دراسة : الهواتف المحمولة أصبحت تشكل “خطرا” على الحياة الأسرية

توصلت دراسة حديثة أنجزتها مؤسسة الشؤون الأسرية في ألمانيا إلى أن الامتناع عن استخدام الهواتف المحمولة على مائدة الطعام يعتبر أحد الأسرار التي تساعد على إنشاء أسرة سعيدة، ويتيح لأفراد الأسرة تجاذب أطراف الحديث والتواصل بشكل صحي أكثر.
وكشفت الدراسة أنه بالإضافة إلى الامتناع عن استخدام الهاتف، فإن مشاهدة التلفزيون والاستمتاع بالأفلام المفضلة لدى الأسرة، وتجهيز الطعام سويا، كلها عوامل تساعد بشكل فعال في نشوء جو من الود بين أفراد العائلة، خاصة بين الزوجين.
وشددت الدراسة التي نشرت في صحيفة ديلي ستار البريطانية، على ضرورة أن يكون نقاش الزوجين حول مشاكلهما، بعيدا عن الأطفال، لتفادي التأثير السلبي عليهم.
وأوضح المتحدث باسم مؤلفي الدراسة أن المنزل السعيد هو الذي يقوم على إشراك الأطفال في معظم القرارات الخاصة بالعائلة، واحترام جميع أفراد العائلة لخصوصية بعضهم البعض.
ونبه الكثيرون إلى أن استخدام الهاتف النقال أصبح يشكل “كارثة” للحياة الأسرية، وقال الدكتور ريتشارد هاوس، وهو طبيب نفساني في بريطانيا، إن “تكنولوجيات الاتصال هذه تحمل آثارا طويلة الأمد على الحياة الأسرية”، مضيفا أنه “يحتمل أن تكون آثارها كارثية على القيم الإنسانية والعلاقات التي تقوم عليها الحياة الأسرية”.
ومن جهة أخرى حذرت دراسة ألمانية من استخدام الأطفال للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، إذ قد تسبب ضررا كبيرا على سلوكيات الطفل، وأوضحت الدراسة التي أجريت في جامعة “لايبزغ” الألمانية أن تلك الأجهزة تؤدي إلى حدوث فرط نشاط وشعور باللامبالاة لدى الأطفال ممن تتراوح أعمارهم ما بين عامين وستة أعوام.
وبينت الدراسة أن استخدام الهواتف المحمولة ارتفع بشكل كبير بين عامي 2011 وحتى 2016، وهو الأمر الذي ارتبط بمزيد من مشكلات السلوك وفرط النشاط وعدم الانتباه والمتابعة.
وأكد الباحثون أن الإفراط في استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة، يؤدي إلى حدوث اضطرابات في العلاقات الأسرية.
وقام الباحثون بدراسة 527 طفلا ألمانيا، مع مراعاة عدة عوامل منها عمر الطفل ومرحلة الدراسة ونوعه ووضعه الاجتماعي والاقتصادي. واستعان القائمون على الدراسة بالآباء الذين قدموا معلومات عن استخدام أطفالهم للوسائل الإلكترونية، وكيفية تعاملهم وسلوكياتهم لمدة عام كامل.
وتوصل الباحثون إلى أن الأطفال ممن استخدموا الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر بشكل يومي، كانوا أكثر نشاطا بشكل مبالغ فيه، بالإضافة إلى إصابتهم باللامبالاة وعدم الاكتراث بما يحدث حولهم. كما وجد الباحثون أن الأطفال الذين استخدموا تلك الوسائل الحديثة تعرضوا لصعوبات ومشكلات في التعامل مع أطفال آخرين.
وشددت الدراسة على عدم استخدام الأطفال ممن تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات لأجهزة الكمبيوتر اللوحي أو الهواتف الذكية، أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنا، فلا يجب استخدامها لأكثر من 30 دقيقة في اليوم.

Related posts

Top