شعراء مغاربة في نزهة افتراضية بحدائق الشعر بتطوان

أقامت دار الشعر بتطوان أمسية شعرية جديدة، عن بعد، بعنوان «حدائق الشعر»، احتضنتها حديقة دار الشعر بتطوان، وشارك فيها الشاعر حسن بنزيان والشاعرة فاطمة الزهراء بنيس والشاعر مفيد عطيمو. بينما تم بث الأمسية على منصات وقنوات التواصل الاجتماعي، لتواصل دار الشعر بتطوان برامجها الشعرية في ظل هذه الجائحة، وهي تدعو عشاق القصيدة المغربية إلى نزهة افتراضية في حدائق الشعر.
في بداية هذه الأمسية الشعرية الجديدة، اعتبر مدير دار الشعر بتطوان مخلص الصغير أن الحديقة امتداد شعري للبيت، وأنه بعد رفع الحجر التدريجي هنا في تطوان، خلال هذه الأيام، تاق الناس للخروج إلى الفضاءات والمنتزهات العمومية، «ما يؤكد حاجتنا مستقبلا إلى هذه الفضاءات». على أن الحدائق «علامات دالة على جماليات وشعرية الحياة، وهي تقع في صميم السؤال البيئي، الذي سيشغل الإنسانية أشد ما يشغلها، بعد انتشار هذا الوباء الشامل».
لأجل ذلك، يؤكد الصغير أنه «لا يمكن لنا أن نهندس مدننا ومؤسساتنا وإقاماتنا مستقبلا بدون حدائق وبدون شعر. حتى الأكاديمية كما أسسها أفلاطون تعني الحديقة، حيث شيدها بين ما كان يعرف بحدائق أكاديموس، عند الإغريق، وكتب عليها (لا يدخل علينا من لا يعرف الهندسة».
واستهل الشاعر المغربي حسن بنزيان قراءاته بقصيدة أهداها إلى روح والده، ومنها: ترقأت السواجم في المآقي/ لحيظة صعدت نحو التراقي. فما إن أسلم الحوباء طوعا/ إذا مري تبجس في اندفاق. لقد اودى الحبيب قرير عين/ رضي النفس موفور البواقي. خبرت له سجايا مونقات/ يصر مدى الحياة على الوفاق… وعلى إيقاع شعري مغاير قرأ حسن بنزيان قصيدة في رثاء الشاعر محمد الخمار الكنوني، الذي احتفت به دار الشعر بتطوان خلال هذه السنة.
وتقول الشاعرة فاطمة الزهراء بنيس في قصيدتها: «إني أندثر/ لن يَرمقَني غير هذا النجم/ السابح في أحشائي. سلاما… سلاما إني صاعدة غَمرةَ الروح/ بجسد أفسح من الكون/ له شهوةُ الشرود/ ولي هيمان الرؤيا. أما الشاعر مفيد عطيمو، والذي يكتب باللغة الإسبانية، فقد ختم أمسية حدائق الشعر بقصيدة روحية معبرة، جمع فيها بين اللغتين العربية والإسبانية، ومنها: يبدو كما لو أني خرجت/ من كل جزء منك/ من أضلعك/ من قلبك، من أدمعك/ من روحك من بين أصابعك. أنت جزء من كل جزء مني/ وحين عانقتك/ كنت أبحث بكلي عن كل جزء فيك.
وكانت هذه الأمسية هي الثالثة التي تنظمها دار الشعر بتطوان، تحت مسمى «حدائق الشعر»، وذلك منذ انتشار فيروس كورونا، إلى جانب سلسلة من اللقاءات الشعرية والندوات النقدية والفكرية. وهي اللقاءات التي حظيت بمتابعة على نطاق واسع في مختلف وسائط وقنوات التواصل الاجتماعي، مثلما حظيت بمتابعة إعلامية من قنوات تلفزيونية وصحف ومجلات وطنية ودولية.

Related posts

Top