شهادة في حق الأديب حميد ركاطة

>  محمد البغوري
عهدت في رجل الجوانب التي لا تخطئ المعاني الشامخة. عاج بالدلالات.. استمدت مشروعيتها من العقل الأخلاقي، استوت على إيقاع الفكرة السلوكية..أترعته السمات الإنسانية النبيلة والراقية قولا وفعلا، كلمات وأشياء..لن تجد هذا الرجل عبوسا متجهما، بل ضحكا مستبشرا..يحرجك بأناقته العقلية والقلبية..يطويك بمساحات مشرعة على كل العوالم الممكنة..يلقي بأصدقائه وخلانه في حضرة الجمال والجلال..رجل التوازنات، وكل أشكال الهندسة الإنسانية..صاحب نظرة ثاقبة للأمور..على دروب الحكمة وسننها اهتدى، حمل أعباءه وهمومه على محامل الاجتهاد المتميز، لا سلاح له إلا الجد والحركية النشيطة: الحركية التي لا تبكي أو تعرف النكوص والاسترخاء. بل هي إلى المبادرة مصافحة. وإلى الوجود تواقة..يراع هذا الأديب يقطر عطرا، ليضمخ محابر المدونة الأدبية المغربية بأبهى المقولات، وأعذب العبارات. يروح ويغدو سنفونية الكبار، ليدلي بدلوه في الكنانيش النقدية، والتساؤلية الهادفة..يحسن الإصغاء والتأمل..يسير الهوينى في الحضر والسفر…تلكم بعض العلائم التي طارت بها حمائم لبي وجناني، أمام أديب ألف الانثواء في الثقافة الناعمة، منها يسترفد كل معاني الجمال، والحب، والإخلاص، وعزة النفس، والإنسانية السامية…إنك حميد السيرة، كبيرالوقع، على القلب، خفيف وشفيف المعشر، غني الحضور، تحرك السواكن، وتنطق الصوامت صوب المقامات العليا، في الأدب والحياة، كما في الأنفاس والخلائق…صاحب هذا الإطار الأنيق هو: قطب رحى ملتقانا الثالث للقصة القصيرة بمدينة أصيلة، معشوقة الكل، وأيقونة التربية الإبداعية والفنية. إنه صديق الجميع الكاتب والأديب، والإنسان “حميد ركاطة” الحاضر بيننا في هذا العرس البهيج والتاريخي.. بوركت أخي حميد، ومزيدا من التألق والتأنق، وغمرتك المباهج من كل حدب وصوب.
 
     هامش:                                
 نص الشهادة التي شاركت بها في الملتقى الوطني الثالث للقصة القصيرة في حق المحتفى به القاص والناقد والروائي حميد ركاطة يوم السبت 9 يناير 2016.

Related posts

Top