ديربي كورونا والتقاء الطموحات

يلتقي، يومه الخميس، على أرضية مركب محمد الخامس، فريقا الرجاء والوداد البيضاويان، في ديربي جديد يصطلح عليه بنسخة “ورونا” لكونه يأتي وسط أجواء وباء “كوفيد-19″، وفي ظل الإجراءات الاحترازية لمكافحة الفيروس، الشيء الذي حتم إجراؤه في غياب جمهور الناديين.
غياب الجمهور يعد بالفعل خسارة كبيرة للفرجة والمتعة والإثارة وللمداخيل، وهي مميزات تحضر عادة في مثل هذه المناسبات الكبيرة، والديربي تعود دائما على الأجواء الحماسية والحضور الجماهيري الكبير، إلا أن الظروف الاستثنائية والقاهرة، تحول هذا الموسم دون حضور الطقوس الرائعة التي جعلت من الديربي البيضاوي، واحدا من أحسن الديربيات على الصعيد الدولي.
إلا أن هناك جوانب ايجابية أخرى تحضر في الديربي الرابع هذا الموسم، بعد لقاء الذهاب بالبطولة، والمواجهة المزدوجة في كأس محمد السادس، فموعد يومه الخميس، يأتي وسط اشتعال المنافسة بين الغريمين التقليدين، إذ تحتل الرجاء مقدمة الترتيب، بفارق نقطة واحدة فقط عن الوداد، وبنفس عدد المباريات، بأربعة وعشرين مباراة لكل فريق.
التقاء الطموحات والتقارب في الترتيب العام، يجعل المواجهة نارية على بعد دورات معدودة من انتهاء هذا الموسم الاستثنائي في كل شيء، والأكيد أن احتدام الصراع يجعل من المباراة مفتوحة على كل الاحتمالات.
فالرجاء الذي غاب عن منصات التتويج منذ عدة سنوات، يرى في هذا الموسم فرصة كبيرة لمعانقة اللقب الذي افقده منذ سنة 2013، إلا أنه يصطدم بطموح الوداد الراغب في الحفاظ عن اللقب الذي يوجد بحوزته، منذ الموسم، وهو الثالث له في ظرف خمس سنوات.
هذا المعطي يزيد من ثقل المسؤولية بالنسبة للفريقين معا، خصوصا الوداد الذي يعيش على إيقاع التغيير المحدث أخيرا بإدارته التقنية، بعد الاستغناء المفاجئ عن الإسباني خوان كارلوس غاريدو، وتعويضه بالأرجنتيني ميغل أنخل غاموندي، بينما يحافظ الرجاء على استقراره التقني بقيادة جمال السلامي، وهو ما يمنحه نفسا إيجابيا في مواجهة خصم عنيد، يمر بمرحلة غياب الثقة وعدم الإقناع في اغلب مبارياته.
ننتظر الكثير من هذه المواجهة المرتقبة، كما نترقب أن تستوفي كل الشروط المطلوبة من قمة كروية حقيقية، والمؤمل هو أن يقدم الفريقان مستوى لافتا يليق بقيمتهما وتاريخهما وقاعدتهما الجماهيرية العريضة.

محمد الروحلي

Related posts

Top