دخول ثقافي بالمعهد الثقافي الفرنسي على إيقاع حركة الطائر الطنان

يعد المعهد الثقافي الفرنسي بالمغرب بدخول ثقافي حافل بالأنشطة كما هو معهود فيه، بمختلف مدننا، وبالمناسبة أشارت المديرة العامة للمعهد سيليا كولاكو خلال الندوة الصحافية التي جرى تنظيمها مساء أول أمس بمقر المعهد بالدار البيضاء أن الانطلاقة الثقافية تتميز بإدراج فقرة مستمدة من أسطورة الطائر الطنان المتجسدة في الالتزام المسؤول الذي يصب في خدمة البيئة والتنمية المستدامة.
إن الأنشطة الخاصة بهذه الفقرة – تضيف كولاكو- هي بمثابة تحسيس بالمخاطر التي تهدد حياتنا البيئية والاجتماعية ودعوة إلى التضامن، استشرافا لعالم أفضل، إنها كذلك دعوة إلى عالم يسوده الوعي المشترك المؤمن بالتعايش الكوني، علما بأن التحول البيئي يتوازى مع ظهور مرجعيات جديدة للثقافة والأخلاق، وأن ابتكار هذه الثقافة المتحولة يعد تحديا بحد ذاته.
تتأسس البرمجة الخاصة بهذه الحركة الثقافية التي تسمى الطائر الطنان على المعرفة، ذلك أن معارفنا تتطور وثقافاتنا مافتئت تشهد تحولات، وبالتالي فإن الإلمام بالمستجدات التي تطرأ على عالمنا المطبوع بالتحول والحركية، يعد ركيزة أساسية لأجل بناء عالم ثقافي جديد يتماشى مع رهانات التحول البيئي.
إن أهم درس يمكن استنتاجه من حركة الطائر الطنان، كما جاء في الندوة الصحافية، هو الإحساس بالمسؤولية الفردية، ذاك أنه بواسطة هذه المبادرة يتم حث الآخرين على تغيير عاداتهم واكتساب فكر عقلاني، باختصار: تحقيق تقدم. هذا الفعل هو ترجمة لفكرتين أساسيتين: “أنا مسؤول عن العالم الذي أحيا فيه” و”على أن أبدأ في تغيير ذاتي لأجل تغيير العالم”. الالتزام بتحسين محيطنا البيئي هو كذلك مصدر للسعادة، فالتحول البيئي لا يتم تحت الإكراه بل بالنظر إلى أن هذا الفعل هو مرغوب فيه.
ستتوزع الأنشطة الخاصة بحركة الطائر الطنان على مدينتي الرباط والدار البيضاء يومي سادس وسابع أكتوبر القادم، وستشتمل على ندوة فكرية للكاتب الفرنسي بيار رابي، الذي لديه أبحاث قيمة حول الفلاحة البيئية، وورشات خاصة بإعادة التدوير وعروض غنائية وأعمال الترميم وفن الطبخ ونقاشات ومبادرات متعددة.. لأجل صناعة الفرجة والرفاهية، لقد تم بهذا الخصوص إعداد ما يقارب ستين نشاطا متنوعا.
ومن بين أبرز الفقرات التي يشتمل عليها الدخول الثقافي الجديد للمعهد، بمختلف المدن المغربية، الدورة الثانية لمهرجان الفيلم الفرنسي، الذي سيقام من 11 إلى 14 أكتوبر. و”ليلة الفلاسفة” التي سيدور محورها هذه السنة حول موضوع العلاقات القائمة بين المنطق والرغبة والعاطفة، يومي تاسع وعاشر نونبر بكل من الرباط والدار البيضاء. وتوزيع جائزة الأطلس الكبير التي تبلغ دورتها الخامسة والعشرين، بالمكتبة الوطنية بالرباط، والدورة الثانية لفن الجاز بأكادير في نونبر القادم كذلك، والدورة الحادية عشرة للقاءات الدولية حول فن التصوير بفاس خلال شهري نونبر ودجنبر، وهناك كذلك لقاء تحت شعار: “سحر الأصوات” الذي يحيي المعوزفات الموسيقية للموسيقار الراحل دوبوسي بمناسبة الذكرى المائوية لرحيله، وتقوم بأداء هذه التقاسيم الفنانة سيليمين دودي، وذلك خلال شهر دجنبر بالمدن التالية: تطوان وفاس ووجدة ومكناس وأكادير ومراكش.
وهناك أنشطة ثقافية أخرى متنوعة تشمل الفكر والمسرح والسينما والغناء، تستهدف مختلف الأعمار.

> عبد العالي بركات

Related posts

Top