رهانات عزيز الرجاء

في ظرف وجيز، تحول عزيز البدراوي، من محب عادي، أو متتبع حريص على رصد أهم المحطات، وسط انشغالات تكاد لا تنتهي، إلى رجل المرحلة بامتياز، في نظر فئات واسعة، المنتمية للقاعدة الجماهيرية العريضة لهذا النادي الكبير.
قبل أشهر فقط، لم يكن أحد يتحدث عن البدراوي ولم يحدث أن ربط اسمه بالرجاء، ولا حتى بكسب عضوية عادية، فبالأحرى تحمل المسؤولية كاملة، أي قيادة النادي في ظرف دقيق، ووسط تبعاث موسم شاق برهانات متعددة.
مهمة ليست بسهلة، ليس فقط من الجانب المالي الذي يبدو أن الرئيس -الجديد المحتمل إلى حين مرور الجمع العام- مستعد لها، بعد أن رفع السقف عاليا، وتخصيص منحة مغرية للاعبين بقيمة غير مسبوقة، مقابل الفوز في مباراة الديربي، على حساب الغريم التقليدي الوداد.
ففي ظرف قياسي تحول صاحبنا إلى المنقذ الذي تلتقي حوله طموحات عشرات الآلاف من الرجاويين، الطامحين إلى استعادة مسار التوهج وطنيا، عربيا، قاريا، وحتى دوليا.. الكل صدق بدون تردد، وما وعد به علانية.
ففي أكثر من خروج اعلامي، جاء الرجل محملا بطموحات كبيرة، لم يتردد في رسم معالم مستقبل أفضل، لناد مرجعي بامتياز، مخاطبا عقل ووجدان المحبين، ليحظى بالتزكية والثقة المطلقة، قبل المثول أمام المنخرطين، خلال الجمع العام المنتظر انعقاده اليوم.
قبل تحمل المسؤولية بصفة رسمية، وتكوين مكتب واللجان التابعة له، قدم البدراوي المعالم الأساسية لخارطة الطريق خلال المرحلة القادمة، مركزا على الأولويات، واهمية استعادة التوزان المالي والإداري والتقني، فاتحا آمالا عريضة، في أفق إحداث تحول جذري يطمح جمهوره للعالمية…
هناك مؤشرات يمكن أن توصف بالإيجابية، ولعل أبرزها الالتزام بإحداث تغيير في منهجية وطريق التدبير المستقبلي على جميع المستويات.
التزم بحل المشاكل العالقة، بتصفية الديون المتراكمة، وحل النزاعات وإحداث توازن مالى، والعمل على استعادة مكانة الرجاء داخل الأجهزة المشرفة على تسيير الشأن الكروي، وفتح صفحة جديدة مع الجار الوداد، بناء على الاحترام المتبادل، الروح الرياضية العالية.
كما وعد بنهج سياسة الانفتاح على مختلف وسائل الإعلام، بدون استثناء، وتطوير أساليب التواصل، وتغيير الطرق التي تم الاعتماد عليها في السابق، فيما يخص جلب لاعبين من المستوى العالي، بالاعتماد على كفاءات تقنية يشهد لها بالدراية والكفاءة، والقطع مع دور السماسرة والوكلاء المزيفين.
إنها رهانات وأوراش متعددة، ووعود صدقها الرجاويون بدون تردد، الجميع اليوم سيكون على موعدين، الأول عقد الجمع الاستثنائي، والثاني مقابلة الديربي المنتظرة أمام الوداد، والربان الجديد يعد بالفوز في المحطتين معا.

>محمد الروحلي

Related posts

Top