سقوط الوداد

لم يكن ينتظر أحد أن تكون المواجهة المزدوجة لفريق الوداد البيضاوي ضد نادي الأهلي المصري في نصف نهاية عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، سهلة ولا في المتناول، فالقوة والندية والإثارة والحضور اللافت من الطرفين، كانت دائما سمات طاغية على الدوام، والتي تعودنا عليها في أكثر من مناسبة.
إلا أن ما لم ننتظره هو أن يظهر الوداد متواضعا بهذا الشكل المريب مساء السبت وعلى أرضية ملعبه، بأداء غير مألوف صراحة، وغير مقبول أيضا من طرف فريق يعد بحق من صفوة القارة.
أخطاء بالجملة، غياب القدرة على التنافس وخوض النزالات، تفكك في كل الخطوط، ارتباك من طرف المدرب، وغيرها من مظاهر التراجع الذي عرفه أداء الوداد.
كل هذا سهل إلى حد كبير من مهمة الأهلي الذي عرف كيف يقتنص فوز سهلا وبطريقة تبدو مطمئنة، والأكثر من ذلك كان من الممكن أن تزيد النتيجة عن الهدفين لصفر، لولا ضياع العديد من الفرص السهلة وفي المتناول.
لم ينتظر الفريق المصري طويلا للدخول في صلب الموضوع فخلال الدقائق الأولى، تم استغلال خطأ فادح للاعب يحيى جبران المنفوخ إعلاميا، ليكسب السبق بهدف زاد من متاعب الوداديين، وقبل نهاية الشوط جاءت ضربة جزاء كفرصة مواتية لإحداث التكافؤ المطلوب قبل الشوط الثاني، إلا أن بديع أوك أبدع في تضييعها برعونة كبيرة، ليجهز على آمال الوداديين في العودة في النتيجة.
على نفس المنوال، جاءت تفاصيل الجولة الثانية، حيث استمر الحضور المصري بكثير من التوازن في الأداء، بينما ازداد ارتباك العناصر المغربية، ليبلغ التراجع مداه بعد تسجيل الأهلي الهدف الثاني من نقطة الجزاء.
كان إسماعيل الحداد هو العنصر الوحيد المشاكس، إلا أنه لم يقو على اختراق قوة الدفاع المصري وحارسه المتألق الشناوي، ليحصد بطل المغرب الموسم الماضي، هزيمة قاسية جدا أضعفت حظوظه في التأهيل إلى المباراة النهائية.
والغريب أن مدرب الوداد ميغل غاموندي في أول تصريح له بعد المباراة، أشار إلى أن فريقه عانى من التحكيم، والعالم كله شاهد كيف أن الحكم الزامبي سيكازوي، قاد المباراة بالشكل المطلوب، بل كان منصفا في أغلب قراراته، بما في ذلك ضربة الجزاء التي أعلن عنها لصالح الوداد، وهو سلوك غير رياضي وتغليط غير مقبول تماما، من طرف مدرب تعود اللعب على الحبال بكثير من الإتقان.
والواقع أن هزيمة الوداد لها مبرراتها وأسبابها، وجمهور الفريق يعرفها عن كتب، ودون الكثير منها من خلال تعاليق بشبكة مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أجمع الكل على أن الأسباب تعود إلى ضعف الإعداد، وكثرة التغييرات على مستوى الطاقم التقني، وجلب عدد كبير من اللاعبين دون مستوى وقيمة الوداد ورهاناته المتعددة، أضف إلى ذلك غياب الهيكلة، وعدم الوضوح فيما يخص التخصصات على جميع المستويات.
كل هذه العوامل وغيرها كثير، ساهمت إلى حد كبير في حدوث السقطة المدوية التي لا تليق بناد كبير ومرجعي كوداد الأمة، كما يحلو لجمهوره العريض أن يطلق عليه.
غاموندي قال في الأخير إن الحظوظ لازالت قائمة، وسيدافع عنها في مباراة الإياب بالقاهرة، نتمنى ذلك صادقين …

>محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top