زهير مترجي.. هداف يولد من رحم المعاناة

لم تكن ليلة الاثنين في الدار البيضاء مناسبة لمناقشة نهائي دوري الأبطال قاريا بين الوداد البيضاوي والأهلي المصري، بل حضرت إشارات أخرى في تلك الليلة ضمنها تألق وليد الركراكي بعد عشرة أشهر عن تحمل مسؤولية تدريب الوداد في ثاني تجربة له في البطولة الاحترافية، وتألق زهير المترجي، نجم النادي الأحمر في النهائي القاري كهداف.

زهير من مواليد 4 يناير 1996 من عائلة جذورها في منطقة أولاد زيان، ضاحية الدار البيضاء، عشق كرة القدم والتحق في سن مبكر بمدرسة في منطقة الدروة، تحت إشراف المربي والمؤطر الحاج حماني، ومنها رصدته عيون تقنيين ونقله المؤطر الودادي خالد الشاكي  إلى النادي البلدي CMC، وهناك ولج مجال التباري في عصبة الدار البيضاء الكبرى لكرة القدم.

ومع النادي البلدي البيضاوي شارك في دوريات دولية للفئات العمرية الصغرى في الدانمارك والسويد وبرز هدافا موهوبا، قبل أن يحوله  خالد الشاكي إلى نادي الوداد بتوصية واختبار من مديره التقني آنذاك الإطار الوطني حسن بنعبيشة الذي يعود له الفضل في تعزيز الوداد بأسماء لامعة، اكتشفها ورصد مؤهلاتها.

وقضى زهير مترجي فترة في الوداد من 2011 إلى 2014، وفي 15 يناير 2015  شارك  في أول مباراة ضمن الفريق الأول للوداد في لقاء أولمبيك خريبكة، كما شارك في ديربي الوداد و الرجاء في أبريل نفس السنة، وسجل أول هدف له في شتنبر في المباراة التي فاز فيها الوداد على فريق الجيش الملكي (4 – 2).

وفي سن الـ 18، تلقى زهير عرضا احترافيا من نادي يوفنتوس وتعذر عليه دخول هذا العالم، كما عاش تجربة حمل القميص الوطني  لفئة أقل من 17 سنة وأقل من 20 سنة  بمستوى محترم، ورغم كل ذلك وللأسف لم ينتبه مدربون بما يملك هذا الفتى من مؤهلات، وأقنعوا الإدارة بإعارته إلى حسنية أكادير وقضى بأكادير موسم 2016- 2017 وشارك في 11 مباراة، ثم عاد إلى الوداد لتتم إعارته مرة ثانية إلى أولمبيك خريبكة لموسم 2017 – 2018، حيث شارك في 24 مباراة سجل فيها 09 أهداف.

وفي 11 يونيو 2018، أنهى زهير مترجي الاغتراب وعاد إلى الوداد، ولم يكن المسار أمامه مفروش بالورود، تحمل الكثير تحت إشراف مجموعة من المدربين مغاربة وأجانب من أجل ضمان رسميته، وآمن بقدراته وإمكانياته، قبل أن يدخل القفص الذهبي في سن 21 سنة ورزق بمولودة اختار لها إسم “جنة” مما ساعده على الاستقرار.

وإستمر الولد في الإجتهاد وتحمل المعاناة ويتذكر المتتبعون في فبراير 2020-الدورة 16 في الدوري الإحترافي، وكيف واجه زهير تهمة رمي قميص الوداد عند هزيمة الفريق في لقاء الدفاع الحسني الجديدي (1-0)، وقرار إدارة الوداد بإلحاقه بفريق الأمل ومعاقبته من لدن الجامعة بالتوقيف لمباراتين مع غرامة مالية 1000 درهم.

ويبدو أن إلتحاق المدرب وليد الركراكي ساعده على التشبث بالطموح ومطاردة فرصته خاصة، وأن المدرب يعتمد التدير في تشغيل عناصر التركيبة البشرية مما جعله يدخل مرحلة جديدة في المسار.

وتابعنا المردود الفني لزهير مع المدرب الركراكي وكيف تمكن من فك لغز النهائي بإرسال الكرة إلى مرمى محمد الشناوي حارس الأهلي المصري في مناسبتين د 18 و48، موقعا قرار الفوز والتتويج، كما تم اختياره أفضل لاعب في اللقاء.

وينتظر أن يقدم الولد مردودا أرفع خاصة، وأنه ترجم توفره على إمكانيات كبيرة وشهية مفتوحة للتهديف وزهير المترجي، يبرز في ليلة الكأس نموذج الهداف الموجود والمدفون في عناصر كثيرة تنتظر من يرعاها..

  محمد أبو سهل

تصوير:  احمد عقيل مكاو

Related posts

Top