شذرات من واحات درعة تافيلالت

صدر للكاتب والإعلامي الأستاذ زايد جرو إصداره الثالث والذي يحمل عنوان ” شذرات من واحات درعة تافيلالت “، وجاء في تقديمه أنه “عبارة عن نصوص تراثية وحكايات سردية محلية وشخوص واقعية وورقية، تبسط للقارئ والمتتبع قواسم مشتركة بين ساكنة واحات الجهة وتطرح إشكالات وتساؤلات أجيال حول الموروث الثقافي الواحي القديم الذي يتآكل يوما بعد يوم، في ظل زحف الحداثة بالمفهوم الشامل للكلمة والتي خلقت توترا كبيرا في القيم، وأحدثت فجوة بين جيل قديم تربى على قيم أصيلة متوارثة كانت عمادا في التواصل والعلاقات بالقصور والقصبات، وبين جيل جديد لم يعش هذه القيم واعتبرها من الماضي الذي انتهى.
النصوص في غالب الأحيان تستمد مادتها من المعيش اليومي الواقعي او المخيال الفردي والجماعي ومن الحسي الخاص الى المجرد والعام للإجابة عن العديد من التساؤلات الظاهرة والخفية بالرمز والايحاء او بالأسلوب المباشر المتداول عبر الاسترجاع، ويمكن لهذه النصوص ان تشكل مادة حية للطالب والباحث الانتروبولوجي والانسان العادي الذي يشده الحنين لذلك الماضي الشفهي الذي سكن جيلا عريضا من الساكنة .
النصوص أحيانا متقاربة ومتداخلة وذات علاقة وطيدة تربطها خيوط ظاهرة او باطنة مما يصعب اختيار ترتيب لها كما يرغب في ذلك بعض النقاد، ويمكن للقارئ ان يختار لها ترتيبا معيتا حسب الأثر او حسب الانسياب الزمني او حسب المتن الذي يشكل مادة معرفية والتي تكتسي طابع جديا أحيانا وهزليا وفلسفيا وجوديا احيانا أخرى.
اللغة الموظفة في الكتاب، فيها مزج بين لغات التواصل بواحات درعة تافيلالت، منها الفصيح والعامي والأمازيغي والأجنبي لتشكيل صورة فنية فيها الصدق والتخييل والتمويه، والأمل كبير أن يضيف الكتاب قيمة ثقافية تنضاف للقيم التي تم نشرها في كتابين سابقين بالجهة “أوراق من تودغى” و “وعروس تودغى “.

Related posts

Top