زيدان لإنقاذ بيريز

بعد تسعة أشهر من مغادرته نادي ريال مدريد الإسباني، عاد الفرنسي زين الدين زيدان، للقلعة التي حقق معها مجده الكروي كمدرب، بعدما نال كل شواهد الاستحقاق كلاعب استثناني، ميز حقبة مهمة من تاريخ كرة القدم العالمية، فاز بكأس العالم مع المنتخب الفرنسي، ودافع بسخاء ولسنوات عن ألوان أعتد الأندية وفي مقدمتها الريال وقبلها يوفنتوس الإيطالي.
رحل زيدان في قمة المجد، ليعود في دور المنقذ، بعقد يستمر حتى يونيو 2022، والهدف إعادة بناء البيت الأبيض الذي غادره مجبرا، بعد خلاف مع الإمبراطور فلورونتينو بيريز، واختلاف في جهات النظر، يومها شعر زيدان أن الريال التي وصل معها إلى القمة، لا يمكن أن تستمر بنفس القيمة، مع وجود رئيس غرته سلسلة النتائج الإيجابية، وأصبح يفكر بطريقة مختلفة، وهي أن تستمر الريال دائما في القمة.
وبالفعل صدقت نبوءة زيدان، تهاوي الصرح من أعلى إلى الأسفل، إذ غادر النادي الملكي منافسات عصبة الأبطال التي سيطر عليها في السنوات الثلاثة الأخيرة، بعد إقصاء مر أمام أجاكس أمستردام الهولندي، وحسم برشلونة مبكرا للقب الدوري الإسباني، وإقصاء من منافسات كأس الملك أمام برشلونة أيضا، ليكون بالنسبة لنادي العاصمة موسما كارثيا على جميع المستويات.
كل هذا يؤكد أن الريال بلغ مرحلة حتمية تقتضي بناء النادي الكبير من جديد، على أسس مغايرة، وإعادة النظر في كوكبة اللاعبين الذين لم يعودوا قادرين على العطاء بنفس التوهج، وتعويضهم بنجوم آخرين جاهزين يمتلكون القوة الذهنية والكاريزما والشخصية، وهى مميزات التي افتقدها النادي الكبير منذ الرحيل المفاجئ للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي كان له دور كروي ومعنوي كبير، في كل ما وصل إليه الفريق في السنوات العشرة الأخيرة.
فبعد رحيل الثنائي زيدان ورونالدو، ساءت الأمور، تغير كل شيء رأسا على عقب، ولم تعد المجموعة قادرة على مواصلة التألق محليا وقاريا، ليخيم “الفراغ” على البيت الملكي،الذي بات متصدعا من الداخل، ووجب إعادة ترميمه أو حتى بنائه من الأول.
وطبيعي أن تكون لزيدان مجموعة من الشروط للعودة إلى الريال، وهو العارف بعقلية بيريز الرئيس القوي الذي كان يفضل عودة البرتغالي جوزيه مورينيو، إلا أنه قبل على مضض عودة المدرب الفرنسي، لمعرفته المسبقة رفضه عدم التدخل في مهامه واختصاصاته، ويشترط الحصول على كامل الصلاحيات، فيما يخص الأمور التي لها علاقة بالجانب التقني والإداري.
طلب زيدان التخلي عن لاعبين أساسيين داخل الفريق، رفض جلب أسماء معينة، واشترط التعاقد مع نجوم آخرين في مقدمتهم الفرنسي كيليان مبابي.
هذه البعض من ملامح النادي الملكي الموسم القادم، ملامح يمكن الوثوق بها، بناء على نجاح سابق، يحن الرئيس بيريز إعادة تكراره لإنقاذ ولايته الثانية…

محمد الروحلي

Related posts

Top