سقوط لا يليق…

بملعب “النور”، بالعاصمة البرتغالية لشبونة، انطفأ لمعان النجوم الكبار بنادي برشلونة الإسباني، بعد الهزيمة المدوية أمام نادي بايرن ميونيخ الألماني بنتيجة مدوية (8-2) برسم دور ربع نهاية دوري أبطال أوروبا.
خسارة كبيرة أعلنت نهاية جيل من اللاعبين المتميزين. جيل قدم على امتداد سنوات طوال، كرة جميلة راقية وممتعة، كسبته مساحة واسعة من المعجبين عبر كل بقاع العام.
فالاستمرار بنفس القيمة، وبنفس الفعالية الاستثنائية أمر غير ممكن تماما، وهذه سنة الحياة. الأسماء التي أبدعت محكومة طبيعيا بالتوقف بحكم عامل الزمن، وهذا المعطى لم تأخذه إدارة النادي الكاتالوني في الاعتبار، كما لم تنتبه إلى ضرورة التفكير في مستقبل النادي.
إدارة البارصا عاكس تفكيرها حكم الطبيعية، بعدما اعتقدت أن الأسماء التي شكلت التوهج ستبقى خالدة. استحسنت إلى حد كبير إشعاع الانتصارات وعائداته المالية المهمة، وانصب تفكيرها في كيفية الاستفادة من هذه الحقبة الذهبية، دون تدبير المرحلة بأسلوب يخدم المستقبل، وضمان الاستمرارية.
لم تقدر إدارة البارصا تأثير عامل السن، كما لم تنتبه إلى أن الفريق الذي جاء للبرتغال يضم تشكيلة من كبار السن، حتى أطلق عليه كتيبة العجزة، فاللاعبون الذين فازوا بآخر لقب بعصبة الأبطال الأوروبية كان سنة 2015 ،يومها كان معدل السن مقبولا، إلا أنه بعد خمس سنوات، تحولوا إلى عجزة، غير قادرين على العطاء، بنفس الفعالية والقيمة والإبهار.
فالاعتماد المطلق على النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وانتظار المعجزات من قدميه الغاليتين، أصبح رهانا خاسرا بالمرة، فحتى هذا النجم الكبير لم يعد قادرا على قيادة الكتلان بمفرده نحو المزيد من الانتصارات المدوية.
فهذا العميد التاريخي وجد نفسه وسط كتيبة عاجزة نهائيا عن مواجهة قوة الخصوم. كما حدث أمام البايرن، فباستثناء الأوروغواياني لويس سواريز الذي لازال يظهر قدرة كبيرة على المنافسة، وخلق متاعب لدفاعات الخصوم، فالبقية الباقية فقدت بحكم عامل السن، نسبة كبيرة من إمكانية الحفاظ على نفس الوتيرة، ونفس العطاء الذي كثيرا ما نال إعجاب الحالمين بجمالية الأداء.
حقيقة كان سقوطا مؤلما لا يليق بقيمة هذا النادي الكبير، كما لا يليق أبدا بنجوم أبدعوا بسخاء، وقدموا صورا جميلة. كثيرا ما أمتعوا وسجلوا لوحات ممتعة، ومن غير المقبول أن يكون السقوط بهذه الدرجة من القسوة والألم…

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top