درس البافانا بافانا

أفسد منتخب جنوب إفريقيا أعراس احتضان مصر للنسخة الـ32 لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، كما أفسد فرحة جماهيرها بخوض الفراعنة للمباراة رقم 100 بـ “الكان 2019”.
نتيجة مدوية ستدخل تاريخ هذه التظاهرة القارية، بعد قلب منتخب “البافانا بافانا” كل التوقعات، بإقصاء المنتخب المستضيف للدورة وبملعبه وجمهوره بهدف من توقيع اللاعب لثيمبينكوسي لورش قبل 5 دقائق من نهاية المباراة.
الصدمة جاءت -بالفعل- قوية على الجماهير المصرية التي كانت تأمل أن يحقق منتخبها اللقب الثامن في تاريخه الحافل بالبطولات والألقاب، رغم أن الجميع لم يقتنع بالأداء أو طريقة اللعب أو اختيارات اللاعبين وظهر ذلك منذ مباريات دور المجموعات.
ما يهمنا في نتيجة جنوب إفريقيا أن المدرب الإنجليزي ستيوارت باكستر، اعتمد في اختياراته للائحة الرسمية على لاعبين يمارسون بالدوري المحلي ولم يوجه البوصلة بالكامل نحو اللاعبين الذين يلعبون بمختلف البطولات الدولية.
فالقائمة التي ضمت 30 لاعبا، يتواجد بها لاعبون من نادي ماميلودي صانداونز، وبعدد مهم يصل إلى ستة عناصر، وهم ريفالدو جويتزى وألفوس كيكانا وصامويل مابوندا وتيمبا زواني وكجوسانا مابوي وسوبوسيسو فيلاكازي.
بالإضافة إلى صانداونز، هناك أيضا لاعبون من أندية كايزر تشيفز وكيب تاون وأولاندو بيراتس وغيرهم، من الفرق التي تتنافس كل موسم داخل الدوري المحلي، وتخوض منافسات المسابقات الإفريقية الخاصة بالأندية.
الفرق المغربية تلعب هي الأخرى تشارك بالمنافسات الإفريقية وتتألق على حساب فرق جنوب إفريقيا، والدليل تمكن الوداد من إقصاء صانداونز في أكثر من مناسبة وآخرها هذه السنة.
كما هناك أندية مغربية أخرى تألقت كما هو الحال بالنسبة لنهضة بركان وحسنية أكادير والرجاء البيضاوي، لكن وللأسف فان هذا التألق الباهر والسنوي لا نجد له أثرا بتشكيلة المنتخب المغربي، حتى وهو يخوض تظاهرة إفريقية، بينما يتم الاعتماد على لاعبين يلعبون لفرق صغيرة بالدوريات الأوروبية، والبعض منهم يكتشف إفريقيا جنوب الصحراء لأول في حياته.
سؤال نوجهه مرة أخرى للمدرب هيرفي رونار الذي يقيم بصفة مطلقة بالسنغال وعندما يقترب الموعد كل ثلاثة أشهر أو أكثر، فإنه يكتفي بإعداد لائحة من لاعبين ألفوا الالتقاء كأصدقاء لقضاء وقت ممتع مؤدى عنه، والسفر عبر طائرات خاصة، والإقامة بأفخم الفنادق، ولحظة حدوث أي نتيجة سلبية، يقصدون مباشرة بلدان الإقامة ويعود إلى المغرب الحارس الاحتياطي والطاقم المساعد وكفى …

محمد الروحلي

Related posts

Top