خطأ جسيم وخسارة للوداد

لم ترق مباراة الكلاسيكو بين فريقي الجيش الملكي والوداد البيضاوي المؤجلة عن الدورة (22 ) إلى المستوى المطلوب، إذ جاء العرض المقدم من الطرفين جد متوسط، عكس ما كان متوقعا، بالنظر لقيمة المواجهة، واهميتها بالنسبة لمقدمة الترتيب.
المباراة انتهت بتعادل بهدف لمثله، وهي نتيجة لم تؤثر في وضعية الترتيب على مستوى المقدمة، اللهم التحاق الوداد بمولودية وجدة في المرتبة الثانية بمجموع 41 نقطة، بفارق ثلاث نقاط عن الرجاء المتزعم، مع أربع مباريات مؤجلة للوداد وثلاث للرجاء من مجموع 26 جولة.
إلا أن المؤكد أن المستوى الذي ظهر به الوداد غير مطمئن تماما، وهو المطالب بالحفاظ أولا على اللقب الذي يوجد بحوزته، وثانيا التنافس بقوة في نصف نهاية عصبة الأبطال الإفريقية ضد الأهلي المصري ذهابا وإيابا.
أغلب اللاعبين الأساسيين للوداد، والذين شكلوا قوته الضاربة خلال السنوات الأخيرة، ظهروا بمستوى باهت خلال هذه المباراة، وهذا الظهور غير مفاجئ، ليس بسبب الغياب عن المنافسة لمدة تناهز الشهر، وأيضا لظروف المرض، لكن هناك تراجع ملحوظ منذ مدة غير قصيرة، مما يؤكد أن الوداد في حاجة مستقبلا، إلى تغييرات كبيرة على مستوى تشكيلته الأساسية.
والوداد لم يضيع خلال هذه المباراة نتيجة الفوز فحسب، بل كان من الممكن أن يفقد حارسه الدولي رضا التكناوتي لمدة طويلة، بعد اصطدام مؤثر مع أحد مهاجمي الجيش، أصيب على إثره إصابة في الرأس فقد بسببها وعيه لدقائق، ورغم عودته لأجواء المباراة إلا أن آثار الاصطدام ظل يعاني منها التكناوتي طيلة الدقائق التي استمر خلالها داخل الملعب، إلى أن غادر مضطرا مباشرة بعد تسجيل هدف التعادل للفريق العسكري.
لقطة هدف التعادل، أظهرت أن التكناوتي عجز تماما عن صد العملية التي جاء عن طريقها هدف اللاعب حمزة غودالي بضربة رأسية مركزة، إذ حاول التدخل غير أنه عجز تماما عن الحركة، بعد محاولة يائسة سببها تأثير الإصابة على مستوى الرأس.
أمام هذه الحالة يظهر أن طبيب الوداد ارتكب خطا مهنيا جسيما، بعد سماحه للتكناوتي بمواصلة اللعب، رغم ظهور تأثير الاصطدام القوي وإصابته على مستوى الرأس، وهذا الخطأ كان من الممكن أن يعرض حياة اللاعب للخطر، إذا ما تأكد أنه أصيب بارتجاج على مستوى المخ.
صحيح أن الحارس التكناوتي، كما ظهر فوق أرضية الملعب، أصر على مواصلة المباراة، إلا أنه كان من المفروض على الطبيب أن لا يسايره في رغبته، وأن يخبر المدرب خوان كارلوس غاريدو بذلك، واتخاذ قرار صائب في التوقيت المناسب، تفاديا لمضاعفات محتملة على صحة الحارس.
وقبل عملية تسجيل هدف التعادل للجيش، تدخل التكناوتي وهو مصاب لصد عملية هجومية سانحة للفريق الخصم، وكان من الممكن ان يحدث اصطدام آخر يزيد من خطورة الإصابة، ومباشرة بعدها سقط، إلا أنه عاود النهوض من جديد، وواصل اللقاء إلى أن غادر المباراة محمولا من طرف رجال الإسعاف، غير قادر تماما على الوقوف.
خطأ فادح لطبيب الفريق، وكل الأمل أن يستعيد التكناوتي عافيته في أقرب وقت ممكن، حتى يعود لحراسة مرمى الوداد والمنتخب الوطني وهو في كامل استعداده الذهني والنفسي والبدني.

>محمد الروحلي

Related posts

Top