دور النادي الرياضي ما بعد كورونا

تعود الحياة تدريجيا لإيقاعها الطبيعي والعادي، وهناك إجراءات وتدابير تعلن عنها تباعا السلطات العمومية والمصالح الصحية، وبالتالي لابد من الحرص على التطبيق الكامل لكل هذه الإجراءات ، دون استثناء أو تجاوز، كما يمنع التسرع أو المبالغة في القيام بممارسات قد تعرض حياة الناس للخطر الذي لا زال محدقا بالجميع.
فالدراسات والتوصيات الصادرة عن الهيئات الدولية والوطنية، تؤكد أن فيروس كوفيد (19) لا يمكن القضاء عليه نهائيا في الأمد القريب، والوصول إلى نسبة الصفر مسألة جد مستبعدة، قبل متم السنة الجارية، كما أن إمكانية حدوث انتكاسة أمر وارد، وكل هذه التخوفات لابد من أخذها بعين الاعتبار، تفاديا للأسوأ.
فخبراء الصحة على المستوى الدولي يتوقعون، ظهور جيل جديد من الأوبئة من فصيلة كورونا، وبالتالي فعلى العالم أن يكون مستعدا للتعامل معها، والاستفادة من الأخطاء التي ظهرت في المرحلة الأولى من التعامل مع فيروس كورونا.
من هذا المنطلق لابد من التعايش مع هذا الوباء الخطير، وذلك باحترام كل الإجراءات المتبعة، وتفادي الاختلاط واحترام مسافة الأمان، وذلك باستمرار استعمال الكمامات ووسائل التعقيم، وغيرها من الطرق والاحتياطات التي يجب أن تكون حاضرة بسلوكنا وعاداتنا اليومية.
أضف إلى ذلك الإجراءات الواجب اتباعها بالمقرات والمكاتب والمنازل والفضاءات الرياضية سواء العامة أو الخاصة، والتربية على اتباع نمط حياة سليمة، وكل هذا يجب أن يتحول إلى تربية وثقافة وسلوك يومي، ثابت غير قابل للتغيير، ولا يمكن أن التفريط فيه أبدا.
من الجانب الرياضي، لابد على الأندية الوطنية أن تحرص مستقبلا على لعب دور أساسي في هذا الجانب، من حيث تطبيق كل الإجراءات الضرورية، والقيام بالتوعية الضرورية وتحسيس المنتمين لها بأهمية الوقاية، وتعميق هذه الثقافة، مع العلم أن الفئات الصغرى والتابعين لها بمراكز التكوين والمدارس الرياضية عموما، مهيئون لتلقي هذه التربية في سن مبكر، تسمح باستيعاب سهل لهذه الأساليب وتطبيقها بالحرف، وهذه الإجراءات ربما لم يتعودوا عنها في السابق بحياتهم اليومية.
فالنادي الرياضي يجب أن يتهيأ مستقبلا للعب هذا الدور التربوي، وأن يساهم من جانبه في تكوين شخصية الطفل، الذي سيكون من بعد يافعا وشابا ورجل الغد، ومن شأنه تقديم كبيرة للمجتمع.
فهل استوعب مسؤولو الأندية الرياضية الرسالة؟

محمد الروحلي

Related posts

Top