رحيل أيقونة الأغنية الشعبية المغربية حميد الزاهير

بعد معاناة طويلة من مرض عضال، توفي أمس الاثنين، المطرب الشعبي حميد الزاهير عن سن يناهز الثمانين عاما. ويعد الراحل من بين الأصوات الغنائية التي كرست أسلوبا خاصا في الأداء الغنائي والموسيقي، وانتقاء الكلمة المعبرة التي تترجم حالات مرتبطة بالمعيش اليومي وبالعلاقات الإنسانية في مختلف تجلياتها. كانت تجربته الغنائية تتميز بعزفه المتفرد على آلة العود وأدائه الغنائي الرقيق، مرفوقا في الغالب بفرقتين: (رجالية ونسائية) تعقبان عليه بأصواتهما وتصفيقاتهما ورقصاتهما المتجذرة في الإيقاع المراكشي الخاص، مؤلفين بذلك مشهدا مسرحيا شديد التناغم.
وكان لنصيب المرأة حضور قوي في ربرتواره الغنائي الذي تواصل على امتداد أربعة عقود على الأقل. وتعد سنوات الثمانينات والتسعينات من أغزر فترات إنتاجه الغنائي، كما أنه أحيى العديد من الحفلات الغنائية داخل الوطن وخارجه، وانتشرت أغانيه على نطاق واسع، ومن بين هذه الأغاني، نستحضر على الخصوص: “للا فاطمة” التي تحتفي بالمرأة، كما هو حال العديد من أغانيه الأخرى، مع العلم أن الأغنية المذكورة تم وضعها لجنيريك مسلسل تلفزيوني شهير، حمل نفس العنوان. لم تقتصر التجربة الغنائية للراحل حميد الزاهر على الجانب العاطفي، بل كانت له صولات وجولات في أغراض غنائية متعددة، منها ما له علاقة بتمجيد الوطن وملكه، ومنها ما يعكس الوضع الاجتماعي للمواطن المغربي، إلى غير ذلك من المواضيع. لم تخل العديد من أغانيه من طابعها الساخر، لنلاحظ كيف أنه سخر من الإنسان الذي يكلف نفسه ما هو فوق طاقتها: “آش داك تمشي للزين، وأنت رجل مسكين، والزمن يغلبك في الحين، ما عرفتيش آش داني، درتها بيدي وعلاش ما نخمم..” إلى آخر الأغنية. مما لا شك فيه أن التجربة الغنائية للراحل حميد الزهير تشكل جزءا أساسيا من تراثنا الغنائي الذي لا بد من الحفاظ عليه وتوثيقه لتطلع عليه الأجيال المقبلة وتحذو حذوه.

عبد العالي بركات

Related posts

Top