرة الأعمال الروائية المغربية النوعية على إعادة اكتشاف الهجرة من خلال مجموعة من الأبطال الروائيين تدفعهم حاجات متنوعة لمغادرة الأماكن الأليفة في محاولة لمعانقة الأحلام “هناك” في فضاءات جديدة .
– الدكتورة أروى محمد ربيع من جامعة جرش في الأردن بعرض عنوانه: “الصراع الحضاري بين الشرق والغرب في الرواية الإفريقية، رواية “موسم الهجرة إلى الشمال” نموذجا، للروائي الطيب الصالح، التي تتعلق بالتاريخ والاجتماع والعادات والتقاليد، والتي حاول الكاتب من خلالها أن يجسد الصراع الحضاري بين الغرب المستعمر والشرق المضطهد، وبيان أثر ذلك على الجوانب الثقافية والنفسية والاجتماعية.

* أشغال الجلسة العلمية الرابعة التي ترأستها الدكتورة كينكا ديفيني من أكاديمية العلوم ببودابست في هنغاريا، حاضر فيها كل من:
– الكاتبة والروائية اللبنانية رانيا محيو الخليلي التي قدمت عرضا عنوانه: “ظاهرة الأثر المغربي في الإبداع الأدبي الأوروبي وندرتها لدى المهاجرين إلى المغرب في الجوار الإفريقي”، اقتفت فيه أثر الأعمال الأدبية التي خطها الروائيون الأوروبيون (المستعمرون سابقًا) وتناولوا فيها تأثرهم بهجرتهم وإقامتهم في المغرب. وتوقفت عند عملين أدبيين بارزين الأول: رواية «المغناطيس» للكاتب الإسباني رامون ساندر، والثاني: رواية «السمكة الذهبية»، للروائي الفرنسي جان ماري غوستاف لوكليزيو.
– الدكتور نجم الدين الهنتاتي من جامعة الزيتونة في تونس شارك بعرض عنوانه: “التواصل الثقافي المغربي الإفريقي: القيروان نموذجا”، ركز فيه على الدور الكبير الذي أسهمت به القيروان في التواصل الثقافي المغربي الإفريقي، منذ فترة الفتوحات مع مؤسسها عقبة بن نافع، وعلى مستوى التجارة الصحراوية من خلال علاقات تجارية مع بلاد السودان منذ فترة مبكرة. كما برز دورها من خلال إسهام أحد علمائها، وهو أبو عمران الفاسي (ت. 430/1038) في تأسيس الدولة المرابطية الّتي كان لها إسهام كبير في نشر الإسلام حسب المذهب المالكي بغرب إفريقيا.
– الدكتور مروان صابر الأستاذ من جامعة ابن زهر باكادير في المغرب بعرض عنوانه: “صورة الجنوب المغربي في كتابات الرحالة الإسبان”، تحدث فيه عن الجنوب المغربي بصفة عامة من خلال الكتابات الإسبانية ما بين 1940 و1970 من جوانب متعددة اجتماعية ودينية وسياسية واقتصادية وأدبية وعلمية بهدف استرجاع الذاكرة الجماعية لجنوب المغرب حول المجتمع والمحيط البيئي.
– الدكتورعبد الهادي أحمد عبد الكريم من جامعة أنجمينا في تشاد بعرض عنوانه: “الهجرة بين المغرب وإفريقيا وأهميتها في توسيع البنية الثقافية من خلال العادات والتقاليد والسلوك الاجتماعي”، أشار فيه إلى أن المغرب ظل أرض الارتواء الروحي والثقافي والأخلاقي والمعرفي للعديد من الدول الإفريقية. وانتقل بعد ذلك للحديث عن عوامل وأسباب الهجرة بين المغرب والدول الإفريقية مستشهدا بنماذج حية من هجرات الطلبة التشاديين قديما إلى المغرب لطلب العلم وأثرها في توسيع البنية الثقافية عبر العادات والتقاليد والسلوك.

