رفض حمد الله

هل من حق أي لاعب رفض حمل القميص الوطني بعد توجيه الدعوة له من طرف الناخب الوطني؟ سؤال فرض نفسه بقوة هذه الأيام، بعد طرح حالة عبد الرزاق حمد الله، الذي رفض تلبية الدعوة الموجهة  له من طرف هيرفي رونار، استعدادا لمباراتي المالاوي والأرجنتين شهر مارس الجاري.

رونار تحمل هو نفسه مسؤولية الإعلان عن سبب غياب حمد الله، وفسر ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقال إن اللاعب هو من لم يقبل دعوته لأسباب عائلية، مستغربا في نفس  الوقت من سلوك حمد الله، ومؤكدا أنه من غير الطبيعي أن يرفض لاعب الانضمام لمنتخبه من باب الوطنية، إلا إذا تعذر فعلا عليه ذلك.

ما يقال على المستوى الإعلامي هو أن غياب هداف النصر السعودي يعود لأسباب عائلية، لكن حقيقة الأمور تقول بأن حمد الله رفض فعلا تلبية دعوة رونار لأسباب لا علاقة لها بأمور عائلية، بل إن الأمر أعطي له تفسير واحد، وهو  أن اللاعب رفض صراحة الانضمام لمعسكر الأسود، كرد فعل للتجاهل الذي عومل به من طرف المسؤول الأول عن الطاقم التقني للفريق الوطني.

فمنذ تحمل هذا المدرب الفرنسي مسؤولية تدريب النخبة المغربية، لوحظ تجاهل كلي للاعب السابق لفريق أولمبيك أسفي، والسبب الذي قيل في البداية هو عدم رغبة رونار في الاعتماد على اللاعبين الممارسين بدوريات الخليج، قبل أن يغير رأيه كليا بعد هجرة جماعية للدوليين المغاربة من أوروبا في اتجاه قطر والسعودية.

وكثيرا ما شكل تواجد حمد الله ضمن صفوف الفريق الوطني مطلبا ملحا من طرف الجمهور الرياضي، وكلما تألق ابن “القرش المسفيوي”، كُلَّما ازداد الضغط على رونار، إلا أن التجاهل كان دائما سيد الموقف، إلى درجة أن الأمر أصبح مسألة شخصية بين الثعلب والقناص.

الرأي السائد هو  أن صاحب الـ28 عاما تخلّف عنوة عن تلبية الدعوة لدواعٍ بعيدة عن الجانب الرياضي، فيما اعتبر البعض الآخر أن اللاعب رفض العودة إلى المنتخب الوطني لأسباب شخصية مرتبطة بما صدر من تعامل من طرف المدرب اتجاهه، ومخافة من كون الدعوة للاستهلاك الإعلامي المرحلي، ليتم التخلي عنه بعد تحديد اللائحة النهائية. 

حمل حمد الله القميص الوطني في 32 مقابلة، 16 منها مع المنتخب الأولمبي ومثلها رفقة المنتخب الأول، وآخر مرة حضر  فيها مع الأسود تعود لسنة 2015، أيام  كان الإطار الوطني بادو الزاكي ناخباً وطنيا، بعدها غاب حمد الله بالمرة عن كل مباريات المنتخب سواء كانت ودية أو رسمية، رغم أنه من يعد من أبرز الهدافين في الموسم الكروي الجاري، وبلغ عدد أهدافه بالدوري السعودي 22 هدفا، منها 17 هدفا في الدوري وضعته في المركز الثاني بلائحة الهدافين.

 حمد الله ترك بصمات واضحة في دوريات النرويج والصين، وقطر، وحاليا يتألق مع النصر السعودي، وغيابه عن المنتخب غير مبرر، إلا أن موقفه الأخير يجعله موضع مساءلة، هل من حقه رفض الدعوة أم لا؟  هناك تفهم للأسباب وراء سلوكه من الناحية النفسية، لكن تلبية الواجب الوطني مسؤولية وشرف، ولا يسمح بتصرف  مزاجي يتم  تصريفه لرد الاعتبار أو إرضاء كبرياء شخصي.

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top