خبراء يحثون على تقاسم الممارسات الجيدة لرفع تحديات الأمن الغذائي والمائي

دعا المشاركون في ندوة دولية، نظمت مؤخرا بالرباط، إلى بلورة وتقاسم الممارسات الجيدة من أجل رفع التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي والمائي، خصوصا في سياق عالمي موسوم بالتغيرات المناخية العنيفة.
وشدد المشاركون، خلال ورشة حول “الأمن المائي في سياق التغيرات المناخية” نظمت بمناسبة النسخة الأولى من “اليوم الكندي-المغربي-الإفريقي”، على أن من شأن التحديد القبلي لهذه الممارسات الجيدة وإشاعتها عالميا، القدرة على بلورة سيناريوهات كفيلة بتجنب الأسوأ الذي يسم عالم اليوم، من قبيل عدم انتظام التساقطات المطرية، والاستهلاك والتبذير المفرطين للموارد المائية، داعين إلى توحيد صيغ وسبل الاستجابة لهذه الإكراهات، بغية تمنيع المجتمعات من مخاطر بيئية محدقة أضحت بادية للعيان في راهن العالم.
وحثوا على حسن استثمار الطفرة التكنولوجية بما يؤدي إلى اللجوء إلى وسائل حديثة لتوفير وعقلنة المياه، من قبيل تحلية مياه البحر، خصوصا وأن كلفتها المالية ماضية في الانخفاض، داعين إلى سلوك سبيل الدول التي تبنت هذا النهج منذ مدة، ومحذرين من مغبة فرط استهلاك الفرشات المائية لأدوراها المحورية في سقي الأراضي الفلاحية.
كما نوه المشاركون، بهذه المناسبة، بالسياسة المغربية في مجال الماء وأدوارها التنموية المؤثرة إيجابا على النموذج التنموي، وتبعاتها المحمودة على الارتقاء بالمعيش اليومي للمواطنين وتمنيعهم من كل ما من شأنه تهديدهم بخصوص هذه المادة الحيوية، مسجلين الحاجة إلى ضمان التشبيك بين وكالات الأحواض المائية بالمغرب لقدرتها على سد الخصاص الممكن ملاحظته، والعمل على الاستجابة فورا، وبالسرعة المطلوبة، للانقطاعات في الماء عبر اللجوء إلى خزانات المياه المعدة خصيصا لهذه الغاية.
وبهذه المناسبة، قال رئيس الفريق الإعلامي للنسخة الأولى من “اليوم الكندي -المغربي- الإفريقي” طلحة جبريل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا اللقاء يجسد نموذجا حقيقيا للتعاون بين الشمال والجنوب، كما يشكل فرصة لتكوين أطر مغربية وإفريقية في مجالات تتعلق بالأمن الغذائي والأمن المائي والمحافظة على البيئة وتدوير النفايات، لافتا إلى أن جامعات كندية ستستقبل طلبة للدراسة في سلكي الماستر والدكتوراه، بغية تكوينهم في الميادين ذات الصلة.
كما أشار إلى أن هذه الأطر ستحظى بالمواكبة لدى عودتها إلى بلدانها الأصلية، سواء تعلق الأمر بالمغرب أم ببلدان إفريقية، لغاية إحداث وإنجاز مشاريعهم التي تم دعمها وتمويلها من قبل كندا.
وشكل اليوم الكندي المغربي الإفريقي، الذي نظمه المعهد العالي للدراسات العليا في التنمية المستدامة حول موضوع “التغيرات المناخية والأمن الغذائي في إفريقيا”، مناسبة للعمل على توسيع مجال التعاون مع بقية البلدان الإفريقية من خلال تعزيز استفادة جميع المؤسسات ذات الصلة. وتميز حفل الافتتاح بالتوقيع على اتفاقية تعاون بين المعهد العالي للدراسات العليا في التنمية المستدامة، والائتلاف حول علم المناخ الإقليمي والتكيف مع التغيرات المناخية في كيبيك “أورانوس”، ومؤسسات مختلفة من المغرب، وكوت ديفوار، والسنغال، وبوركينافاسو.
وتضمن برنامج اليوم جلسات عامة حول الأمن الغذائي والأمن المائي، فضلا عن تقديم مشروع التعاون بين المعهد العالي للدراسات العليا في التنمية المستدامة ومختلف شركائه.

Related posts

Top