* وشهد مساء ذات اليوم أشغال الجلسة العلمية الخامسة التي ترأسها الدكتور ماء العينين النعمة علي من جامعة ابن زهر بأكادير وحاضر فيها كل من:
– الدكتور عبد الحكيم سيد أحمد من أكاديمية الفنون بالقاهرة في مصر بعرض عنوانه “الطرق الصوفية وهجرة المعتقد، الطريقة الشاذلية أنموذجا” تحدث فيه عن قضية هجرة المعتقد الصوفي ودوره في إثراء الموروث الثقافي للانفتاح على ثقافات أخرى، تأثيرا وتأثرا؛ مثلما نجد في الطريقة الشاذلية ومؤسسها سيدي أبي الحسن الشاذلي، مع التطرق لهجرة الأولياء من حيث فلسفتها ودوافعها عقب انهيار الدولة الإسلامية في المغرب الكبير والأندلس وقبول المجتمع المصري للأولياء الوافدين إليه.
– الدكتورة كارن تاليافيرو من جامعة أريزونا ستايت بالولايات المتحدة الأمريكية بعرض عنوانه: “الديبلوماسية الدينية المغربية والحرية الدينية الدولية”، ركزت فيه على الدور الدبلوماسي المغربي في المجال الديني في إفريقيا من خلال العلاقات مع الغرب، وذلك من خلال مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة الساعية إلى تكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات؛ وذلك في إطار مبدأ الحقوق وحرية الأديان في الغرب.
– الدكتورة كينكا ديفيني من أكاديمية العلوم ببودابست في هنغاريا بعرض عنوانه “انتشار الطريقة التجانية في السنغال ودورها في نشر الإسلام”، تحدثت فيه عن مكانة التصوف المغربي العالمية والدور الرئيسي الذي يلعبه في الدفاع عن قيم التسامح والاعتدال في الإسلام، وأهمية العلاقات الروحية بين المغرب والسنغال عبر التاريخ وانعكاسها الإيجابي الذي برز في تبادل العلماء والأولياء والصوفيين.
– الدكتور هما جبي الجدالي من الجامعة الإسلامية بالنيجر بعرض عنوانه: “هجرة وتنقل العلماء في التاريخ وتوحيد التوجهات العقدية والمذهبية والروحية بين المغرب وإفريقيا”، أبرز فيه دور علماء الصوفية في تقوية العلاقات والروابط التاريخية بين المغرب والدول الإفريقية ودور علماء المغرب في توحيد الخطاب الديني في إفريقيا.

* الجلسة العلمية السادسة التي ترأسها الدكتور تاج الدين المناني من جامعة كيرالا في الهند، حاضر فيها كل من:
– الأستاذ حمادو نور الدين بعرض عنوانه: “هجرة علماء توات إلى المغرب وآثارها العلمية والحضارية”، أشار فيه إلى أن طرق منطقة توات شكلت الممر الاستراتيجي للقوافل التجارية التي كانت تتنقل بين مناطق المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء، وقد ساعد نشاط الطرق التجارية في هجرة الكثير من علماء توات لتلقي العلوم في حواضر المغرب خاصة في فاس وسجلماسة، في القرن 12هـ/ 18م، مما أسهم في ازدهار الحركة العلمية والفكرية والحضارية في هذه المنطقة.
– الدكتورة ابتسام تملاين أستاذة باحثة من أكادير بعرض عنوانه: “هجرة العلماء قناة للتواصل الثقافي والروحي بين المغرب وبلاد السودان الغربي”، سلطت فيه الضوء على أبعاد الهجرة ودور علماء المهجر في ترسيخ الصلات الثقافية وتوطيد التفاعلات الروحية بين المغرب وبلاد السودان الغربي، وذلك من خلال نماذج وتجارب أسهمت في بناء صرح ثقافي وروحي وحضاري مشترك.
– الأستاذة نزهة بن سعدون رئيسة شعبة المخطوطات بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية الرباط بعرض عنوانه: “الهجرة بين ثراء الماضي وآفاقها في الحاضر”، أشارت فيه إلى أن المغرب، شكل دوما جسرا وممرا للهجرات المتعددة؛ بعد ذلك عرفت بالهجرة وبالرحالة المغاربة ورحلاتهم عبر التاريخ، كما تناولت أسباب ودواعي الهجرة وأنواعها في الماضي والحاضر؛ مع عرض نماذج من المخطوطات التي تتحدث عن تلك الرحلات.

