خطأ البنزرتي الفادح

حقق فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم فوزا ثمينا، بعد فوزه ببركان على حساب النهضة المحلية، بهدفين لصفر من توقيع كل من الشراشم وزهير المترجي سجلا معا في الجولة الثانية.
والمثير في هذا الفوز، هو ظهور الوداد بتشكيلة مغايرة عن تلك التي عودنا عليها المدرب التونسي فوزي البنزرتي، بإعطاء الفرصة للاعبين فرض عليهم البقاء، إما بكرسي الاحتياط أو بالمدرجات، منذ بداية الموسم، مما افقدهم إيقاع المنافسة الرسمية.
ولم يكن الاعتماد على تشكيلة مختلقة خيارا تلقائيا بالنسبة للمدرب، بل أجبر على ذلك، بعد الهزيمة القاسية التي تعرض الفريق الأسبوع الماضي، ضد كايزر شيفر الجنوب إفريقي، مما فرض عليه إخضاع اللاعبين الرسميين بالنسبة له، لفترة راحة تحسبا لقوة مباراة العودة التي ستجرى السبت القادم بجوهانسبورغ.
خيار المداورة كان مطلبا ملحا بالنسبة للجمهور الودادي بعد ظهور علامات عياء واضح على أغلب اللاعبين، بسبب ضغط المباريات والسفريات، إلا أن البنزرتي أظهر عنادا غريبا، بعد رفضه منح الفرصة لكل العناصر التي توجد رهن إشارته، مما أنهك بدنيا وذهنيا عددا معينا من اللاعبين.
حدث هذا، رغم توفر الوداد على ترسانة مهمة من اللاعبين الجاهزين، يصل عددهم إلى حوالي ثلاثين لاعبا، أغلبهم كانوا يتمتعون بالرسمية بفرق أخرى، وكلف جلبهم ميزانية الفريق مبلغا كبيرا، وهو مجهود مهم أريد منه مواجهة تعدد المشاركات الخارجية والمحلية، والتخفيف من الضغط الذي يمكن أن تتعرض له مجموعة محدودة من اللاعبين.
ويعد الانتصار على حساب نهضة بركان بميدانه، رغم عدم خوض مباريات كثيرة، أكبر جواب على عناد البنزرتي، الذي عوض منح الفرصة لكل اللاعبين، واختبار قدراتهم سواء خلال الحصص التدريبية أو بمباريات معينة، إلا أن العكس هو الذي حصل حيث اكتفى بأقل مجهود ممكن، واستأنس بإيجابية سلسلة النتائج الايجابية التي تحققت منذ بداية الموسم.
إلا أن الاستمرار بنفس الإيقاع لم يكن ممكنا، حيث جاءت الهزيمة ضد كايزر شيفر لتفجر المسكوت عنه، وتكشف حجم الخطأ المرتكب من طرف مدرب كان من المفروض أن يتحمل مسؤوليته التقنية كاملة عوض الاكتفاء بالعمل نصف يوم، مع ما يترتب عن ذلك من عدم ضبط ميكانزمات الاشتغال بشكل احترافي متعارف عليه.
والأكيد أن كل اللاعبين الذين دافعوا عن قميص الوداد خلال المباراة ضد نهضة بركان، أصروا على توجيه رسالة واضحة لمدرب أقصاهم منذ بداية الموسم، وكشفوا للرأي العام الرياضي فداحة التهميش الذي تعرضوا لهم، وهذا التعامل يفضح حقيقة أخرى، ألا وهى واقع التدبير الإداري والتقني داخل الوداد والذي يطغى سيطرة الرأي الواحد، ولا مجال داخل هذه القلعة لروح العمل الجماعي وإشراك باقي المتدخلين المتدخلين.

>محمد الروحلي

Related posts

Top