سخاء حاتمي بالمغرب التطواني…

خلال مروره هذا الأسبوع بمحطة راديو مارس، وبالضبط برنامج المريخ الرياضي، قال رضوان الغازي، المنتخب حديثا لولاية ثانية على فريق المغرب التطواني لكرة القدم، إن العودة للقسم الأول، تطلب صرف ميزانية وصلت إلى ثلاثة ملايير ومائة مليون سنتيم.

صراحة يعد هذا المبلغ المالي كبير جدا بالنسبة لفريق يعاني من خصاص كبير، تحول هو الآخر إلى زبون دائم للجنة النزاعات، وتعدد الملفات المطروحة أمام الأجهزة المختصة، وطنيا ودوليا.

وقدم الغازي خلال نفس الحلقة تفسيرا لهذه النازلة، يتلخص في حفاظ إدارة الفريق على أغلب اللاعبين الذين مارسوا بالقسم الأول، مع الإبقاء على نفس الرواتب وقيمة المنح، الشيء الذي عجل بعودة الحمامة البيضاء لحظيرة الكبار، بعد موسم واحد من النزول للدرجة الثانية، إلا أن هذا المعطى لا يبرر صرف ميزانية، لم تتصرف فيها حتى بعض أندية القسم الأول للبطولة الاحترافية.

ففريق أولمبيك خريبكة المنتمي للقسم الأول، لم تتعدى ميزانية الموسم الماضي المليار ونصف، مع العلم أن فريق الاتحاد التوركي الذي رافق المغرب التطواني للقسم الأول، صرف هو آخر نفس مبلغ “لوصيكا”، وقس على هذه الأمثلة الكثير من الحالات، فكيف حضر كل هذا السخاء الحاتمي بالمغرب التطواني.

وعليه، وبعيدا عن أي اتهام مباشر في غياب معطيات دقيقة وأدلة دامغة، فالمؤكد أن هناك تبذير غير مفهوم تماما، تعرضت له ميزانية “الماط”،  لأن صرف أكثر من ثلاثة ملايير ببطولة القسم الثاني، وأمام فرق اغلبها يعاني الضعف المادي والتقني، يعد صراحة عملا غير مقبول، في ظل الواقع الذي يعشه فريق عريق ينشط  منطقة الشمال إلى جانب اتحاد طنجة.

والواقع أن المثال الذي جاءنا من تطوان، ليس منعزلا ولا وحيدا، فهناك الكثير من الأندية الوطنية تعاني من نفس “التهور”، وذلك بصرف ميزانية تتعدى بنسبة كبيرة حجم مداخليها، وحتى عندما يتوفر بعض الدعم حتى لو كان قليلا، فإننا نجد بعض المسيرين لا يتحفظون، ولا يقتصدون ولا يفكرون أبدا في المستقبل، بل نجد أغلبهم يتصرفون  وكأنهم ذاهبون غدا، همهم الوحيد التصرف في الميزانية، كما يحلو له، وبعد ذلك، فليكن الطوفان…

يمكن أن نقر تجاوزا، أن هناك نية حسنة في كل ما يحدث، من تجاوزات فادحة داخل أغلب الأندية الوطنية، وأنها مجرد “أخطاء” غير مقصودة، إلا أن الكثير من المعطيات الملموسة، تؤكد بلا مجال للشك، أن هناك ممارسات غير بريئة وغير مفهومة ولا تبرر، تذهب ضحيتها الأغلبية الساحقة من الأندية والفرق الوطنية كبيرها كصغيرها.

هناك تصرفات مشينة وسلوكات فادحة داخل المشهد الرياضي الوطني، أشخاص يتصرفون بكل حرية بدون حسيب ولا رقيب، ولا متابعة ولا افتحاص جدي، لابد وأن تتوفر فيه روح المسؤولية، والحفاظ على الأمانة وتقديس شرف المهنة.

ورغم كل هذه المعطيات الصادمة، والمستمدة من واقع متعفن، لازال هناك من يطرح تساؤلا أزليا: “علاش مبغاتش تقلع…”؟!

محمد الروحلي

الوسوم
Top