* صباح يوم الخميس 07 نونبر 2019 شهد أشغال الجلسة العلمية السابعة التي ترأسها الدكتور يونس سيراغوما موشومبا من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية برواندا وحاضر فيها كل من:
– الدكتور عبد العزيز بلحسن من معهد الدراسات الإفريقة بعرض عنوانه: “التعاون بين المغرب وباقي بلدان إفريقيا الأطلنتية كدعامة للتعاون جنوب جنوب”، حيث اعتبر أن هذه الدول ذات علاقة تاريخية قديمة بالمغرب، وأصبحت الآن تعرف تركزا اقتصاديا قائما على تعاون جنوب / جنوب بمبدأ رابح / رابح. في هذا السياق وفي ظل التحولات المتسارعة للوضع الدولي الراهن وتزايد أهمية المنطقة دوليا وإقليميا، حرص المغرب على إعطاء أولوية استراتيجية لعلاقته مع بلدان المنطقة عبر دعم وتقوية التعاون الاقتصادي والتجاري في إطار تعاون جنوب – جنوب.
– الدكتور شيخو سراج منغى من معهد اثيوبيا للدراسات الإقتصادية بعرض عنوانه: “الاستثمارات الأجنبية في إيثوبيا ودورها في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين”، تحدث فيه عن الاستثمارات المغربية في إثيوبيا ودورها في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وختم عرضه بالحديث عن الاتفاقيات التي تم توقيعها والتي تعكس الرؤية المشتركة عند الجانبين للتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية لتحقيق التنمية والازدهار المشترك.
– الأستاذة أحلام فطيسة من المركز الجامعي أحمد بن يحي الونشريسي بعرض عنوانه: “استراتيجيات التعاون الإفريقي – المغربي للنهوض بمشروع التنمية إلى الشراكة ” جنوب / جنوب”، ركزت فيه على التوجه الجديد للدبلوماسية المغربية في عهد الملك محمد السادس التي تميزت بتوجه إفريقي واضح وغير مسبوق ضمن خيار استراتيجي إيجابي قد يكون جوابا لضرورات اقتصادية تنموية أو سياسية فرضت نفسها على أن تكون فيما بعد هاته الضرورات دافعا للتعاون بين إفريقيا والمغرب لتحقيق التنمية الاقتصادية لدول القارة الأفريقية.
– الدكتور سيسي عيسى من جامعة إفريقيا العالمية بأبيدجان في كوت ديفوار بعرض عنوانه: “مجالات التنمية بين المغرب وكوت ديفوار”، تناول فيه أسس العلاقة بين المغرب وكوت ديفوار؛ التي شهدت اتفاقيات كثيرة في مجالات التجارة والخدمات والاتصالات والعمران والتعليم والتكوين العسكري. ثم تحدث عن مجالات التنمية بين المغرب وكوت ديفوار وآفاق تعزيز الشراكات بينهما مستقبلا.

