“دونور ” يا مرعبهم…

أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) بصفة رسمية، عن احتضان مركب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، للمباراة النهاية لعصبة الأبطال الإفريقية لسنة 2022.

جاء ذلك بعد الكثير من التفاعلات والضغوطات والمشاورات، بخصوص المكان الذي سيحتضن هذا الموعد القاري الهام، وهو الأمر الذي جعل (الكاف) في موقف جد حرج، اضطر معه المكتب التنفيذي إلى اللجوء للتصويت للحسم في مسألة الاختيار.

حدث هذا، قبل أسبوع من موعد إجراء مقابلتي إياب الخاص بنصف نهاية العصبة، إلا أن الصراع اشتد مباشرة بعد التعرف على نتيجتي الذهاب، وذلك بتحقيق الأهلي والوداد معا لفوزين كاسحين، الأول على حساب وفاق سطيف الجزائري بأربع إصابات لصفر بسطاد القاهرة، بينما عاد الوداد بانتصار من لواندا أمام  بيترو أتلتيكو الأنغولي بثلاثة أهداف لواحد.

 بعد هاتين النتيجتين الهامتين، صعد الجانب المصري من لهجته، رافضا إجراء المباراة النهائية بالعاصمة الاقتصادية للمغرب، بحضور متوقع للوداد كطرف في هذه المباراة النهائية، مع أن الفريق المصري، سبق أن فاز السنة الماضية باللقب على أرضية نفس المركب، وكان على حساب الفريق الجنوب أفريقي كايزر تشيفز.

وجاء اختيار “سطاد كازا” بعد منافسة غير متكافئة مع الملعب الجديد بالعاصمة السنغالية دكار، وبالرغم من بنياته الحديثة، وطاقته الاستعابية الكبيرة، إلا  أن مميزات أخرى، لوجستكية وأمنية وتنظيمية وتاريخية، رجحت كفة مركب محمد الخامس، لاستضافة أهم منافسة على الصعيد القاري، بعد كأس إفريقيا للأمم “الكان”.

تركزت دفوعات الجانب المصري في معارضته بمبرر الحياد، نظرا لاحتمال تواجد بطل المغرب كطرف في النهائي، إلى درجة جعلت الفراعنة، يشنون حملة قوية على (الكاف)، والترويج لخيار إجراء النهاية بقطر ، وهو ما نفته بسرعة السلطات القطرية، مؤكدة أن الاتحاد الإفريقي، لم يتصل بها نهائيا، ولا علم لها بهذا القرار.

والأكيد أن الهجوم الشرس الذي مارسه الأشقاء المصريون، حول قرارا كان من الممكن أن يكون عاديا، إلى ما يشبه مواجهة مفتوحة، فضل الجانب المغربي من جانب الحكمة والاتزان، عدم الدخول فيها، تقديرا لدور “أم الدنيا” واحتراما للعلاقات، بين الشعبين الشقيقين.

وفي الأخير اعتبر القرار الذي جاء بعد عملية اختيار حر ، انتصارا للحضور المغربي على مستوى أجهزة القرار بجهاز (الكاف)، والدور اللافت الذي يلعبه رئيس الجامعة الملكية المغربية القدم فوزي لقجع، والمكانة التي يحظى بها داخل دواليب الاتحاد القاري،  ليكرس بذلك، وبشكل لافت، درجة التقدير العالية التي يتمتع بها المغرب، بفضل السياسة المتوازنة التي يقودها جلالة الملك محمد السادس على جميع المستويات.. عربية افريقية وحتى دولية…

ننتظر مقابلة الجمعة القادم ضد بيترو أتلتيكو،  لتكريس تفوق الذهاب، أمام جمهور سيكون قياسيا بدون أدنى شك، وبعد ذلك يتم الإعداد لمواجهة قوية ضد الأهلي بالملعب الذي أصبح بالفعل يرعب الخصوم، وما الحرب الشرسة التي قادها جانب من الإعلام الإعلام المصري المتعصب، إلا دليل على أن  “دونور” أصبح يرعب الكبار قبل الصغار…

محمد الروحلي

Related posts

Top