دراسة: الإرضاع الطبيعي قد يوفر على العالم مليار دولار يوميا

أظهرت دراسة حديثة، أن العالم يمكنه أن يوفر 341 مليار دولار سنويا، إذا ما أرضعت الأمهات أطفالهن لفترة أطول، الأمر الذي يساعد على منع الوفيات المبكرة والأمراض المختلفة.
وأوضحت الدراسة أن الاقتصاد العالمي يتكبد قرابة مليار دولار يوميا، بسبب عدم انتشار الرضاعة الطبيعية للأطفال، جراء فقد الإنتاجية وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، وحث خبراء الصحة على تقديم مزيد من الدعم للأمهات المرضعات.
وقد اعتمد في قياس “تكلفة عدم الرضاعة الطبيعية” هذه على البيانات التي جمعتها الدراسة لعدة س سنوات، مدعومة من قبل مؤسسة “ألايف آند ثريف” عبر مبادرة “تغذية الأم والطفل”، ومقرها الولايات المتحدة، وقد نشرت نتائج الدراسة في موقع طوره باحثون من كندا وآسيا.
“ديلان والترز” خبير اقتصاديات الصحة في كندا، تحدث في الموقع عن أهمية الرضاعة الطبيعية قائلا “إنه حق من حقوق الإنسان، وهو ينقذ أرواح الأطفال، ويزيد من الرخاء الاقتصادي”.
وقال والترز، الذي قاد الدراسة حول الإرضاع الطبيعي في أكثر من 100 دولة، إن الموقع هو الأول من نوعه ويهدف إلى مساعدة صناع السياسة على قياس الخسائر الاقتصادية في كل دولة على حدة، والناجمة عن عدم انتشار الرضاعة الطبيعية.

الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية

وتحتفل منظمة الصحة العالمية، بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية سنويا من 1 إلى 7 غشت، بهدف التشجيع على الرضاعة الطبيعية، وتحسين صحة الرضع في العالم.
ويأتي الاحتفال إحياء لذكرى إعلان “إينوشينتى” الموقع في غشت 1990، من قِبَل واضعي السياسات الحكوميين، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومنظمات أخرى، لحماية وتشجيع ودعم الرضاعة الطبيعية.
وتوصي منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بتغذية الأطفال عن طريق الرضاعة الطبيعية حصريا، خلال الأشهر الستة الأولى على الأقل، بعد ذلك يمكن إدخال بعض الأطعمة تدريجيا إلى جانب حليب الأم، إلى أن يبلغوا العامين.
ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة، تساعد الرضاعة الطبيعية الأطفال في الوقاية من الإسهال والالتهاب الرئوي، وهما سببان رئيسيان لوفاة الرضع، وكذلك تعمل الرضاعة الطبيعية على حماية الأمهات من سرطان المبيض وسرطان الثدي.

60٪ من أطفال العالم لا يرضعون طبيعيا

بات من المعروف اليوم أنه على مستوى العالم هناك 40٪ فقط من الأطفال دون سن ستة أشهر يرضعون حصريا من الثدي، أما في حال سادت الرضاعة الطبيعية فإنه من الممكن تجنب 820.000 حالة وفاة كل عام بين الأطفال.
العقبات التي تعترض الرضاعة الطبيعية متنوعة، وهي تتراوح بين الافتقار إلى المرافق وأوقات الراحة في أماكن العمل، والتسويق المكثف لحليب الأطفال، وصولاً إلى التحرش أو الشعور بالخجل من الإرضاع في الأماكن العامة.

دعم الأمهات المرضعات

ويأمل الباحثون في أن تنفذ المزيد من الدول سياسات تروج للرضاعة الطبيعية، وتدفع أصحاب العمل لتقديم المزيد من الدعم للأمهات العاملات، وأن تضع الدول حداً لتسويق حليب الأطفال.
“روجر ماثيسن”، مدير مؤسسة “ألايف آند ثريف” صاحبة مبادرة “تغذية الأم والطفل” في جنوب شرق آسيا، قال: “الأدلة الاقتصادية تلقى صدى جيداً لدى صانعي السياسة. إذ أن عدم الاستثمار في الرضاعة الطبيعية له تكلفة”.
وأضاف: “إن جهود المؤسسة تنصب في توسيع نطاق السياسات مثل منح الأم العاملة إجازة أمومة مدفوعة الأجر”، مضيفا أن ذلك سيساعد على إبقاء النساء في القوى العاملة، الأمر الذي من شأنه تعزيز الاقتصاد في البلاد.
يذكر أن دراسة مدعومة من قبل الأمم المتحدة، أجريت في عام 2017، وجدت أنه لا يوجد بلد يقدم ما يكفي لمساعدة الأمهات على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية لمدة ستة أشهر، وهي المدة الموصى بها، على الرغم من الفوائد الاقتصادية المرجوة.
وتعمل المنظمة هذا العام مع اليونيسيف والشركاء، لتعزيز أهمية وضع سياسات مراعية للأسرة من أجل تمكين الرضاعة الطبيعية، ومساعدة الوالدين على رعاية أطفالهما، والارتباط بهم في مرحلة عمرية مبكرة، عندما تشتدّ أهمية ذلك.
ويشمل ذلك تشريع إجازة مدفوعة الأجر للأم لمدة 18 أسبوعا كحد أدنى، وإجازة مدفوعة الأجر للأب من أجل تشجيعهما على تقاسم مسؤولية رعاية أطفالهما على قدم المساواة، كما تحتاج الأمهات إلى توفير مكان عمل مُراعٍ للوالدين يحمي ويدعم قدرتهن على مواصلة الرضاعة الطبيعية، عند العودة إلى العمل من خلال إتاحة فترات راحة للرضاعة الطبيعية؛ ومكان مأمون وخاص وصحي لإدرار لبن الثدي وتخزينه؛ ورعاية ميسورة التكلفة للأطفال.

إنقاذ للأرواح وتعزيز للصحة العمومية

وقالت المنظمة إن الرضاعة الطبيعية تعزز صحة الأمهات والأطفال على حد سواء، ومن شأن زيادة مستويات الرضاعة الطبيعية بحيث تقترب من المستويات العالمية أن ينقذ أكثر من 800 ألف من الأرواح سنويا، معظمها لأطفال دون 6 أشهر، كما تقلل الرضاعة الطبيعية من مخاطر إصابة الأمهات بسرطان الثدي، والمبيض، والداء السكرى من النوع الثاني وأمراض القلب.
وتشير التقديرات إلى أن زيادة مستويات الرضاعة الطبيعية، يمكن أن تحول دون حدوث 20 ألف من وفيات الأمهات سنوياً بسرطان الثدي.

Related posts

Top