* أشغال الجلسة العلمية الثامنة والأخيرة التي ترأسها الدكتور مصطفى الطوبي من جامعة ابن زهر بآكادير، حاضر فيها كل من:
– الدكتور أحمد بن مبارك أبو القاسم أستاذ باحث وعضو المجلس العلمي المحلي لإقليم سيدي إفني بالمغرب بعرض عنوانه: “مفهوم الهجرة بين اللغة والمصطلح” حيث اعتبر أن مفهوم الهجرة لديه مفاهيم متداخلة ومترابطة، وإن كانت مختلفة في المجالات فهي ذات جذع مشترك لغوي واحد انبثقت منه (هـ ج ر) فهذا المفهوم مرتبط بالتنمية؛ إذ لا قيمة له بدون تنمية ولا تنمية بدون تحقيق راحة الإنسان وسعادته.
– الدكتور عبد الله فاند انجاي من كلية غامبيا للتربية ببانجول في غامبيا بعرض عنوانه: “التبادل التجاري بين المغرب وبقيّة البلدان الإفريقية قديما وحديثا”، تحدث فيه عن المغرب وما يتمتع به من خصائص ومؤهلات اقتصادية وتجارية، ذاكرا أهم الصادرات التجارية والواردات منه وإليه والدول المستفيدة من صادراته وأبرز الزبناء الأفارقة الرئيسيين له.
– الأستاذة زنفرا سميرة من مركز دار السلام للتربية والتعليم بواغادوغو في بوركينا فاصو بعرض عنوانه: “الصناعة التقليدية ودورها في التنمية والمحافظة على التراث الإفريقي المتنوع”، تحدثت فيه عن الصناعة التقليدية باعتبارها ثروة لعدد من الدول وأحد أهم عوامل جذب السياح لها، بعد ذلك عرفت بتاريخها وأهميتها ودورها في التنمية وفي المحافظة على التراث الإفريقي المتنوع.
– الدكتور ربيع رشدي من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ببني ملال في المغرب بعرض عنوانه: “دور ابن بطوطة في تركيب تاريخ السودان الغربي: إفريقيا والمغرب خلال النصف الثاني من القرن الرابع عشر الميلادي بعيون مغربية”، أشار فيه إلى أهمية ما كتبه ابن بطوطة عن السودان الغربي في رحلته التي قام بها بتكليف من السلطان أبي عنان المريني لتقصي أخبار الساكنة ومعرفة نقط قوتها وضعفها سيما وأن الأخبار التي دونها ابن جزي نقلا عن ابن بطوطة تهم جانب النظم السياسية والحياة الاقتصادية والاجتماعية لهذه البقاع.
– الأستاذة بوجعبوط مريم باحثة في سلك الدكتوراه بكلية الحقوق في سلا بعرض عنوانه: “الهجرة في العلاقات المغربية الإفريقية”، تناولت فيه تدبير إشكالية الهجرة في العلاقات المغربية الإفريقية، مركزة على السياسة المغربية في هذا الملف وتأثيرها على علاقة المغرب بالدول الإفريقية.
* يشار إلى أنه بعد نهاية كل جلسة علمية كان يفتح باب المناقشة حيث يتدخل عدد من الأساتذة والباحثين والدارسين والمهتمين بملاحظات وأسئلة وآراء. ثم تعطى الكلمة من جديد للأساتذة المحاضرين للرد على جميع التساؤلات والملاحظات.
وزوال اليوم الأخير، عقدت الجلسة الختامية لهذا الملتقى ترأستها الدكتورة أروى محمد ربيع من جامعة جرش في الأردن وألقيت فيها الكلمات الآتية:
– كلمة رئيس جمعية الشيخ ماء العينين للثقافة والتنمية الدكتور النعمة علي ماء العينين.
– كلمة نائب رئيس المجلس الجماعي لمدينة تزنيت الاستاذ عبد الله القصطلاني.
– كلمة باسم الأساتذة المشاركين في الملتقى ألقاها الدكتور سراج شيخو منغى من اثيوبيا.
– كلمة اللجنة المنظمة
وبعد هذه الكلمات ألقى الشاعر محمد بواكون قصيدة شعرية في موضوع الملتقى. تم بعدها توزيع شهادات المشاركة على الأساتذة والباحثين المشاركين لتختم أشغال هذا الملتقى الدولي الكبير بقراءة البرقية المرفوعة إلى جلالة الملك محمد السادس حفظه الله التي قرأها الأستاذ شعوري عبد الكريم الكاتب العام لجمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة.
وفي مساء ذات اليوم توجه جميع المشاركين في الملتقى إلى زاوية الشيخ ماء العينين بمدينة تيزنيت واستمعوا إلى محاضرة علمية ألقاها الدكتور ماء العينين النعمة علي أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير عرفت بهذه الزاوية وبمؤسسها الكبير العلامة الشيخ ماء العينين وبدوره الطلائعي في ازدهار الحركة العلمية والفكرية في المنطقة الجنوبية والمغرب عامة من خلال مؤلفاته في مختلف الفنون العلمية. كما عرف بجهاده ضد المستعمر الأجنبي الذي امتد لسنوات طويلة وبعلاقاته مع مختلف علماء وأدباء وقواد المغرب عامة ومنطقة سوس خاصة.
بعد زاوية الشيخ ماء العينين قام الوفد المشارك في الملتقى بزيارة لبعض معالم مدينة تيزنيت. ثم توجه جميع المشاركين إلى دار الثقافة لمشاهدة مسرحية عنوانها “جرعة زائدة ” للمخرج عبد المجيد الهواس.
وفي الفترة الليلية كان جميع المشاركين على موعد مع سهرة فنية خاصة أحيتها فرقة أحواش من بونعمان في فندق إدو تيزنيت كانت ختاما لأشغال هذا الملتقى الدولي الكبير الذي كشف عن المزيد من الأواصر والروابط والعلاقات بين المغرب وبين بقية الدول الإفريقية والذي بين أن ما تقوم به جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة يترجم إرادة المغرب لتوطيد العلاقات الثقافية والفكرية مع أشقائه من دول إفريقيا ما دامت القواسم المشتركة بينهم كثيرة ومستمرة التأثير فيهم جميعا.
وما تنظيم ملتقى تيزنيت الدولي للثقافات الإفريقية في موضوع الهجرة والتنمية بين المغرب والدول الإفريقية إلا دليل آخر على التزام الجمعية بالهم المغربي والإفريقي في السياق الدولي.

> تقرير: الدكتور ماء العينين النعمة علي / جامعة ابن زهر- أكادير

Related posts

Top