خبراء يشيدون باستثمارات المغرب في مجال الطاقات المتجددة

قال ألكساندر هوبريتز الخبير منسق مشروع الطاقة والحوار والشراكة في إطار مبادرة الاتحاد الأوروبي ( أو إي ـ بي دي إف ) إن المغرب الذي استثمر في تنمية وتطوير الطاقات المتجددة واعتمد استراتيجية جديدة لتنويع مصادر الطاقة أضحى رائدا جهويا ( في إفريقيا والعالم العربي ) في هذا المجال .
وأضاف ألكساندر هوبيريتز في تصريحات على هامش المنتدى الدولي حول الماء والطاقات المتجددة ( أفريكاغوا 2017 ) الذي افتتحت أول أمس الاثنين دورته الخامسة بمدينة فويرتيبينتورا بجزر الكناري، أنه ” على عكس البلدان الغنية بالمواد الأولية فإن المغرب الذي ليس لديه احتياطي نفط أو غاز قرر الاستثمار في الطاقات المتجددة ” مشيرا إلى أن التجربة التي راكمتها المملكة في هذا المجال يمكن أن تشكل نموذجا يحتدى بالنسبة للبلدان في المنطقة والبلدان النامية .
وأكد الخبير الأوربي أن المغرب ” أصبح اليوم يحظى بالاحترام لأنه كان أول بلد إفريقي يستثمر أكثر من غيره من البلدان الأخرى في تنمية الطاقات المتجددة ” مشيرا في هذا الإطار إلى أهمية الاستثمارات الكبرى التي قامت بها المملكة في إقامة وتركيب محطات ضخمة للطاقة الشمسية وكذا للطاقة الريحية بالإضافة إلى إحداث العديد من المؤسسات مثل الوكالة المغربية للطاقات المتجددة (مازن) أو الوكالة المغربية للكفاءة الطاقية ( آمي ) إلى جانب الوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والفاعلية الطاقية ( أدير ) .
وأوضح أن إفريقيا التي تتوفر على إمكانيات هائلة في مجال تنمية وتطوير الطاقة الكهرومائية يمكنها أن تلعب دورا كبيرا في تحسين الأمن الطاقي .
ويشارك في المنتدى الدولي ( أفريكاغوا 2017 ) الذي تتمحور أشغاله حول الماء والطاقات المتجددة العديد من القطاعات العمومية والخاصة بهدف البحث في مختلف المقاربات والتصورات التي بإمكانها أن تساهم في تنمية وتطوير الإمكانيات التي تتيحها الطاقات المتجددة خاصة بالبلدان الإفريقية .
ويبحث المشاركون في هذا الملتقى الدولي الذي افتتح أشغاله أول أمس الاثنين مارسيا موراليس رئيس الكابيلدو (مجلس الجزيرة) بفويرتيبينتورا بحضور وفود من الدول الأوروبية والإفريقية من بينها دولة السنغال ضيفة الشرف في الدورة الخامسة لهذا المنتدى الدولي الفرص والإمكانيات التي تتيحها القارة الإفريقية وكذا الاحتياجات العامة والمحتملة في مجال المياه والطاقات المتجددة.
وحسب الجهة المنظمة فإن هذا الملتقى الدولي يشكل مناسبة للمقاولات والشركات المهتمة بهذا القطاع وكذا للإدارات والمؤسسات التابعة للقطاع العام من أجل استكشاف آفاق التعاون والتصورات الكفيلة بوضع آليات للشراكة في مجال تنمية وتطوير الطاقات المتجددة وكذا حماية وصيانة الموارد المائية.
ويروم هذا المنتدى الذي تشارك فيه عشرة دول إفريقية من بينها المغرب أن يشكل نقطة التقاء للمنظمات الدولية والوطنية والإقليمية والمحلية فضلا عن السلطات من مختلف البلدان لاسيما من إفريقيا جنوب الصحراء من أجل بحث ومناقشة الحاجة إلى الموارد المائية إلى جانب دراسة مختلف الآليات والمرتكزات التي بإمكانها أن تساهم في تحسين وتشجيع المعرفة التقنية والتكنلوجية لدى هذه البلدان خاصة في مجال استغلالها لهذه الموارد والطاقات المتجددة.
وستكون التجربة التي راكمها المغرب في مجال الطاقات المتجددة بما في ذلك الطاقة الشمسية حاضرة ومحور النقاشات التي ستنظم في إطار هذا المنتدى الدولي الذي يستمر يومين. وبوضعهم لملصق كبير للمحطة الضخمة ” نور ” بورزازات عند مدخل مقر المنتدى يكون منظمو هذه التظاهرة قد أكدوا أن المملكة المغربية تظل في طليعة الدول التي تسعى بجدية كبيرة من أجل الرفع من مستوى إنتاجها للكهرباء انطلاقا من الطاقات النظيفة.
وذكر المشرفون على هذا المنتدى بأن محطة (نور) للطاقة الشمسية التي تمتد على مساحة تقدر ب 3000 هكتار بطاقة إنتاجية كهربائية تفوق 500 ميغاوات تشكل حجر الزاوية في البرنامج المغربي الضخم الموجه لإنتاج الطاقات المتجددة والذي يتوقع أن يحقق إنتاجا يتجاوز نسبة 40 في المائة من استهلاك المملكة من الكهرباء اعتمادا على الطاقات النظيفة في أفق سنة 2020 .
ويمثل المغرب في هذا المنتدى الدولي الوكالة المغربية للطاقات المتجددة (مازن) التي تنتج الكهرباء اعتمادا على الطاقات المتجددة. وإلى جانب الجلسات العامة تم تنظيم عدة ورشات وموائد مستديرة ولقاءات ومعارض حول الفرص والإمكانيات التي تتيحها إفريقيا في مجال المياه والطاقات النظيفة.

Related posts

Top