شهادة في حق الممثل محمد بسطاوي بتطوان

بيان 24: أحمد سيجلماسي
بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، تنظم جمعية الورشة السينمائية، التي يترأسها المخرج السينمائي مصطفى الشعبي، تظاهرة ثقافية وسينمائية بتطوان يوم الخميس عاشر دجنبر ابتداء من الثالثة زوالا بفندق شمس (طريق مارتيل) بمشاركة ثلة من الفنانين والمثقفين والنقاد السينمائيين .
 يتضمن برنامج هذه التظاهرة تكريمين، الأول لروح الممثل الشعبي الراحل محمد بصطاوي، مع عرض لآخر أفلامه السينمائية القصيرة “رماد البركان ” (2014) للمخرجة السويسرية ماريا نيكوليي، والثاني للممثل الكبير عبد القادر مطاع، وتوقيعا لرواية ” عبسليمو النصراني” من إبداع الكاتب عبد الحميد البجوقي، بعد تقديمها من طرف المبدع المسرحي الكبير عبد الحق الزروالي، ثم ندوة حول موضوع ” السينما وحقوق الإنسان ” بمشاركة الأساتذة: الحبيب حاجي وأحمد سيجلماسي وعز الدين الوافي ومحمد اشويكة .
فيما يلي ورقة، من إعداد أحمد سيجلماسي، تعرف بالمسار الفني للراحل محمد بصطاوي:
المرحوم بصطاوي من مواليد سنة 1954 بقرية مريزيك غرب مدينة خريبكة، تابع دراسته الابتدائية والثانوية بعاصمة الفوسفاط المغربية قبل أن يغادرها أولا إلى منطقة  الحسيمة، حيث اشتغل من 1973 إلى 1976  بإحدى القواعد العسكرية التابعة للبحرية الملكية، وثانيا إلى أوروبا (فرنسا وهولاندا) وخاصة إيطاليا التي استقر بها لمدة خمس سنوات ابتداء من سنة 1980.
 ظهر ميله إلى فن التشخيص منذ مرحلة الدراسة الابتدائية، وتعزز هذا الميل بانفتاحه على دور الشباب وفرقها المسرحية الهاوية (فرقة النصر للمسرح والموسيقى نموذجا) وهو يافع وشاب حيث شارك في العديد من المسرحيات ، ك ” الكنز ” و ” أمبراطورية الشحاذين ” ، وتعرف على أبجديات العمل المسرحي بخريبكة، واستمر معه عشق فن  التشخيص بالحسيمة وإيطاليا التي استفاد بها من ورشات تكوينية. وعندما عاد من بلاد المهجر قرر أن يدخل عالم الاحتراف المسرحي من بابه الواسع ليمارس عشقه لفن التشخيص ويحقق ذاته عبره.
 قبل انضمامه إلى فرقة “مسرح اليوم” سنة 1987، التي كانت تشرف على إدارتها الممثلة القديرة ثريا جبران وزوجها الباحث والناقد والمخرج المسرحي الدكتور عبد الواحد عوزري، اشتغل بصطاوي مع التلفزة المغربية بالرباط في برنامج الأطفال الصباحي ” القناة الصغيرة ”  وذلك كممثل ومؤلف لنصوص مسرحية وأشعار ذات طبيعة تربوية خاصة بالأطفال. ومع فرقة ثريا جبران شارك وتألق، على امتداد تسع سنوات من 1987 إلى 1995، في العديد من المسرحيات الناجحة من قبيل  “حكايات بلا حدود” و “بوغابة ” و”النمرود في هوليوود ” و”نركبو لهبال” و”سويرتي مولانا” و”أيام العز” … وهذه المشاركة مكنته من تفجير جزء كبير من طاقته في التشخيص وكرسته كممثل قوي الحضور على الخشبة وقادر على تقمص الأدوار المختلفة.
