درس لقجع للجزائريين…

يعتبر قبول ترشيح رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، لعضوية مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بمثابة انتصار غير عادي، لهذه الشخصية الرياضية الوازنة. 
وجاءت أهمية مصادقة لجنة الحكامة داخل الفيفا، على الترشيح المغربي، بالنظر إلى الحيثيات التي رافقت هذه العملية، منذ الإعلان الرسمي عن لائحة الترشيحات، والتي ضمت بالإضافة إلى لقجع كل من هاني أبو ريدة المصري، ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي، وجوسطافو ندونج إيدو من غينيا الاستوائية، وكونسطون اوماري “الكونغو الديمقراطية”.
والمثير في الأخبار الواردة صباح أول أمس الأربعاء، فمقابل قبول الترشيح المغربي، هناك رفض ترشح ممثل الجزائر،  بسبب عقوبات تأديبية سبق أن تعرض لها، وهو على رأس نادي اتلتيك بارادو سنة 2016، ونفس الرفض طال ترشيح الكونغولي اوماري لأسباب تتعلق أيضا بتهم فساد.
كان من الممكن أن يبقى هذا الخبر في سياقه العادي، لولا الحملة التي قادتها الجهات الرسمية الجزائرية، في مقدمتها وزارة الخارجية .. حملة تركزت على جانبين: أولا دعم ترشيح زطشي وتجنيد كل الوسائل لحملته، وبالمقابل شن حملة ممنهجة على الترشيح المغربي، والسعي للنيل من مصداقية رئيس الجامعة المغربية، بكل الطرق الممكنة، حتى البئيسة منها.
إلا أن الذي غاب عن أذهان المسؤولين الجزائريين، أنهم راهنوا على ممثل خاسر، وبسجل غير نظيف، وكان عليهم قبل شن حملة على لقجع، الاهتمام بأمورهم الداخلية، عوض السعي لمحاربة لقجع الذي أعطى الجميع درسا في نظافة اليد، وخلو سجله من كل تهم الفساد، رغم مسؤولياته داخل الكاف، هذا الجهاز الذي تفجرت بداخله ملفات وشبهات، تورط فيها الرئيس الموقوف الملغاشي أحمد أحمد.  
ويعتبر قبول ترشيح لقجع انتصارا مدويا على حساب ممثل الجزائر، قبل الوصول إلى عملية التصويت، إذ أعطاهم درسا بليغا في كيفية التدبير والتسيير والحكامة، والابتعاد عن كل الشبهات، والحفاظ على السجل الشخصي خاليا من الشوائب، وكل ما من شأنه التأثير على سمعته وسمعة البلد الذي يمثله.
والمؤكد أن تواجد لقجع داخل أجهزة القرار بالفيفا، من شأنه أن تكون له انعكاسات إيجابية على كرة القدم الإفريقية عموما، خاصة وأن الأعضاء السابقين،  لم يكونوا يحملون هذا الهم، ولم يسعوا بالأساس إلى خدمة الرياضة بالقارة والدفاع عن مصالحها داخل المنتظم الدولي، انطلاقا من قناعات شخصية صادقة وواضحة، بل بالعكس كانت لهم حسابات خاصة، ووضعوا مصالحهم الشخصية ضمن الأولويات. 
أصداء قبول ترشيح لقجع كانت جد إيجابية، على الصعيد القاري، وهناك تقارير صحفية اعتبرت ترشحه مثاليا، وهناك من وصف لقجع بكونه واحدا من أفضل مدبري الشأن الكروي في إفريقيا، لما له من رؤية استراتيجية، وشغف حتى النخاع بكرة القدم، حاملا لرصيد معرفي كبير، كما اعتبرته هذه التقارير الصحفية، الشخص الذي خبر التسيير الرياضي من عقود، وكان صاحب الفضل في النقلة النوعية التي تشهدها كرة القدم المغربية حاليا.
يوم 12 مارس هو موعد الانتخابات لاختيار ممثلي إفريقيا بالفيفا، وأيضا أعضاء المكتب التنفيذي للكاف، وهذا الحدث سيحتضنه مركز محمد السادس لكرة القدم.. التحفة الرائعة التي يشهد عالم كرة القدم بتفردها وقيمتها الاستثنائية، وهذا دليل آخر على أن المغرب واجهة إفريقيا الناصعة…

>محمد الروحلي

Related posts

Top