ديمقراطية التوافق…

تحققت كل الأهداف التي راهن عليها المغرب، وهو يحتضن الدورة الـ43 للجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، إلا أن الوصول إلى ذلك لم يكن من السهل الوصول إليه.
وحرص الجانب المغربي على الوصول إلى التوافق بين مختلف الأطراف، عن طريق الإقناع والنقاش المعمق، والتأثير الايجابي على الأصدقاء، وتقريب وجهات النظر، حتى لو طلب الأمر الضغط للحصول على تنازلات، تقود إلى هذا التوافق الذي غاب عن أسرة كرة القدم الإفريقية.
تحرك المغرب كان ضروري قصد ضمان إنجاح مؤتمر الرباط وجعله، قبلة لكل الأفارقة، ومحطة تدخل التاريخ من بابه الواسع، بالنظر للنتائج التي ستسفر عنها، وهذا المطمح مسألة ايجابية، لا تلغي أبدا مبدأ احترام الديمقراطية.
لم يكن من المقبول أن يأتي كل الفرقاء للرباط دون ضمان أرضية توافق، وتقديم ضمانات النجاح المطلوب، وهذه مسؤولية المغرب التاريخية، مع العلم أن هناك أطرافا لم تكن ترغب في تحوله إلى أرض للإجماع الإفريقي، بمباركة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».
لم تكن هناك أية ضمانات كافية لنجاح محطة الرباط، دون الأخذ بزمام الأمور والتحكم في مجريات أشغال المؤتمر، والدفع في اتجاه التوافق، بحضور أكثر من خمسين دولة، وهو عدد كبير يتطلب الكثير من الاشتغال داخل الكواليس، وضبط التحركات، خاصة الأطراف المناوئة، التي لا تنظر بعين الرضا، لكل هذه النجاحات التي يحققها المغرب بالعديد من القطاعات، وجاءت كرة القدم لتنضاف إلى هذه المجالات التي أصبحت جد مؤثرة، في انتظار أن تستفيق باقي الجامعات، خصوصا التي تصنف بالنافذة، من غيبوبتها وسباتها العميق.
كان رهان المغرب هو تفادي تحول مؤتمر الرباط إلى محطة لتصفية الحسابات والصراعات، وهو ما يقود مباشرة للفشل الذريع، وهذه النتيجة كانت لتعتبر قاسية جدا، ولا تليق بقيمة المغرب وسمعته وقيمة الاستثمارات المهمة الذي خصصها لإفريقيا.
وبالتالي، فإن الذين كانوا ينتقدون طريقة التحضير القبلي، والدخول في توافقات، بدعوى عدم احترام الديمقراطية، والابتعاد عن طبخ مسبق للأشغال، يبقى رأيا غير موضوعي وغير واقعي تماما، والدليل على ذلك النتائج الباهرة التي تحققت، وإجماع كل الأطراف على نجاح محطة الرباط، ومستوى التصريحات التي أعقبت المؤتمر، والإشادة غير المسبوقة بالدور الريادي الذي لعبه المغرب في كل المراحل.
وهذه المكانة التي لا يمكن الجدال فيها، تم الوصول إليها بعد استثمار جيد للإستراتيجية الموفقة التي خططت لها أعلى سلطة بالمملكة المغربية.
«برافو» وهنيئا لكل هذه النجاحات، وعلى الانتصارات دائما نلتقى…

>محمد الروحلي

Related posts

Top