دول أوروبية تراهن على المغرب كمحور لدعم استثماراتها التنموية في افريقيا

أكدت خمس دول بشمال أوروبا رغبتها الأكيدة في  الانخراط في المسار التنموي الذي يسلكه المغرب وذلك من خلال استكشاف الفرص المتاحة  لدعم استثمارات مقاولاتها وكذا لجعل من المملكة بوابة للانفتاح على باقي البلدان  الإفريقية.
 وقد تم التعبير عن ذلك في لقاء تفاعلي بادرت سفارة الدانمارك إلى تنظيمه مؤخرا بمقر الاتحاد العام لمقاولات المغرب بالدار البيضاء، مؤكدة من خلاله عزمها  إلى جانب كل من النرويج وفنلندا وإيسلندا والسويد في الاستفادة سواء من المؤهلات  والكفاءات التي يحظى بها المغرب وكذا من موقعه الجغرافي كنقطة وصل وجسر محوري بين  ضفتي أوروبا وإفريقيا.
 وفي هذا الشأن، أشار يوغن مولد، سفير الدانمارك الجديد المعتمد بالمغرب،  إلى أن المتوخى من هذا اللقاء يكمن في فسح المجال لتبادل الأفكار والمعلومات مع  مختلف الفاعلين الأفارقة حول الدور الفعال والمحوري الذي يمكن أن يضطلع به المغرب  من أجل استقطابه لاستثمارات المقاولات الأوروبية المعنية ومن خلاله نحو إفريقيا،  مع التفكير في خلق مجالات للتشبيك في إطار مقاربة تشاركية مع نظيراتها المغربية  وذلك إسهاما في تعزيز علاقات التعاون فيما بينها.
 وأعرب عن إعجابه بالاستراتيجية الطموحة التي تعتمدها المملكة خاصة في مجال قطاع  الطاقات المتجددة الذي يمكنه أن يكون موضوع شراكة متينة تجمع بين مختلف مقاولات  البلدان الرائدة في هذا المجال على مستوى الضفتين.
 من جهته، أبرز عبدو سوليي ديوب، رئيس لجنة إفريقيا وجنوب جنوب لدى  الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن هذه البادرة تؤكد بشكل ملموس الأهمية القصوى  التي يحظى بها المغرب في ظل الرغبة المعبر عنها من قبل العديد من دول العالم والتي  تراهن على استكشافها لسوق القارة السمراء وكذا لنسج وتعميق علاقات الشراكة القائمة  بين مختلف مكونات القطاع الخاص.
 واستعرض، بالمناسبة، سلسلة من القطاعات التي تنشط فيها هذه الدول الخمس والتي  بإمكانها أن تكون مشروع استثمارات مشتركة من قبيل قطاع الصحة والصيدلة والطاقات  المتجددة وغيرها من الاوراش التنموية الكفيلة بدعم البنيات التحتية وتحقيق التنمية  المستدامة.
 وأشار مؤطر اللقاء عبد اللطيف بندحمان، المدير العام لمكتب الدراسات  والاستشارات في إفريقيا، في تصريح للصحافة، إلى أن اختيار هذه الدول للمغرب نابع  من قناعتها بدوره المحوري الذي أرسى دعائمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من  خلال زياراته المتعاقبة للبلدان الإفريقية التي تكن للمملكة كامل التقدير  والاحترام.
 وأضاف أن هذه العلاقة الطيبة القائمة بين المغرب وباقي مكونات القارة السمراء  هي التي ستتيح المجال الأمثل للتعاون بين مقاولات هذه الأخيرة وباقي مقاولات كل من  الدانمارك والسويد وإيسلندا والنرويج وفنلندا في إطار معادلة رابح – رابح، مبرزا  أنه بالإمكان أن تشمل مواطن الشراكة قطاعات أخرى من قبيل الصناعات الغذائية والصيد  البحري وحماية البيئة، ما سيفرز مستقبلا المزيد من فرص الشغل.
 وخلص إلى أن هذا اللقاء التمهيدي، الذي حضره عدد من السفراء والفاعلين في عالم  المال والأعمال، بإمكانه أن يشكل الحجر الأساس لانعقاد لقاءات رسمية على أعلى  مستوى من أجل العمل على تجسيد مطامح رغبات الدول المشاركة، والتي بإمكان المغرب أن  يضطلع فيها بدور ريادي.

Related posts

Top