رفض ترامب مساعي إصلاح الشرطة قد يرفع وتيرة الاحتجاجات

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الاثنين، المساعي الرامية لإصلاح الشرطة بعد استبعاد الانتقادات التي طالت رجال الأمن مؤكدا أن غالبيتهم “عظماء”.
وتعهد ترامب بالمحافظة على التمويل المخصص لإدارات الشرطة في الولايات المتحدة وسط دعوات متزايدة تطالب بتخفيضات هائلة لميزانيات قوات إنفاذ القانون.
ويأتي تفاعل الرئيس الأميركي بعد أن أصبح المتظاهرون يهتفون بضرورة إصلاح الشرطة ووضع حد لوحشية رجالها وذلك في أعقاب وفاة جورج فلويد بعد احتجاز الشرطة له في مينيابوليس نهاية الشهر الماضي.
وقال ترامب في اجتماع لمسؤولي وكالات إنفاذ القانون الاتحادية والمحلية في البيت الأبيض “لن يكون هناك خفض للتمويل، ولن يكون هناك تفكيك لشرطتنا».
وأضاف الرئيس الجمهوري «نريد التأكد من أنه لا يوجد أي أعضاء سيئين هناك.. لكن 99 في المئة منهم عظماء».
كما استمات ترامب في الدفاع عن الشرطة لاسيما أداء رجالها خلال المظاهرات التي عمّت الولايات المتحدة.
ولمح ترامب، الثلاثاء، إلى أن المتظاهر السبعينيّ الذي أصيب بجرح في رأسه لدى سقوطه أرضا بعدما دفعه شرطيان في ولاية نيويورك قد يكون لفّق الحادث.
كايلي ماكيناني: ترامب فزع من التحرك المطالب بخفض تمويل الشرطة
 وأثار مقطع الفيديو الذي صور خلال تظاهرة الأسبوع الماضي في مدينة بافالو احتجاجا على عنف الشرطة ضد السود، موجة استنكار في الولايات المتحدة.
ويظهر فيه شرطيّان يدفعان رجلا في الـ75 من العمر يدعى مارتن غوجينو فيما يقف وحيدا أمام قوة من عشرات العناصر، فيسقط أرضا ويرتطم رأسه بقوة بالرصيف.
ويفسح غضب المحتجين على وفاة فلويد (46 عاما) في 25 مايو الطريق لتحرك متنام لجعل قضية فلويد نقطة تحول في العلاقات العرقية والشرطة، فيما يدعو بعض المحتجين وبعض الديمقراطيين المتحررين إلى خفض ميزانيات الشرطة.
ولكن الديمقراطيين المعتدلين نأوا بأنفسهم عن الاقتراح، ومن بينهم جو بايدن المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة.
ويرى مراقبون أن هذه القضية تحرج ترامب بشكل أكبر في وقت يسعى فيه إلى النجاح في معركة إعادة الانتخاب التي من المتوقع أن تجري نوفمبر المقبل.
ويشير هؤلاء إلى إمكانية أن يؤدي رفض ترامب لإصلاح الشرطة إلى تأجيج الاحتجاجات في الشارع الأميركي الذي لم يتخلص بعد من حالة الغليان التي يعيش على وقعها بسبب مقتل فلويد.
والثلاثاء، تجمّع الآلاف في ولاية تكساس، حيث ألقوا نظرة الوداع الأخيرة على الرجل الأسود الذي تسببت حادثة وفاته في احتجاجات عمت كل المدن الأميركية وامتدت لدول أخرى.
وقُتل فلويد بعد أن ضغط عليه شرطي أبيض بركبتيه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة ما فجّر موجة تنديد بالعنصرية في الولايات المتحدة.
ولم ينجح مثول الشرطي المتهم بقتل فلويد أمام المحكمة في إخماد الاحتجاجات الأميركية حيث رفع المحتجون خلال تشييعهم فلويد شعارات تطالب بإصلاح الشرطة.
وقال ماركوس وليامز وهو أميركي أسود من سكان هيوستن ويبلغ من العمر 46 عاما من أمام الكنيسة “أنا سعيد لأنه تلقى الوداع الذي يستحقه”.
وأضاف “أريد أن ينتهي القتل على يد الشرطة، أريد منهم إصلاح الإجراءات تحقيقا للعدالة ووقف القتل”.
وكشف أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس، الاثنين، النقاب عن مشروع قانون يهدف لمكافحة العنف والظلم العنصري الذي ترتكبه الشرطة.
ومن المقرر أن يتخذ مشروع القانون خطوات كبيرة تشمل السماح لضحايا سوء سلوك الشرطة بمقاضاتها للحصول على تعويضات وحظر تكبيل المعتقل مع الضغط على رقبته وإلزام أفراد قوة إنفاذ القانون باستخدام كاميرات تثبّت بملابسهم وفرض قيود على استخدام القوة المميتة، كما يسهل إجراء تحقيقات مستقلة مع مراكز الشرطة التي يرتكب أفرادها أنماطا من سوء السلوك.
وتهكم المحتجون على جاكوب فري، رئيس بلدية مينيابوليس في مطلع الأسبوع بعد أن أبلغهم معارضته لمطالبهم بإجراء تخفيضات في إدارة الشرطة في المدينة.
وقالت المتحدثة الصحافية باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني، في إفادة صحافية في وقت سابق الاثنين، إن ’’ترامب فزع من التحرك المطالب بخفض تمويل الشرطة”.
وأشارت إلى أن الرئيس “يدرس عددا من الاقتراحات المختلفة” للرد على وفاة فلويد، لكنها لم تقدم تفاصيل عن الإجراءات التي يدرسها.
بموازاة ذلك تتواصل الاحتجاجات المطالبة بالعدالة لفلويد في الولايات المتحدة وخارجها. وقد أحيت المظاهرات، التي استمرت الاثنين والثلاثاء بالرغم من الإجراءات التي فرضتها السلطات، حركة (بلاك لايفز ماتر) “حياة السود مهمة” ودفعت بمطالب العدالة بين الأعراق وإصلاح الشرطة على قمة أجندة السياسة الأميركية مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة في الثالث من نوفمبر.
ومن جانبه، التقى جو بايدن المرشح الرئاسي للديمقراطيين بأقارب فلويد لأكثر من ساعة في هيوستن الاثنين، وفقا لما قاله بنجامين كرامب محامي العائلة.
وقال كرامب إن بايدن الذي سينافس الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة “استمع لآلامهم وشاركهم الأسى”.
وأضاف “ترك هذا التعاطف أثرا بالغا لدى العائلة الثكلى”.
وأعادت الحادثة للأذهان قضية إريك جارنر الأمريكي الأسود الذي فارق الحياة عام 2014 بعدما خنقه شرطي أثناء اعتقاله في مدينة نيويورك.

Related posts

Top