ساركوزي في منتدى كرانس مونتانا بالداخلة: الصحراء مغربية والجزائر مدعوة لفتح الحدود وبناء مستقبل مغاربي مشترك

عبر الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، عن أسفه لاستمرار الحدود مغلقة بين المغرب والجزائر، مؤكدا على أن المغرب يتوق لفتح الحدود التي أغلقتها الجزائر منذ حوالي 25 سنة.
وأكد ساركوزي الذي كان يتحدث في حوار مباشر ضمن فعاليات منتدى كرانس مونتانا، بمدينة الداخلة، بحضور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وعدد من أعضاء الحكومة وشخصيات إفريقية ودولية وازنة، على أن إغلاق الحدود بين البلدين لا يخدم الشعبين الجزائري والمغربي، وأضاف قائلا “إن استمرار غلق الحدود بين المغرب والجزائر يعد مشكلة كبيرة”، داعيا إلى ضرورة الاقتداء بالدول الأوروبية والعمل سويا من أجل بناء مستقبل ورؤية مشتركة بین الدول المغاربیة.
وأوضح الرئيس الفرنسي الأسبق أن فتح هذه الحدود التي يتطلع إليها الجميع تقتضي العمل الجماعي من أجل بلوغ ذلك، وبلوغ الهدف الأسمى المتمثل في بلورة رؤية مشتركة ومستقبل مشترك بين الدول المغاربية، ومن أجل بناء سوق مشترك تسهل انتقال السلع والخدمات والأفراد على نطاق واسع على غرار الدول الأوروبية.
وجدد ساركوزي التأكيد على موقفه الداعم لقضية الصحراء المغربية، وقال في هذا الصدد “إن الصداقة ليست مجرد كلام أو خطابات، بل هي فعل، وحضوري هنا في الداخل هو فعل” في إشارة إلى أن تواجده في مدينة الداخلة المغربية هو دعم للقضية الوطنية، واصفا مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب لحل النزاع المفتعل بـ “الجدي” وذي مصداقية.
وأضاف المتحدث، أن مصير المنطقة مترابط، وأن على أوروبا إعطاء الأولوية المطلقة للمستقبل الاقتصادي لإفريقيا التي ستعرف نموا ديمغرافيا مهما، حيث ستصبح 2.5 مليار نسمة في أفق سنة 2050، نصفهم لن تتجاوز أعمارهم العشرين سنة، مشيرا إلى أن ذلك يقتضي من الأوروبيين وضع خطة مارشال حقيقية للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، وإيجاد سبل لمساعدة القارة الإفريقية لتطوير بنيتها التحتية بغية تنمية اقتصادها، معتبرا إياه التحدي الرئيس والاستراتيجي لإفريقيا.
إلى ذلك، فقد أكد نكولا ساركوزي أن المغرب يعتبر “قوة إفريقية” وأن عودته للاتحاد الإفريقي شيء مهم جدا بالنسبة لإفريقيا، وللمغرب الذي له دور أساسي ومحوري في الربط بين أوروبا وإفريقيا، مشيرا إلى أن المغرب يتميز بالاستقرار والانفتاح والتقدم والحداثة على الرغم من وجود بعض المشاكل التي تبقى طبيعية وعادية، خاصة بعد ما بات يعرف بالربيع العربي.
وأضاف الرئيس الفرنسي الأسبق أن المغرب استطاع القيام بـ “ثورة دستورية” بالمعنى الحقيقي للكلمة، وتمكن من تحقيق التقدم والديمقراطية والانفتاح، كما تمكن من إدماج أحزابه السياسية بمختلف توجهاتها، مما جعل منه اليوم بلدا قويا ومستقرا.

محمد حجيوي

Related posts

Top