دلائل جديدة حول أهمية تناول الخضر والفواكه لتقليل الإجهاد

الإجهاد والتوتر من مظاهر العصر الحديث، ويتسببان في قائمة لا تعد ولا تحصى من الأمراض. ضغوط الحياة اليومية وضغوط العمل تلعب دورا جوهريا في هذا الاتجاه. والإيجابي في الأمر أنه باستطاعتنا تغيير ذلك بدءا من مائدتنا.
وبات معروفا أن التوتر المستمر ولمدة طويلة يتسبب في مشاكل نفسية وجسدية خطيرة، الأكثر شيوعا هي مشاكل القلب والأوعية الدموية ومرض السكري، بالإضافة إلى أمراض أخرى مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق، وفقا لما أكدته نتائج دراسات عديدة، تحث على تخفيض مستوى التوتر. الغالبية العظمى من الدراسات التي أجريت إلى غاية اللحظة انكبت على معرفة أسباب التوتر، لكن هناك دراسات أخرى اهتمت برصد العلاقة بين التوتر والنظام الغذائي، كما هو الأمر بالنسبة لدراسة قام به فريق من الخبراء في جامعة إيديث كوال الأسترالية، ونُشرت نتائجها مؤخرا على موقع”clinicalnutritionjournal”.

نتائج مذهلة

شارك في الدراسة 8689 شخصا يبلغ متوسط أعمارهم 47 عاما تقريبا. كان عليهم الإجابة على استبيانات مستفيضة حول عاداتهم الغذائية ومستوى التوتر الملحوظ لديهم. هذا المستوى تمّ تحديده بين علامة “صفر إجهاد” وعلامة “واحد”، حيث يملأ الشخص المعني رقم واحد في الخانة المخصصة لذلك وفي حال كان يشعر بأقصى حد من الإجهاد.
أما بالنسبة للتغذية، فقد توصل العلماء إلى نتيجة مذهلة، إذ كلما زاد استهلاك الفاكهة والخضروات، انخفض مستوى الإجهاد المعلن عنه من قبل المشاركين في الدراسة. فأولئك الذين يتناولون ما لا يقل عن 470 غراما من الفاكهة والخضروات يوميا بلغ متوسط ​​الإجهاد لديهم معدل 0.27، بينما بلغ المعدل 0.30 وما فوق لدى الأشخاص الذين لا يتناولون سوى 230 غراما في اليوم – ما يعني أن الفارق بين الفئتين بحدود 10 بالمائة. ومن تم استخلص العلماء أنه وكلما زاد استهلاك الفاكهة والخضروات، انخفض مستوى التوتر بشكل واضح.

ما هو السر؟

لم يتمكن الباحثون حتى الآن من الإجابة عن السر الكامن بين الطعام النباتي وخفض مستوى التوتر والتخفيف من أعراضه، كما أن هذا السؤال لم يكن مصدر البحث من أساسه. ومع ذلك ركز الباحثون على العناصر الغذائية الأكثر فعالية في فيتامينات C و Eو B، والمعادن مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم والفلافونويدات الموجودة في أصباغ النبات. وبات واضحا لهم أن مزيجا من هذه المكونات يعمل على تكسير هرمون الإجهاد الكورتيزول. وفي ذات الوقت يعمل على رفع مستوى الهرمونات المتوازنة مثل الميلاتونين أو السيروتونين. يضاف إلى ذلك تأثير هذه الفيتامينات المركزة المضاد للأكسدة والمضاد للالتهابات، ما يقلل بالتالي، الشعور بالتوتر والإجهاد.
وتدخل الدراسة المذكورة مرحلة ثانية، سينكب فيها القائمون على رصد أنواع الفاكهة والخضروات وحتى المكسرات التي تتمتع بأكبر قدر من المزايا عندما يتعلق الأمر بتقليل التوتر.

Related posts

Top