“شوغرن” مرض معقد والعلاج مكلف جدا

لا ينبغي لوباء الفيروس التاجي أن يجعلنا ننسى أن 23 يوليوز هو تاريخ اليوم العالمي لمرض شوغرن الذي تم إنشاؤه في هذا التاريخ للاحتفال بعيد ميلاد الدكتور شوغرن الذي اكتشف هذا المرض في عام 1933.
و بهده المناسبة، تود الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية، من خلال صوت رئيستها، الدكتورة خديجة موسيار، رفع الوعي بهذا المرض الذي يتميز بجفاف الفم والعينين بشكل خاص، و تلف أجزاء كثيرة من الجسم. يصيب المرض ما بين 0.1 إلى 0.2٪ من السكان، غالبيتهم من النساء اللواتي يشكلن 90٪ من الحالات، أي بضع عشرات الآلاف من النساء في المغرب. في بعض الأحيان يؤدي المرض إلى عواقب وخيمة للغاية مثل السرطان، والإعاقات المختلفة، العجز، والتشوه في قلب الجنين. و كذلك لا يمكن علاجه في الوقت الحاضر، ولكن فقط تخفيف العواقب الأكثر شدة.

العلامات البارزة و المضاعفات الأكثر خطورة للمرض

مرض شوغرن هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي يسببها خلل في جهاز المناعة و ينتج عن التهاب في الغدد الدمعية و اللعابية. و من الممكن أن يؤثر على غدد أخرى خارجية الإفراز على صعيد الجلد والمعدة و البنكرياس و على أعضاء أخرى من أهمها المفاصل و الكبد و الرئتين و الكلي و الجهاز العصبي مع إمكانية حدوث سرطانات الغدد اللمفاوية لدى حوالي 8% من مصابي مرض شوغرن .
و في فترة الحمل ٬ يمكن للأجسام المضادة الخاصة بالمرض أن تخترق المشيمة مخلفة أضرارا في قلب الجنين.
يعطي جفاف العيون، احمرار و إزعاج كبير ويصعب على المريض فتح عينه تلقائيا عند الاستيقاظ في بعض الأحيان، مع إمكانية انتفاخ الغدة الدمعية و تقرح القرنية.
نقص اللعاب يؤدي إلى صعوبة في المضغ و البلع مع آلام في الفم تزعج المريض في نومه مع مخاطرة أكبر لإصابة الفم بالفطريات و تسوس الأسنان.
يسبب مرض شوغرن كذلك العياء المفرط و برودة الأطراف المعروفة بظاهرة رينود، وخلل في خلايا الدم مع ظهور قلة الصفيحات، وتضخم الطحال والغدد اللمفاوية وآلام و التهاب في المفاصل و العضلات.
جفاف الفم و العيون ليس حكرا على مرض شوغرن. ويمكن أن ينتج مع التقدم في السن و عن بعض الأدوية، و كذلك إثر المعالجة بالإشعاع على مستوى الرأس و العنق و إثر أمراض أخرى مثل التهاب الكبد الوبائي و فقدان المناعة المكتسبة. يمكن أن يطال الجفاف الأغشية المخاطية الأخرى و الجلد مع حكة و ظهور طفح جلدي و سعال عند جفاف الحنجرة و القصبات الهوائية، وعسر البلع أتناء جفاف البلعوم.و حكة عند جفاف المهبل لدى النساء المصابات.

العلاجات المتاحة للسيطرة على المرض

لا يوجد علاج راديكالي للمرض لكن يمكن السيطرة على الأعراض باستعمال بدائل الدموع مع تجنب التعرض للريح والبخار ‏وأجهزة تكييف الهواء.
عند جفاف الفم، يمكن رش بدائل اللعاب داخل الفم،مع المحافظة على صحة الفم، نظرا لأن البكتيريا تتكاثر في الفم عندما يقل اللعاب، مع تجنب معجون الأسنان المبيض التي يزيد من حدة جفاف الفم. هذا مع أن التهاب بعض الأعضاء يستدعي اللجوء إلى الكورتيزون أو مثبطات المناعة.
في الحالات الأكثر خطورة، يتم استخدام العلاجات البيولوجية التي أحدثت ثورة في علاج أمراض المناعة الذاتية من خلال استهداف جزيء أو خلية رئيسية. المشكلة الوحيدة هي أن هذه العلاجات الجديدة باهظة الثمن: 60 ألف درهم على الأقل للعلاج.

> بقلم: دة .خديجة موسيار

*اختصاصية في الطب الباطني و أمراض الشيخوخة
رئيسة ائتلاف الأمراض النادرة المغرب
رئيسة الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية

Top