 وبعد توقف تجربة “مسرح اليوم”  الرائدة، انخرط محمد بصطاوي رفقة المؤلف والمبدع  يوسف فاضل والمخرج والممثل عبد العاطي لمباركي والسنوغرافي عبد المجيد الهواس والممثل محمد خيي وآخرين في تجربة أخرى بتأسيسهم لفرقة ” مسرح الشمس ” وذلك  بحثا عن أفق إبداعي جديد . وأنتجت هذه الفرقة الجديدة من 1996 إلى 2000 مسرحيات ناجحة جابت بها مختلف مناطق البلاد ، كما كان الأمر مع فرقة ثريا جبران السالفة الذكر ، نذكر منها العناوين التالية : ” خبز وحجر ” و ” فنطازيا ” و ” العابرا ” و ” والقايد بوحفنة ” … و ” الباب مسدود ” التي أنتجت سنة 2013 بعد توقف دام إثنى عشر سنة وشاركت فيها وجوه فنية أخرى كمحمد الشوبي وبنعيسى الجيراري وجليلة التلمسي …
كان أول وقوف للراحل محمد بصطاوي أمام كاميرا السينما سنة 1997 في فيلمين الأول قصير بعنوان ” خليط ” من إخراج أمين النقراشي والثاني طويل بعنوان ” كنوز الأطلس ” من إخراج القيدوم محمد العبازي ، وبعد هذين الفيلمين سيشارك تباعا في الأفلام السينمائية التالية : ” باي باي السويرتي ” (1998) لداوود أولاد السيد و ” عطش ” (2000) لسعد الشرايبي و ” طيف نزار ” (2001) لكمال كمال و ” وبعد ” (2002) لمحمد إسماعيل و ” الدار البيضاء يا الدار البيضاء ” (2002) لفريدة بنليزيد و ” جوهرة بنت الحبس ” (2003) لسعد الشرايبي و ” ألف شهر ” (2003) لفوزي بن السعيدي و ” طرفاية أو باب لبحر ” (2004) لداوود أولاد السيد و ” حين اهتزت الصورة ” (2005) ليوسف عفيفي و ” لاسورانس ” (2006) لعبد الواحد المثنى و ” في انتظار بازوليني ” (2007) لداوود أولاد السيد و ” طريق العيالات ” (2007) لفريدة بورقية و ” انتقال ” (2008) للمهدي الخودي و” التعيين ” (2009) لرضوان وخليل فاضل و ” عند الفجر ” (2009) للجيلالي فرحاتي و ” أولاد البلاد ” (2009) لمحمد إسماعيل و ” ذاكرة الطين ” (2010) لمجيد الرشيش و ” تازة ” (2010) للمخرج الكندي دانيال جيرفي و ” أياد خشنة ” (2011) لمحمد عسلي (حصل على جائزة أحسن ممثل عن دوره فيه بالمهرجان الوطني الثالث عشر للفيلم بطنجة سنة 2012) و ” الطفل الشيخ ” (2011) لحميد بناني و ” غضب ” (2012) لمحمد زين الدين و ” فيها الملحة والسكر أو عمرها ما غد تموت ” (2012) للأخوين سهيل وعماد نوري و” باريس بأي ثمن ” (2013) للفرنسية ريم كيريسي (من أب تونسي وأم إيطالية) و” الصوت الخفي ” (2013) لكمال كمال و” ماء ودم ” (2014) لعبد الإله الجوهري و” جوق العميين ” (2014) لمحمد مفتكر و” الوشاح الأحمر ” (2014) لمحمد اليونسي و ” أكادير إكسبريس ” (2014) ليوسف فاضل … هذا بالإضافة إلى دور البطولة الذي قام به في آخر أفلامه القصيرة بعنوان ” رماد البركان ” (2014) من إخراج السويسرية ماريا نيكوليي وتشخيصه لأدوار متفاوتة القيمة في مجموعة من الأفلام الأجنبية المصورة جزئيا أو كليا بالمغرب ، وبالإضافة أيضا لأعماله التلفزيونية الكثيرة ومن أشهرها مسلسلات ” دواير الزمان ” و ” جنان الكرمة ” لفريدة بورقية و “وجع التراب” لشفيق السحيمي.

Related posts

Top