يتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو أدلى بها لرئيس فريق شباب المحمدية، هشام أيت منا، في مناسبتين مختلفتين.
الأول يتعلق بهزيمة فريقه ضد الرجاء البيضاوي، والثاني يبرر فيه الهزيمة أيضا، لكن هذه المرة ضد الوداد البيضاوي في هذا الموسم.
في التصريح الأول، يهاجم فيه طاقم التحكيم، بل يتهمه ضمنيا بمساعدة الفريق الأخضر، مؤكدا أن الأخير ليس في حاجة إلى مساعدة الحكام، قصد تحقيق الفوز، بينما يظهر في الفيديو الثاني تقبله للخسارة، مضيفا أن النقط الثلاثة “ما مشات في خلا…”.
وإذا كان جمهور الوداد، لم يعلق على التصريحين، مكتفيا بالمتابعة المكثفة، في حين لم يتردد الجمهور الرجاوي في التعبير عن استغرابه، من تناقض مضامين تصريحات نفس الشخص…
المؤكد أن أيت منا، تعمد الإدلاء بالتصريحين المختلفين، ودرجة الاختلاف، راعى فيها على ما يبدو اختلاف علاقته مع مسؤولي كل فريق على حدة، مع العلم أن ابن مدينة الزهور، لا يخفي أبدا علاقته “الخاصة جدا” مع رئيس الوداد سعيد الناصري، وهذا سبب ردود الفعل المنتقدة الصادرة عن جمهور الرجاء، كما لا تنظر جماهير باقي الفرق، بعين الرضا لهذا الاصطفاف غير البريء.
من حق أي متدخل في المجال الرياضي، التعبير عن مواقفه، والإدلاء بوجهة نظره، وعدم التردد في الخروج بآراء شخصية، هذا حق من الحقوق المكفولة له قانونا وشرعا، لكن مقابل ذلك هناك شرط أساسي، تتجلى في حدود لا يمكن القفز عليها، وتتمثل في الالتزام بروح المسؤولية، والحياد الإيجابي الذي يفرضه منصب المسؤولية، بصفته رئيس فريق يمارس بنفس البطولة.
وسواء انتبه أيت منا لتداعيات تصريحاته، فإن ما قاله يدخل في إطار التشجيع على ردود الفعل الغاضبة، مع ما يترتب عن ذلك من قراءات مختلفة، وانعكاسات سلبية، غير مرغوب فيها تماما.
إن التصريحات التي أدلى بها هشام أيت منا، تدخل في إطار ما يسمى بـ “شغب المسؤولين”، لما يثيره من أحقاد وصراعات ونعرات، يوجد المجال الرياضي في غنى عنها.=
وأيت منا لا تخفى عليه أبدا، ما يترتب عن اندلاع حالات الشغب والعنف المرافق لمباريات كرة القدم، وما عانته كرة القدم الوطنية من خسائر فادحة في الممتلكات العامة والخاصة، واعتقالات بالجملة، وفقدان أشخاص، إما مساهمين في الأحداث، أو أبرياء قادتهم الأقدار للتواجد في المكان والزمن الخاطئين، مما فرض على الدولة إصدار قانون يحارب الظاهرة ويعاقب المتورطين فيها.
محمد الروحلي
