درس مارس

خلق الخلاف بين محطة (راديو مارس) وجزء من جمهور فريق الرجاء البيضاوي، الحدث على الساحة الوطنية، كما أثار القيام بوقفة احتجاجية أمام مقر المحطة الكثير من ردود الفعل، بين مؤيد ومعارض، مع شبه الإجماع على أن تدبير الاختلاف يتطلب الكثير من الحكمة والتروي، وعدم الانسياق وراء دعوات “التهييح” والقيام بسلوكات انفعالية لحظية غير محسوبة العواقب.
إلا أن المثير في الحدث، هو صدور بلاغين منفردين ومتزامنين للجمعية المغربية للصحافة الرياضية والرابطة المغربية للصحفيين الرياضيين، في إطار التفاعل مع موضوع شائك يصعب تناوله بكثير بتجرد وحيادية.
إلا المثير في هذا الإطار، هو انزعاج البعض من مضامين البلاغين المذكورين لالتقائهما في الكثير من النقط، حتى ساد الاعتقاد أن الأمر يتعلق ببلاغ مشترك وموحد بين الجمعية والرابطة، وكأن الأمر يعد سابقة في تاريخ العلاقة بين المؤسستين اللتين كانتا تجمعهما اتفاقية عمل مشترك وموحد، ‘لا أنها توقفت لأسباب لا مجال للرجوع لها الآن.
ما صنفه البعض ضمن خانة “انصر أخاك ظالما أو مظلوما”، كلام غير صحيح، إذ يصنف في الواقع خروجا عن النص، لأن الصحفي مبدئيا مطالب بالتضامن مع زميل له، على أساس احترام أخلاقيات المهنة، وتقدير دور باقي المتدخلين، وهذا لا يلغي أن الصحفي ليس منزها عن الخطإ أو غير مسؤول في عمله.
وفي نظر البلاغين، فإن اعتذار لينو باكو كاف لوقف حملة الاحتجاج، والتمادي في ردود الفعل الغاضبة، وهذا لا يعني عدم اللجوء إلى القضاء أو حتى طلب تدخل “الهاكا” في حالة عدم الاقتناع بالاعتذار المقدم علانية من طرف مسؤولي المحطة.
فالمطالبة بالتهدئة وضبط النفس والحكمة، لا يمكن أن يختلف بشأنها من يسعى بصدق لنزع فتيل المواجهة، وعدم التمادي في أسلوب “التهييح” والاصطدام والمواجهة، بين ناد كبير ومحطة إذاعية رائدة في مجال تخصصها، وعين العقل أن يتدخل الحكماء لتطويق الاختلاف خدمة للمستقبل.
وبلاغ الجمعية والرابطة تضمن مضامين منطقية تصب في اتجاه الحفاظ على خط الرجعة، على اعتبار أن علاقة الرجاء و(راديو مارس) لا يمكن أن تنتهي هكذا بجرة قلم، لأن كل طرف في حاجة للآخر ، في إطار علاقة جدلية بين الإعلام والفاعل الرياضي.
نعم لبلاغي الجمعية والرابطة، خدمة لإعلام مسؤول، بصفته شريكا أساسيا في المعادلة رياضية، والمنظومة الرياضية في حاجة إلى مؤسسات تدبر بشكل مسؤول، بعيد عن أي تأثيرات خارجية، تزيغ بها عن الطريق الصحيح، وتحد من استقلالية عملها.

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top