دينامية غير مسبوقة

أجريت، زوال أول أمس الأربعاء، بنواكشوط، قرعة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم لأقل من 17 سنة التي يستضيفها المغرب ما بين 13 مارس القادم إلى غاية 31 منه. وستقام مباريات ته البطولة في مدن الرباط والمحمدية والدار البيضاء، بمشاركة 12 منتخبا.
ووضعت هذه القرعة المنتخب الوطني المغربي في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات أوغندا وزامبيا وكوت ديفوار، على أن تجمع المباراة الافتتاحية بين المنتخب الوطني المغربي ومنتخب أوغندا يوم 13 مارس.
إذن، فبعد دورة “الشان” بالكامرون، ودورة أقل من 20 سنة التي تجرى أطوارها حاليا بموريتانيا، ستتجه الأنظار على منافسات فئة أقل من 17 سنة أو ما كان يصطلح عليه في السابق بفئة الفتيان، على أن تتبع بعد ذلك مجموعة من البطولات العربية والقارية التي ستنظم بمجموعة من المدن المغربية، دون أن ننسى المؤتمر الانتخابي التي ستعقده “الكاف” بمركز محمد السادس يوم 12 من شهر مارس القادم.
كما ينتظر أن يدخل منتخب الكبار بمعسكر تدربيي تحت قيادة المدرب وحيد خاليلوزيتش، استعداد لتكملة تصفيات كأس إفريقيا للأمم، وبعدها إقصائيات مونديال قطر 2022.
نشاط مكثف واستحقاقات متتالية تعرفها كرة القدم الوطنية، الشيء الذي يؤكد على الدينامية العالية التي دخلتها خلال السنوات الأخيرة، الكل يشتغل والكل منهمك، سواء بالمشاركة باستحقاقات قارية، أو القيام بمعسكرات تدريبية مغلقة بمركز محمد السادس، كما هو الحال بالنسبة للمنتخب النسوي المقبل على مشاركة بكأس إفريقيا بالمغرب.
فمباشرة بعد انتهاء منتخب أقل من 20 سنة، سيتم التركيز على منتخب الفتيان المطالب هو الآخر بالظهور بمستوى لافت والمنافسة على اللقب القاري، وهو مطلب ملح على اعتبار أن البطولة ستجرى بالمدن المغربية، وهي فرصة جد مواتية للظفر بهذا اللقب لأول مرة في تاريخ كرة القدم الوطنية التي لم يسبق لها أن حازت على التتويج بهذه الفئة.
وكما هو الحال بالنسبة لباقي المنتخبات، فإن الفتيان يحظون هم كذلك برعاية خاصة واهتمام متزايد، على اعتبار أن هذه الفئة هي المستقبل، وأي تألق في هذه السن المبكرة، يعتبر أكبر ضمانة للمستقبل.
دينامية كبيرة تقودها جامعة كرة القدم، وفق تخطيط محكم وبرامج محددة، ضمن استراتيجية موحدة تنصهر داخلها كل المكونات، منظومة تقنية برؤية واضحة، تحت إشراف الإدارة التقنية الوطنية بكل تفرعاتها الممتدة بكل الجهات.
استراتيجية معززة بتوفر الإمكانيات الضرورية والتجهيزات الأساسية، تعتبر الأقوى والأفضل على الصعيد القاري، كما شهد بذلك رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جاني إنفانتينو، خلال الكلمة التي ألقاها مباشرة بعد وصوله للمغرب صباح يوم الأربعاء.
إنفانتينو أكد أن “الفيفا” تعول كثيرا على المغرب لتطوير كرة القدم الإفريقية، وهو رهان مبني على معطيات ودلائل ملموسة ومصداقية في التعامل وتوفر الكفاءة، سواء من حيث التجهيزات المتطورة أو الإمكانيات المالية، وتوفر الموارد البشرية المجربة، ووجود أطر تقنية جد متمرسة.
ونحن نتحدث عن النشاط المكتف وغير المسبوق لجامعة كرة القدم، يمكن أن نتساءل عن وجود باقي الجامعات الرياضية التي تعيش الغالبية العظمى منها في سبات عميق، كما أن البعض منها يكتفي بأنشطة شكلية متقطعة، يقال إنها تقام عن بعد خوفا من انتشار وباء كورونا، لكنها في الواقع تبقى أنشطة بعيدة كل البعد، عما هو مطلوب ومنتظر منها، خاصة بالنسبة للجامعات التي تتوفر على إمكانيات مهمة، وما كورونا إلا تبرير للتقاعس وعدم القيام بالواجب.

>محمد الروحلي

Related posts

Top