ذكرى تأسيس الدفاع

احتفل فريق الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم، الأسبوع الماضي، بالذكرى الرابعة والستين لتأسيسه. مناسبة حاولت إدارة النادي الدكالي إعطاءها المكانة التي تستحقها، رغم ظروف الحجر الصحي، وحالة الطوارئ المطبقة على الصعيد الوطني.
في ظل هذه الظروف الاستثنائية، لجأ مسؤولو الفريق إلى الاستعانة بتقنيات التواصل عن بعد، حيث خصصت فترات مهمة، للحديث عن حقب من التاريخ، واسترجاع أهم اللحظات التي ميزت مسيرة النادي طيلة أكثر من ستة عقود، شهدت عطاءات مهمة، خاصة على مستوى إنجاب لاعبين متميزين دافعوا بسخاء عن القميص الوطني بجل الفئات، كما تم تخصيص حيز مهم لتقديم شهادات لمجموعة من المدربين الذين تعاقبوا على قيادة إدارته التقنية.
فالذاكرة لا زالت تحتفظ بصولات نجوم كبار أنجبتهم مدرسة الفريق الجديدي، دافعوا بسخاء عن القميص الوطني، وكانوا في مستوى هذه المهمة الوطنية، كالشياظمي، وزير، كريمو، يغشا، الشريف، بابا، أمان الله، حليم، الرياحي…واللائحة طويلة، إذ لا يتسع المجال حاليا لذكر كل الأسماء التي حافظت للفريق على حضور متميز على الصعيد الوطني.
إلا أنه طيلة هذا التاريخ الطويل، لم يستطع الفريق تحقيق ألقاب تغني رصيده، والذي لا يتضمن إلا لقبا وحيدا، ألا وهو الفوز بكأس العرش، غير ذلك، فالخزينة جد فقيرة، الشيء الذي لا يليق بتاريخه، وهذا هو الرهان المفروض أن يشتغل عليه المسؤولون الحاليون، حيث تحول أمر المنافسة على البطولات والألقاب إلى مطلب ملح للجمهور.
صحيح أن التسيير الحالي يتميز بنوع من التوازن، والحرص على تدبير عقلاني يراعي إمكانياته، والتخطيط لمستقبله وفق ما هو متوفر من موارد مالية، بعيدا عن أية مغامرة او ركوب المجهول، وتفادي أية نتائج عكسية، او الزج بالفريق وسط دوامة من المشاكل والأزمات.
إلا أن هذا التوازن المطلوب من المفروض أن ينعكس على نتائج الفريق، وذلك بالمنافسة على تحقيق الألقاب، وإلا ما الفائدة من كل هذا المجهود على المستويات الإدارية والمالية والتقنية، إذا لم يمكن من ركوب التحدي، والمنافسة على أعلى المستويات، والدخول لصنف المتوجين الكبار.
هذا التذكير بالجانب السلبي في تاريخ النادي الدكالي الأول، لا يسمح أبدا بإلغاء حضوره اللافت طيلة عقود من الزمن، إذ ساهم بفعالية في إغناء رصيد كرة القدم الوطنية، كما أعطى أيضا كبار المسيرين بمختلف الأجيال، وهذه أيضا من الخاصيات التي تحسب له بميزة حسن جدا.
هنيئا للجديديين بذكرى تأسيس ناديهم، وكل الأمل أن يتمكن في الأمد القريب من تحقيق نتائج تلبي طموح جمهوره الغيور الذي يرغب في مشاهدة فريقه يتجاوز حالة استعصاء لازمته طويلا.

محمد الروحلي

Related posts

Top