رحلة المعنى

هاجر

يعد البحث عن معنى الحياة من أكثر المواضيع الشائكة دراسة في علم النفس، علم الاجتماع، الفلسفة والدين و غيرها من المجالات…
ماذا أفعل بحياتي؟
أية طريق أسلك؟
كيف أكسب حياتي معنى؟
الكثير من الأسئلة الغير مريحة التي تتبادر إلى أذهاننا فنصدها بكل ما أوتينا من قوة. لأن الإجابات تتوجه كالخنجر مباشرة نحو النقد الذاتي القاسي. ذلك الانعكاس العميق لفوضانا الداخلية و رغباتنا الداخلية التي لا تجد مجالا للخروج و لا نتمكن بدورنا من إيجادها، كل ذلك يضعنا أمام حقيقة أننا عاجزون تماما عن التغيير.
كتب الفيلسوف رضا مغداسي التالي: «بالإضافة إلى الرغبة في البقاء على قيد الحياة، بعيدًا عن البحث عن الملذات، يتحرك الإنسان بقوة مماثلة تدفعه إلى تحقيق ذاته، وإعطاء معنى لوجوده لقاء حياة كاملة أكثر. ولأن العيش وحده لا يكفي، فهو يريد الشعور بالعيش الكريم..»
نشعر أحيانا وكأننا لسنا كما ينبغي أن نكون، لا نقدم كل ما يمكننا تقديمه.. نشعر أننا دائما مقصرون.. نشعر أننا لسنا بعد في المكان المناسب..  و رفضنا للاستسلام إلى عبثية الحياة الميكانيكيةهاتهيدفعنا إلى الخوض في غمار البحث عن المعنى..
يمكن أن يؤدي غياب المعنى إلى مشاكل عقلية خطيرة مثل الاكتئاب والإدمان والانتحار. على عكس الفلسفة والدين، لا يصوغ علم النفس تأملات عالية حول معنى الحياة ولا يقدم توصيات أخلاقية.في علم النفس، السؤال ليس ما إذا كانت «الحياة لها معنى». بناء على الدراسات التجريبية، يصوغ علم النفس مقترحات تكشف في ظل أي ظروف يجد الناس أن الحياة اليومية تستحق العيش فيها.
يكمن المعنى أساسا في الشخص الذي يفسر و يقيم موقفا معنا، وليس الظروف. هذا هو السبب في أن الأشخاص الذين يواجهون القيود لا يتمتعون بالضرورة بحياة ذات مغزى أقل من أقرانهم الأكثر حظا. تكشف المكونات المعرفية والتحفيزية والعاطفية التي تشكل الشخصية أيضًا الآليات التي يمكن للناس من خلالها تطوير قابلية التأثر بالمشاكل المتعلقة بإيجاد المعنى.
الإثارة، المعنى، والمتعة… الجميع يركض وراء نموذج مثالي في الحياة. لكن وراء الأهداف المعلنة تكمن دوافع غير واعية يمكن أن تحول البحث إلى اندفاع مجنون. على كل واحد أن يجد حافزه من أجل العثور على الإيقاع الصحيح.

بقلم: هاجر أوحسين

الوسوم ,

Related posts

Top